العمرو يكتب: العجارمة نائب جسور تحت قبة البرلمان


أنباء الوطن -

بقلم : الدكتور قاسم جميل العمرو

منذ عودة الحياة البرلمانية عام 1989 وفي كل مجلس نيابي  تبرز شخصيات نيابية جدلية بطريقة طرحها واسلوبها وخروجها عن الرتابة التي يتطلبها الدور التمثيلي لمهمة النائب، وسبب ذلك يعزوه البعض اما لعدم ثقة النائب بالدور الذي يقوم به المجلس وإما لتغول الحكومة وسلبها مجلس النواب ارادته فيبقى ديكورا فقط؛ هذه الأسباب تدفع ببروز مثل هذه الظواهر المثيرة للجدل في أحيان كثيرة.

 ربما النائب أسامة العجارمة يؤدي دوره بنكهة مختلفة فهو شاب في عز العطاء منحدر من قبيلة عريقة قدمت الكثير للوطن على مر العصور، وهو أيضا ابن المؤسسة العسكرية التي يتعلم منتسبوها الانضباط وبنفس الوقت التموضع واتخاذ المواقف الصحيحة والجريئة وهم بالأساس يعرفون ان ارواحهم على اكفهم ومعرضين باي لحظة لموقف حاسم فعليهم دائما الجاهزية والضرب بالمليان.

قد لا اتفق مع كثير من مواقف النائب العجارمة ولكن في الحقيقة كلام الرجل نابع من إحساس كبير بالضيم والقهر وهو يرى وطن يسرقه شلة متنفذين أطلق بنفسه عليهم مصطلح “الليبراليون” في كاريدورات الشللية وتبادل المصالح والادوار والمواقع ويتظاهرون بالبكاء عليه كلما مر بأزمة ليمسحوا بدموع التماسيح خطاياهم مما ارتكبت أيديهم بحق الوطن.

السؤال لماذا لا يزمجر ويغضب ويشمر عن ساعديه هذا النائب الشاب المملوء بالحماسة والرجولة والانتماء الصادق ويسمي الأشياء بمسمياتها وهو يرى جيلاً من الأردنيين تقتلهم البطالة وتنهشهم المخدرات والجرائم؛ وهل يعلم السادة كبار رجال السلطة ان الإحصائية التقريبية تقول ان اكثر من 15 اردني يقتلون شهريا وان البطالة بين الشباب وصلت الى نسبة تتجاوز ال40% .

والمستغرب عندما يتحدث العجارمة بفوضوية  عن هموم الأردنيين تكثر جوقة النفاق والتدليس والتمليس وأصحاب الغايات، اعتقد ان العجارمة عندما يتحدث فهو يناقش قضايا وطن من شماله الى جنويه ومن شرقه الى غربه ومن بواديه الى مخيماته.

كنت قد آثرت ان ابتعد عن الكتابة فترة قاربت شهرين لإيماني المطلق بان الكتابة والكلام لن يجدي نفعا يعني ” الخ…..والق… واحد” ولن تخلق اصلاح حقيقي والسبب واضح تماما وهو عدم وجود رغبة في الإصلاح وان المستفيدين من الوضع القائم لا يرغبون اطلاقا بالإصلاح وسُيفشلون كل الأفكار الداعية الية وسيقتلونها باللجان والحوارات وللأسف مع من يجري الحوار وعلى ماذا ولماذا.

لذلك نعول على غضبة من رأس الدولة لإخراج قوانين الإصلاح حتى لو بمنحة لتضع حد للمزاودين والمتاجرين والمسوفين الذين استهلكوا الوقت واستهلكوا رصيد الثقة لدى المواطن لعلنا نستلحق شيئا من هذا قبل فوات الاوان.

ظاهرة العجارمة ستتكرر في كل مجلس نيابي وربما تتكاثر اكثر وسيندفع الشباب ليعيدوا  التجربة بشباب متحمسين من أمثال أسامة.

استاذ العلوم السياسية جامعة البترا

ناشر موقع وطنا اليوم الاخباري