شكرا عمرو ذياب
اطراد المجالي
خلال نصف ساعة تباع جميع بطاقات الفنان الكبير عمرو ذياب وبجميع المستويات من مستوى " المميز حيث البطاقة (300) دينارا الى مستوى الحضور وقوفا حيث البطاقة (85) دينارا، وهنا، والله لا ادري ما شعور السواد الاعظم من العاملين في القطاع العام والخاص من الشباب عندما يعلم احدهم بأن راتبه بعد الاقتطاع لا يمكنه من شراء بطاقة لحفل فني لمدة ساعتين. في هذا الحال المزعج سياحيا حيث الركود ارى ان من فكر بهذا الحفل يريد مصلحة القطاع ، فالفن شيء جميل والحفلات الفنية في كل بلاد العالم تعد تحريكا للسياحة فلا تثريب عليه. نشد على يديه ونشجع كل من يقدم افكارا تفيد في هذا الاتجاه.
ولكن، ما ادمى قلبي بكل حزن اني صرت مصرا على تقديم الشكر لعمرو ذياب انه اعلمنا كم لدينا من لا يستحي، فمن لم يستحوا لم نرى تدافعهم على دعم مشروعات الشباب ولا دور الايتام ولا على المبادرات الوطنية بهذا الاهتمام ، فهذه تقطع الايادي عند ذكرها، كما اشكر عمرو ذياب لانه اعلمنا ان معظم حكوماتنا لا تستحي، فمن يساوي من يستطيع شراء تذاكر لحفل له ولاسرته بالفين دينار بمن دخله السنوي الصافي لا يصل لهذا الرقم فهي حكومات لا تستحي. شكرا عمرو ذياب ان اعلمتنا ان فاتورة الكهرباء والضرائب والرسوم التي تعدت اضعاف ما كانت تفرضه حكومة تركيا في البلاد العربية يتساوى فيها من يحضر حفلة لك يافنان بمن لا يستطيع دفع فاتورة الكهرباء عندما تصبح (200) دينارا الا بالتقسيط.
شكرا ابا ذياب ان اخبرتنا ان قوانينا حقيرة لا تستحي وتعليماتنا ومشروعات تجفيف الفقر وعدم المساس بالطبقة الفقيرة هي حقارة وسفالة يحفظها بعض مسؤولينا كديباجة وتصريح لابناء هذا الشعب المسحوق.
شكرا عمرو ذياب، واعلم اننا لسنا ممن يكرهون الفن ولا ينظرون فيما بين ايدي الناس، فالله الرزاق، ولكن قلة الحياء اصبحت ديدنا لمن يرعى شؤون العامة عندنا - الذين عندما يصنعون قرارا لا يسمعون انين الصابرين، ولو سمعوا لما تساوى في منظومة التعامل الحكومي بين " ابوعيدة" خباز حارتنا الرجل الكهل الذي يدرس اربع شباب في جامعات ليس التعليم فيها مجانا -بمن دخله اليومي يفوق العشرة الاف دينار. شكرا ابا ذياب ونتمنى لك حفلا موفقا.