صحفي يروي معاناة "الزميل الراحل خالد فخيده" مع نجل رئيس وزراء أسبق


أنباء الوطن -

كتب الزميل موفق كمال مقالاً تحدث فيه عن الزميل الراحل "خالد فخيدة" الذي وافته المنية يوم السبت و المعاناة التي يعاني منها الزملاء و الزميلات الصحفيين، و أهم ما تطرق له الزميل "كمال" كسب نجل رئيس وزراء أسبق لقضية أدت للحجز على مركبة الراحل فخيده و التعميم عليه، و تالياً نص المقال:

لست بمعرض كتابة المزيد من الرثاء عن رفيق المهنة خالد فخيده (رحمه الله)، لكن ساذكر فيض من غيظ عن احوال الزميلات والزملاء الصحافيين الذين سخروا أقلامهم دفاعا عن الحرية عبر مؤسساتهم الإعلامية بمختلف أشكالها لتكون سلاحا للدولة في مختلف أزماتها التي لم تنتهي منذ تأسيسها،، في وقت فإن أكثر من 90 بالمئة من العاملين بالصحافة تبدأ حياتهم المهنية بالقروض وتنتهي بالقروض وآخرها المزيد من القروض لتسديد قضايا المطبوعات التي يفرضها القضاء الذي نجل ونحترم.

الزميل فخيدة كان عينة اذكرها لكم من قرابة 1500 زميل وزميلة جلهم يعانون سوء الطالع و الفقر المدقع والأمراض المزمنة منذ أن عملوا بالمهنة حتى فارقوا الحياة ولم يتركوا لأسرهم سوى إرث مهني لا تعترف به الحكومات عبر تاريخها.

قبل أشهر كسب نجل رئيس وزراء أسبق دعوى بقيمة 18 الف دينار على موقع "أحكيلك" الذي يملكه المرحوم فخيده ،، طبعاً الزميل أذعن للقرار القضائي بعد الحجز على مركبته و التعميم عليه،، فاضطر للاقتراض من أجل دفع المبلغ بعد أن رفض نجل رئيس الوزراء الأسبق كل وسائط إصلاح ذات البين.

أمام هذه الأزمة المالية الخانقة لم يتمكن الزميل فخيده من دفع التزاماته للنقابة من حيث التأمين الصحي أو حتى تجديد اشتراكه،، ولم يشارك في انتخابات النقابة،، بعد أن نقل تلقائيا إلى سجل الصحفيين غير الممارسين،، و لولا شهامة ناشر صحيفة الأنباط الزميل حسين الجغبير الذي تدخل في الأيام الاخيرة من حياة الزميل فخيده الذي كان يصارع الموت في مستشفى البشير بعد إصابته بجلطة قلبية و قام بتسديد المبلغ للنقابة مشكوراً،، لفقد ورثة الزميل حقوقهم من صندوق التكافل الذي يعاني الإفلاس بسبب طوابير الأسماء المستحقين لنصف قيمة التكافل من الهيئة العامة.

كم أستغرب الكلف المالية التي يدفعها الزميلات و الزملاء كي يحصلوا على تأمين صحي يؤمن لهم خدمة العلاج بكرامة،
الزميل فخيده كان لديه حملاً كبيرا أثقل كاهله، و قهره أمام التزامات، لديه أربعة أبناء اثنين منهم بالجامعة وطفلة في المدرسة و آخر العنقود عون الذي لم يتجاوز ثلاث سنوات.

الويل كل الويل، للصحفي إذا أراد أن يكمل نصف دينه، أو يشتري مركبة تسهل عليه تنقله بين الوزارات، أو يُعلم أولاده في الجامعات و المدارس الخاصة، أو يشتري هنداماً أنيقاً يليق بوظيفته أمام المسؤول.