خطاب للعقل
بقلم الحامدة لله | أمل الأحمر
أخبرك أيها الإنسان!!
أخاطب عقلك فقلبك لم يعد موجوداً..
قلوبكم صارت قلاعاً تعتصر الأنا و تسجد للأنانية..
لذلك سأخاطب عقلك و أدعوك - إن كان ذلك الأخير موجوداً- أن تلزم حدك..لا تشمت بمصاب غيرك..
لا تستغل ضعفهم و قلة حيلتهم..
لا تثقلهم هماً و تضفه إلى ما يحملونه..
لا تعاير من حولك بظاهرهم فلكلّ إنسان قوانينه الخاصة و دوافعه التي لو عرفتها لاقشعر لها بدنك..مجدداً أقول إن كان عقلك مازال في الخدمة فلا تتجبر و لا تتكبر و تذكر أنك مهما وصلت و تعاليت فإن الله عليك أكبر و أقدر...
إنك لن تبلغ الجبال طولاً و لن تلامس سقف السماء..
إن فيروساً لا يرى إلا بالمجاهر قادرٌ أن يسلبك حياتك الرخيصة..لا تسخر من أحد.. لا تعاير أحد.. لا تمسك أحدا من القبضة التي يحاول إخفاء جرحها.. و لا تكشف الستار عن عيب أحد..
لا تتمادى.. فأنت لاشيء يذكر.. بكن فيكون تصير تحت سابع أرض..
لا تؤذي أحدا بكلامك.. و لا تتفاخر بنعمك في وجه فاقدها؛ الأولى أن تخجل من نفسك..لا تَعِب تشوهات الناس فلو نظرت إلى داخلك لن تجد فيك شيئاً سليماً..
أسألك مجدداً إن كان عقلك حاضراً فأخبره أن الدنيا دوارة..
لا تستغل ضعف فتاة فقدت والدها.. و لا تستضعف طفلاً صار يتيماً و لا تقايض امرأة فسخت خطبتها و لا تعاير شخصاً فقد أطرافه..الدنيا تدور و تدور و الدور سيصل عندك لا محالة..
إن كنت خائفاً على أطرافك.. و مقدساً لإمكاناتك.. و محاطاً بعائلتك التي تحميك من ألسنة الناس و مقالاتهم.. إن كان عقلك هنا في رأسك.. فيجدر بك أن تستخدمه قبل إلقاء كلامك..أنا أعلم سراً عنك... أنت لن تستخدمه.. لأنه مريض بعضال الغيرة و الحقد والحسد.. لذلك سأخبرك سراً آخر.. الدنيا دوارة و الدور اقترب كثيراً منك!!