العمرو يكتب: رداً على الزميل ماهر ابو طير.. لماذا الدفاع عن الرواتب المرتفعة؟
بقلم الدكتور قاسم جميل العمرو
الأستاذ ماهر أبو طير كاتب صحفي معروف وله باع طويل في إثارة قضايا سياسية واجتماعية عديدة كان لها صدى مهم على مستوى اتخاذ القرار والرجل يحظى بمصداقية فيما يكتب، ولكن في مقالته التي دافع فيها عن أصحاب الرواتب العالية اعتقد جازما ان أبا طير قد غالى في دفاعه عن أصحاب الرواتب؛ واتهم منتقديهم بالحسد واثارة الطبقية وهذا لم يحصل، لأننا باختصار نراقب كل شاردة وواردة وكل ما يقال ويبث عبر الفضاء الالكتروني والاعلام المرئي والمسموع، وهنا يثار السؤال لماذا الدفاع؟
الأخ ماهر دافع بشكل مستميت عن الرواتب العالية واعتبرها عادية وطبيعية مقارنة بمؤهلات أصحابها وكان يتمنى ان ينتقد الناس مدى نجاح المشروع من فشله الذي يديره فلان أو علان وقد ذكر في مقاله وركز على معالي خالد طوقان وأكد بان ما يتعرض له طوقان هو استهداف شخصي.
موضوع راتب هيئة الطاقة الذرية أثاره ممثل الشعب تحت قبة البرلمان وهو صاحب حق في طرح هذا السؤال في ظل فشل المشروع النووي وتراجعه واعتراف من القائمين عليه بهذه النتيجة والتي ترتب عليها حل شركة الطاقة بعد فشل بناء المفاعل الروسي ووصل الحد بالمجلس السابع عشر الى المطالبة بأغلاق المشروع لعدم جدواه، فهل يريد الكاتب من نواب الشعب ان لا يطرحوا تساؤلات يريدون عليها إجابات واضحة وشفافة وكان حريا بالكاتب المحترم ان يطرح قبل غيره مثل هذه التساؤلات.
التركيز على مسألة استهداف معالي خالد طوقان شخصيا امر مستغرب ومستهجن لان معاليه صاحب اخلاق رفيعة ويحمل اعلى الشهادات وهو من عائلة عريقة وتحظى باحترام فائق بين الأوساط الشعبية فعلى أي أساس اقمت هذه الفرضية استاذنا الكبير، ثم ان العديد من الأشخاص تعرضوا للنقد لارتفاع رواتبهم في الملكية وشركة العبدلي ووحدة الشراكة في رئاسة الوزراء ووزارة التخطيط والمصفاة؛ والناس يتحدثون عن مثل هذه الرواتب في وقت نجد ان نسبة البطالة وصلت الى ارقام قياسية تتعدى35% بالمقابل هناك رواتب فلكية دون اي انجاز، وهل سمعت سعادة الكاتب عن احتجاج على راتب مدير بنك مثلا بالطبع لا علما بان الضمان مساهم في معظمها لان هذه البنوك تحقق أرباح بفعل نجاح القائمين عليها.
اما المشروع النووي فاني انصح الكاتب المحترم الى الغوص في بحر اليوتيوب واسترجاع كل مقاطع الفيديو وترتيبها تنازليا او تصاعديا وتدوين ما تحدث به معالي الدكتور خالد طوقان عن الفرص والارباح وعن الكعكة الصفراء واليورانيوم التي ستدر علينا المليارات واعتقد انك تعلم حقيقة المشروع كما نعلمها ويعلمها القائمون عليه.
المقاربة التي استخدمتها في الدفاع عن معاليه وتحويل الامر الى انه حسد وتحاسد استطيع القول انك بهذا المقال زدت الطين بلة وفتحت عيون وآذان الناس لتمييز الغث من السمين وما هي الدوافع التي تجعل كاتباً متميزاً يفترض ويعمم اشياء لم تحصل بل هي استنتاجات ذهب اليها الكاتب لغاية في نفس يعقوب قضاها.
الاخ الكاتب يجب ان نبتعد عن قداسة الاشخاص فالانسان يخطئ ويصيب وأرى بانك اخرجت موضوع النقد للمشروع النووي وادخلته بمقالك الى زاوية الشخصنة لعلك تجد من يناصرك فيما ذهبت اليه.
وهنا اقتبس” الحملة على راتب طوقان كانت شخصية، وربما خلط البعض بين راتب موظف عادي في القطاع العام وراتب عالم مثل طوقان”..والعالم هو الخبير في مجال تخصصه مع احترامنا لشهاداته المتميزة والفريدة، وهل العالم مكانه الميدان ام المكاتب الوثيرة والمكيفات والسيارات الفارهة والالقاب..معالي الدكتور يحمل مؤهل درجة الدكتوراة في الهندسة الكهربائية وعمل مدرسا في الجامعة الاردنية ثم انتقل فورا الى العمل الاداري في جامعة البلقاء التطبيقية ثم وزيرا للتربية ثم استلم المشروع النووي وله كل الاحترام .
واقتبس ايضا مما كتبه ابو طير” اذا اردنا فتح ملف الرواتب المرتفعة فلا بد من فتحه كاملا” لا نختلف معك مطلقا بضرورة فتح ملفات الرواتب كاملة ولمما لا ولماذا لا تقود انت حملة اعلامية لتشكيل رأي عام ضاغط ضد الرواتب المرتفعة رأفة بالوطن وحفاظا على مقدراته.
ويقول الكاتب ” حتى لا يتم استدراج الراي العام في الاردن نحو التحاسد الطبقي والكراهية والانتقائية” وهل تعتقد ان هذه الممارسات ستبقي المجتمع بعيدا عن الانقسام الطبقي الحاد أم وصل بنا الامر ان نضع رؤوسنا بالرمال وهل تعتقد ان عدم العدالة الاجتماعية تبقي المجتمع مستقرا.
وهنا يلمز الكاتب بدهاء ” ان الهجمة استهدفت شخص طوقان” لا يا صديقي يبدو انك انت من اردت وحدك هذا التوصيف لان السجال على مواقع التواصل الاجتماعي لم يستثني أحدا من أصحاب الرواتب العالية اطلاقا، والامثلة كثيرة ومن حق دافع الضرائب ان يتساءل عن حجم الانفاق الترفي والرواتب المرتفعة التي يتقاضها اشخاص يقومون على مشاريع وشركات حكومية خاسرة كفى تجديفا بالوطن واستخفافا بعقول مثقفيه ونشطائه.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة البترا
ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري