بيوتكم أولى بكم …
د عصام الغزاوي
بينما يتابع الاردنيون بألم تراجع خدمات الرعاية الصحية من حيث الجودة والكفاءة ونقص الادوية واطباء الاختصاص وغياب العدالة بسبب سوء السياسات الحكومية، يُدين وزير الصحة نفسه امام جلالة الملك معترفاً ان ما نشهده بالقطاع الصحي ليس نقصا بالاموال بل تقصير اداري، وبدل من ان تتداعى كافة اجهزة الدولة للتشاور والتخطيط لما يمكن فعله لإنقاذ القطاع يكتفي الوزير بإجراء مناقلات داخل وزارته واستبدال مدير بآخر، معتبراً ان الإدارة لا تقف عند رجل واحد، هذه الاجراءات لن توقف التراجع ولن تعالج الخلل الموجود على ارض الواقع، فهل بتنا بحاجة للإستعانة بخبراء اجانب لاصلاح وادارة قطاعنا الصحي ؟ اذا كان بناء مستشفياتنا وتعبيد طرقنا منح خليجية، وبناء وتحديث أنظمة الصحة والتعليم والمياه مساعدة امريكية، والاصلاحات الاقتصادية ورفع جودة التعليم التقني والفني، وتنمية المجتمعات المحلية منح اوروبية، ومشاريع في مجالات الصحة والبيئة والتدريب المهني وتكنولوجيا المعلومات والطاقة تمويل ياباني، والإفراج عن الغارمات وتسديد ديونهن اموال زكاة اماراتية، ورغم ذلك تتراجع المنظومات الصحية والتعليمية، اذن أين ذهبت أموال بيع اصول الدولة والتخاصية، وأين ذهبت كل هذه القروض والمنح، وأين تُنفق ايرادات الدولة ؟ بإختصار اذا كنتم عاجزين عن النهوض بالقطاع الصحي وتلافي الاخطاء الطبية، وغير قادرين على زيادة مخصصات الخدمات الصحية ورفد المستشفيات بالكفاءات الطبية والعلاجات، فبيوتكم أولى بكم !