ثأرُ الحياة
بقلم الحامدة لله | أمل الأحمر
باتت حياتنا كشريط يُعرض أمامنا على شاشة كبيرة ؛ نشاهده فقط دون أي صلاحيات، محظورٌ علينا طريق العودة أو التوقف أو التقدم و لاسبيل أمامنا سوى الرضى و الخنوع!!
باتت حياتنا كعزف أوبرا صاخب، يديره فنان بصوت رخيم ، و نحن قد وقعنا في هذا الفخ الوخيم ، دون قدرة على التراجع أو الترميم.
باتت حياتنا كتكفير عن أخطائنا التي لا نعرفها ، وكأن الحياة ليست سوى عقاب و نحن لسنا إلا جريمة!!
باتت حياتنا كخيار وحيد ، لا شيء بجانبه للتعويض ، و لا يوجد زر للاستعانة بصديق.
مهما ادّعينا الرضى و القبول ستجد داخلنا إشارات استفهام عدة ، و إشارات حزن و ألم انبثقت من الشدة.
مهما مضينا فإن الباب الذي نقرر فتحه يتحول فجأة إلى حائط إسمنتيّ سميك و حتى الطّرق عليه سيغدر مؤلماً.
المقياس أصبح صعباً حين غدت الحياة أصعب من الموت من جهة ، و حين لبست الحياة ثوب الموت من زاوية أخرى فغدت الحياة كموت متكرر في كل يوم تلقي إليك ضربة تقتل فيك شيئاً حتى تأتي النطحة الأخيرة فترديك صريعاً، و حتى بعد ذلك لن تتركك و إنما ستجرك في حلباتها لتريك من شرها أكثر و أكثر!!
يبقى السؤال هنا" هل للحياة أم أو أب و أحدنا تسبب بيُتمها فثارت لتأخذ ثأرها من الجميع ؟".