أجساد في حداد ترقص: سهله المدني.
أحبك كلمة تفتح أبواب وتقفل في بعض المرات الأبواب في قلبك، والعيش على بعض كلماته وتذكرها بين الحين والآخر والإعجاب بكل ما يفعل وعندما تراه تشعر وكأنك ترى ذاتك هذا بحد ذاته يجعلك تتمسك به وتحب روحه لأنها مشابهة لروحك وعقلك وكأنه مرآة لك ترى فيها نفسك، وفي عيونه تشعر وكأنك تتحدث مع ذاتك وكأنك ترى كل تفاصيله فيك وفي لمعة عيونه وطريقة تحريكه لعيونه ترى فيها طموحاتك ورؤيتك للحياة، وكأنه يجول في أعمق مشاعرك ولا تدرك أهو حقيقة أم هو خيال؟ وبعض الأغاني الذي تذكرك به وتكون هي رابط وإثبات لحبك له وحبه لك، ففي أغنية تصف قصتك معه وتحبها وتتفاجيء بأنه يحبها مثلك ويسمعها مثلك، وكأنها هي التي تجدد مشاعر الحب بينكم ففي بعضها تشعر وكأنه يصف أدق التفاصيل لما تشعر به نحوه، ومع ذلك تبقى هذه الأغاني أو القصائد أو بعض الكلمات والمواقف تذكرك فيه، وعندما يحدث الفراق بينكم تصبح هذه الذكريات مؤلمة كلما تذكرتها تبكي بحرقة وبقوة كبيرة جِدًّا، وتدرك أنها رغم أنها كانت تسعدك فتصبح سبب في حزنك والمك وكل ما سمعتها تبكي بحرقة كبيرة جِدًّا وتتساقط دموعك بغزارة كبيرة جِدًّا، وتتذكره ويصبح تذكرك له يشكل حزن كبير جِدًّا يجول في قلبك، والأيام التي عشتها معه بسعادة كبيرة جِدًّا تتحول إلى أيام كلها حداد وحزن لكم، فكما أنت تحزن وتتألم هو أَيْضًا يتألم ويحزن ويفقد طعم الحياة مثلك، فالبعض يتساءل لماذا يحدث هذا التغير الكبير في المشاعر وفي المواقف؟ وهل توقف الحب بينهم أم أنه عدم تحملهم لمسؤولية هذا الحب؟ فكل شيء له ثمن فكما النجاح له ثمن أَيْضًا الحب له ثمن، والبعض يقول بأنه مستعد إن يتنازل عن كل شيء من أجل أن يصل لقلب من يحبه ولا يفرقهم سوى الموت، ومع ذلك لا يحصل عليه رغم التنازلات والتضحيات التي سيفعلها من أجله ومع ذلك لا يجده، هل بسبب أن أحد الأطراف لمن يكن صادق في مشاعره؟ أم أنه لا يريد أن يدفع الثمن للحصول عليك؟ فليس هناك شيء في هذه الحياة بدون ثمن، وتبقى في زمننا هذا القلوب وحيدة، وليس هناك من يسكنها ويشعل في داخلها لوعة الحب وحرارته وجماله، وتبقى بدون قلب ينبض لأجلها ويجعلها تقع في حبه، والعيون ترى جمال الكون كله ومع ذلك لا تعشق لأنه ليس من الواقع أن تقع العيون في الحب، فهذا يحدث للقلوب وليس العيون، ونبقى نضع حزام يوقينا من الوقوع في الحب وإذا وقعنا فيه بدون علمنا نحاول مرة النجاح فيه وعند أول خسارة لنا فيه نهرب منه ونتركه في طيات الماضي، ونمحي أجمل الذكريات لمن نحب وننسى بأن الحياة لا تخلوا من الخسارة والألم والفشل، ومع ذلك نتحملها بكل عيوبها، ولكن عندما يتعلق الأمر بقلوبنا لا نصبر ولو لثانية واحدة، ونصبح أجساد في حداد ترقص وننظر خلفنا ونعيش على ذكريات لن تعود أَبَدًا وكلا الطرفين يتألم ويحزن ومع ذلك تبقى نظرة المجتمع هي سيدة الموقف، وهي الأهم حتى وإن بقيت القلوب وحيدة بدون حب فهذا لا يهم وهذا ما يحدث لنا، فنحن لا نجب أن ننظر خلفنا وأن لا نتنازل عن بحثنا عن سعادة قلوبنا حتى وإن كان من نعشقه يبادلنا المشاعر، ولكنه يصمت ويجعلنا في حيرة معه فصمته لغة يعبر بها عن حبه لنا فنظرة العيون تعبر عن ما يشعر به وبحثه عنا بدون علمنا فهذا بحد ذاته حب ويكون من أصدق أنواع الحب، وحتى وإن كان الحب في آخر الكون لا يجب أن نتركه فمن المستحيل أن تعشق أحد بكل هذا العشق وهو لا يبادلك نفس المشاعر، فإما أن تكون في قصة حب تستحق منك أن تدخل حرب من أجلها، أو أنها تجربة تقربك للوصول من حبك الحقيقي فمهما امتلكت من أموال وشهرة وجمال ونفوذ فلن تشتري لك هذه الأموال أحد يعشقك لذاتك وبكل تفاصيلك، ويكون معك وقت ضعفك فهذا هو من يستحق حبك. فنحن عندما نخسر كل شيء يجب أن نجد من يحبنا لذاتنا، ويكون حبه دافع لجعلنا نستمر في النجاح وهذا ما يجهله الكثير وعندما يقع لا يجد أحد بجانبه.