مائة عام من الفروسية والكبرياء والبناء : المملكة الأردنية الهاشمية
- المستشار الإعلامي جميل سامي القاضي –
في حياة أية أمة يبرز حدث مهم يبني مجدها ويصنع تاريخها كما أنه للأمم والشعوب أيام تعتز بها في سجل مفاخرها تعد رصيدها في عالم المجد و تحدد مكانتها في صفحات التاريخ .
الحدث الذي صنعه الملك عبدالله الاول ( المؤسس الشهيد) ــ طيب الله ثراه ــ في الحادي عشر من نيسان من عام ١٩٢١ فيما يشبه المعجزة وذلك بتأسيس هذه الدولة ــ التي كانت بمثابة الأمل والحلم العربي لتكون هذه الدولة عرين فرسان بلاد الشام ودولة تعمل لتحرير الأرض والإنسان وتحقيق الحلم العربي، فالتف حوله نشامى الاردن وأحرار بلاد الشام والعراق والحجاز ، و صنع تاريخ بلادنا لتكون مركز تجمع للعرب، فعمل مع الأجداد والآباء على أعلاء رأيتها ورفعة شأنها .
ومن هذا المنطلق كان الاحتفاء في هذا اليوم التاريخي بذكرى مئوية التأسيس, كون الاحداث المهمة هي التي تصنع امجاد الأمم لتظل حية في ذاكرة الشعوب وتتجدد مع كل تطور زمني وتبقى متألقة على مدار الأعوام وتوالي القرون.
مائة عام مرت على إعلان انشاء اول حكومة في الشرق العربي. فكانت اول خطوات الجهاد والبناء في مسيرة هذا الحمى الظافرة لاقامة هذا الدولة الشامخة ومحاولة باسلة لإنقاذ بلاد الشام من أطماع المستعمرين و استئناف طريق الحرية والاستقلال الذي نادت به الثورة العربية الكبرى، ولتكون قاعدة تحرير وليكون لها دور تاريخي، من خلال بث روح المقاومة والنضال في بلاد الشام . ذلك اليوم الذي نتذكره الآن ونحتفل به هذا اليوم هو يوم المجد ، يوم يمثل وقفة هامة في تاريخ أمتنا وتاريخ المنطقة ، لكن ماذا يعني الاحتفاء بمرور مائة عام على تأسيس دولة حديثة حققت مكانتها في المنظومة الدوليه ، وأكدت على الدور الريادي الذي قام به الملك عبد الله الأول في تحقيق الحلم العربي في الاستقلال والحرية والوحدة فكانت المملكة الأردنية الهاشمية في عهودها الأربعة المتواصلة على أساس البناء والإنجاز والتقدم والرفاهية واليوم في هذه المرحلة القيادية المرموقة التي اضطلع بها الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم تسير في ذات النهج القويم الذي التزم به والسياسة الحكيمة التي يسير عليها ، متمسك بثوابت ونهج وسياسية آل البيت الاطهار في الدفاع عن قضايا الأمة وحقوقها ومقدساتها.
أن ما يقوم به جلالة الملك المعظم منذ توليه أمانة الحكم من إنجازات ومبادرات ومواقف يدل على أن هذا العهد الذي نحتفي به بالمئوية الأولى، ونعيش في ظله وتحت مظلته يحدونا ألامل بمزيدا من النجاح والإنجاز في انطلاقة مئويته الثانية .
لقد قام جلالته بتدعيم قواعد البناء وإرساء دعائم الدولة واستقرارها . وأكمل جلالته مابدأه عبدالله الملك المؤسس وطلال بكر الانجال واضع الدستور والحسين الباني فأتم بناء ما أشادوه وتقيد بالمنهج الذي وضعوه ــ يرحمهم الله –
فالهاشميون والأردن يرتبطون برباط مقدس وهي الحقيقة التي تخيف الكثيرون، الذين يغيضهم هذا التلاحم الذي لا يمكن أن يمر به التاريخ من غير التفات أو الوقوف أمام الازدهار و المنجزات, فاسم هذه المملكة مرتبط بالأسرة الأردنية والأسرة الهاشمية، وكما أن نهضتها مدينة لجهدههم وتضحياتهم ومواقفهم وجميع أبناء هذا الحمى العربي الاردني الهاشمي هم امتداد في العطاء والبذل ، وكل ما وصلت اليه المملكة من تقدم وازدهار في جميع المجالات نتيجة للرباط المقدس بين قيادتنا الهاشمية الراشدة وأهل الاردن المخلصين .
وفي الختام أود القول بأن أمجاد هذا الوطن الانموذج لاتحدها سطور تكتب مهما اتسعت الصفحات ولايحددها إطار حفل يقام مهما توافرت عوامل الإشادة ،. فالعظماء يتولاهم الزمن بالاشادة ويحتفي التاريخ بماضيهم، وتتحدث عنهم الاجيال بالتقدير والاعتزاز.
ونحن اليوم نؤكد بأن الاردن وقيادته الهاشمية وجيشه العربي المصطفوي _ يحفظهم الله_ هم الذين يحملون رايته ويحرسون أمنه واستقراره . رحم الله الملك المؤسس عبدالله الاول ابن الحسين رحمة واسعة وجزاه الله عن العرب والمسلمين خير الجزاء وحفظ لنا قائد المسيرة المظفرة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين.