نخشى على بلدنا من الفتنة ونخشى عليها من منابر مدفوعة
جمال الرقاد
إنهم يحاولون تمزيق وحدتنا، ويحاولون حرف بوصلتنا عن مسارها القويم، فيعبثون حينها بأمننا عبر إنتاج سلسلة من أكاذيب خارجية يجري تغليفها بشيء من أوجاعنا الاقتصادية، لتبدو بمنطلقات ودوافع داخلية، في استغلال بشع لحاجات الناس ومواجعهم.
نخشى على بلدنا من الفتنة، ونخشى عليها من منابر مدفوعة، فلا شنطات سفر تنتظرنا في ردهة الحديقة، ولا أوطان بديلة بانتظارنا؛ ما يحتّم علينا الدفاع عنها بصدور مفتوحة على حب الأردن وترابه وناسه.
هي منابر لا تكف عن استغلال كل ما يمكن استغلاله لبث سمومها في دسم وحدتنا ولحمتنا، هو قدرنا أن تواجه بلادنا كل هذه الأزمات، لكننا مؤمنون بقدرتنا على تجاوز كل هذه القبور، بقلوب يملؤها الحب والطمأنينة.
ندرك جيدا الفرق بين الوطنيين والانتهازيين، وندرك أيضا أن بواليع كثيرة لا تريد الخير بننا وببلادنا، وسط إقليم لا يكف عن إنتاج الحرائق، لكنا فوتنا عليهم الفرصة بوعينا الوطني، وبتكاتفنا الجمعي حول أرددنا ومليكنا.
نحن لا نسحج، نحن حد الرمح الفاصل بين الخذلان والإيمان، نحن زيتون هذه الأرض وبيادر قمحها، وسنقطف زهرتها كما تحملنا وجعها، وسنسد الباب على كل الحاقدين والمأجورين.
لن نوصي الأردنيين بالحذر من تلك الأخاديد الخارجية وشعابها، فالأردنيون على مر العصور ظلوا حجر الصوان الراسخ، والقلعة الشامخة أمام ترابهم المزيف وأعاصيرهم المفتعلة.
ظل الأردنيون يقبضون على جمر الحب في مواجهة كل ما يعترض طريقهم، مؤمنين بقدرتهم على انتزاع الأشواك من دروبهم الوطنية، في مشهد لا يمكنك أن تتلمس حوافه إلا في الأردن من أقصاه إلا ادناه.