اتحمل الألم بوفاة الأعزاء ولكن هل سنتحمل ألم العزاء بالوطن .


أنباء الوطن -

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
……………..
لا نقول في هذا اليوم إلا إنا لله وإنا اليه راجعون ، واللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا عتها خيرا .

لقد توفت شقيقتي وأختي ومربيتي يوم اول أمس وأقمنا لها دار العزاء في محافظة الكرك/ بالربه .
مع كل ألمي على اختي التي عانت من مرض السرطان ، ومع كل حزني على فراقها لكن والله انني كنت اتألم أيضا عندما يتصل معي الأصدقاء والمحبين الراغبين بالحضور الى بيت العزاء ، وذلك بسبب المسافة البعيدة والطريق السيئة عند العوده من محافظة الكرك .
كنت قد اعلنت بأنني اكتفي بالعزاء من خلال الإتصال الهاتفي او عبر التواصل الإجتماعي ، وكنت اتوسل احيانا أخرى لمن يتواصل معي راغبا بالقدوم الى محافظة الكرك من اجل العزاء ، كنت اتوسل إليه واترجاه بعدم الحضور ، إلا الكثيرون كانوا يصرّون ويحضرون لأداء الواجب مشكورين ومأجورين بإذن الله ، ومع أن هذا قد خفف علينا المصاب واسعدنا لكنه بنفس الوقت آلمنا جدا لتكبدهم عناء السفر .

إخواني يعلم الله انني كنت اهكل وأحمل هم كل شخص يبلغني عن نيته للحضور ، فكنت اخاف عليه من لحظة مغادرته عمان او مدن المملكة ولحين عودته سالما إلى أهله.
ولهذا قررنا ان نقيم يوما ثالثا في احد الدواوين في عمان حتى نخفف عناء السفر على الإخوة والأصدقاء المصممين على الحضور .
وبعد ان تم الترتيب لذلك والإعلان عبر عنه التواصل الإجتماعي ،إلا أننا تفاجئنا بعد الموافقة بحجة الكورونا وأوامر الدفاع .

وهنا وإذ أنني لا أملك حولا ولا قوة سوى الإنصياع للأوامر الحكومية ، ولكن يا هل ترى عندما يسمح لمطرب مثل عمر ذياب بإقامة حفلة يحضرها 3000 شخص وتخصص تذاكر لها متفاوتة الأسعار للواقفين والجالسين ، وكلنا يعرف انها فسق وعهر واخطر الوسائل لنقل للعدوى بحكم الرقص واللز والمز والتقبيل ، فهذا مسموح في وطني.

عندما يعلن أيضا عن اقامة مهرجان جرش لحفلات المساخة والفساخة والتدافع والتراصص على الأبواب والرقص على أنغام نجوى كرم ، فهذا أيضا مسموح بوطني ولا ينقل العدوى .

عندما تفتح الصالات للأعراس والحفلات والجاهات فهذا أيضا لا يكون لفيروس الكورونا ان يحضرها او يتواجد بها ولا تؤدي لانتشار المرض .

اما دور العزاء التي لا يذكر فيها إلا اسم الله والتذكير بالموت الواعظ الاكبر للإنسان، فدور العزيات التي فيها جبر للخواطر فإن فيروس الكورونا الأردني ينتشر فيها بسرعة ، والسبب بذلك لأن فيها ذِكر لله وفيها تواصل مع أهل الله .

واخيرا اود أن أقول أننا سنتحمل وفاة عزيز علينا ونقبل ان يُقال لنا عظم الله اجركم ، ولكن هل سنقبل او نتحمل ان يعزى علينا بوطن ضائعة بوصلته وفاقداً لهويته ومتخبطاً بقراراته ، وتقود حكومات مجموعة من الجهلة والأغبياء الذين لا يعرفون إلا كم التقاعد لهم وكيف يوظفون ابناؤهم وانسباؤهم واقرباؤهم .

مع كل الألم والحسرة على مصابنا العظيم ولكنني اقول عظم الله اجركم يا شعب بهكذا وطن يدار من قبل حكومات نحتاج للكيماوي حتى يتم إصلاحها .