شجار القبة .. الرياطي وفريج والحواري والعوايشة والسعودي يروون ما حدث


أنباء الوطن -

لا يزال ما حدث تحت قبة البرلمان يثير حالة جدل في الشارع الأردني، خاصة بعد تحويل ما حدث للجنة القانونية النيابية، وقرار رئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي تأجيل الجلسة إلى يوم الأحد المقبل.الجلسة التي كانت تناقش التعديلات الدستورية لم تفلح بتجاوز عنوان المادة الأولى وإضافة كلمة "الأردنيات"، وكانت الأجواء المشحونة جلية منذ بداية حديث رئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي والنائب صالح العرموطي، واستمرت بمداخلة النائب رائد سميرات لتبدأ في المنحنى الصعودي بحديث النائب عبدالمنعم العودات تحت القبة والمقاطعات المستمرة لها، ولكن الذروة للموجة الأولى من الخلاف كانت بعد الخلاف اللفظي بين الدغمي والنائب سليمان أبو يحيى وغضب الدغمي وتوجيهه كلمة "اخرس واطلع برا" لأبو يحيى لترفع الجلسة لمدة نصف ساعة.النصف ساعة كانت وكأنها فترة استراحة واجراءات احتوائية، حدث خلالها اتفاق على الصلح بين الدغمي وأبو يحيى، وفق تصريحات النائب شادي فريج لـ عمون، حيث ذهب فريج وزميله صالح أبو تايه لأبو يحيى وتم الاتفاق على قيام الدغمي بالاعتذار وطي صفحة الخلاف.وعلى هذا الأساس تم العودة للقبة، ولكن الموجة الثانية كانت قد بدأت وكالمعتاد ووفق "الوضع الوبائي" كانت الموجة الثانية أقوى وبدأت بذهاب الدغمي لمقعد النائب أبو يحيى من أجل الاعتذار وطي صفحة الخلاف، ولكن جاءت شرارة الانطلاق بحديث النائب أبو يحيى الذي لم يرق لأحد حيث قال :"خرسة تخرس بوزك" وهو ما زاد الاحتقان.النائب شادي فريج خلال روايته لما حدث تحت القبة أكد لـ عمون، أنه ذهب لأبو يحيى قائلا له :"أنت لست رجلاً ولم تقم بالوفاء بكلامك" وهنا بدأ الخلاف اللفظي، الذي تطور لاحقاً لاشتباك بالأيدي بين النواب وكل نائب يقول ما حدث على طريقته، ولذلك قامت "عمون" وضمن سعيها لعرض كافة وجهات النظر بالتواصل مع النواب شادي فريج، وحسن الرياطي، ومحمد السعودي، وعبدالرحمن عوايشة، واندريه الحواري.النائب حسن الرياطي دافع عن نفسه وقال لـ عمون، إن ما جرى بجلسة الأمس كان "أمرا مفاجئ للجميع" وانا شخصيا لم اكن طرفا في أي خلاف ولم يسبق أن تسببت بأي جلبة تحت القبة، وما حصل كردة فعل غاضبة مني "لله تعالى ولأعراض المسلمين" بعد تلفظ النائب شادي فريج بألفاظ هزت "عرش الرحمن" وأساء فيها للأعراض.وتابع، هناك من يحاول إيصال فكرة أن كتلة الاصلاح النيابية كانت تتعمد إفساد الجلسة وإفتعال الشجار وهذا غير صحيح إطلاقا، لأن الجو العام تحت القبة كان يتجه نحو رفض التعديل الدستوري بإضافة كلمة "الأردنيات" وهذا أيضا يتفق مع موقف الكتلة ، فكيف يشاع أننا أردنا إفشال الجلسة وعدم التصويت عليها، مؤكدا أن كتلة الإصلاح دائما تسلك المسارات الموضوعية وتعمل على نزع فتيل الأزمات بمجلس الأمن.وفي تفاصيل ما حدث، أوضح الرياطي أن المشكلة بدأت بين النائبين شادي فريج وسليمان ابو يحيى، حيث بدأ فريج بشتم الأعراض بألفاظ لا تليق وفيها "قذف للمحصنات" وهذا موثق ومسجل في فيديو الجلسة المحفوظ لدى الأمانة العامة لمجلس النواب، وبعد إستفزاز فريج للموجودين ذهبت إليه ووضعت يدي على فمه لمنعه من الاستمرار بتلفظ تلك الشتائم، وخلال ذلك جاء النائب أندريه حواري وقام بدفعي وشدي من الخلف لتتطور المسألة الى إشتباك بالأيدي وقام عدد من النواب بالهجوم عليه دون معرفة ما حصل ومن الطبيعي أن أدافع عن نفسي وسط حالة الفوضى التي عمت المجلس .وأشار أن علاقته بجميع النواب ممتازة ولم يسبق أن سجل عليه أي موقف عدائي أو متشنج أو عنف تحت القبة، ولا يعقل أن يكون ذاهبا لإفتعال مشكلة والدخول في شجار وأن أمسك بهاتفي في يدي ، مؤكدا أن نيته كانت إسكات شادي فريج فقط من باب "المونة" لكنه قام بشتمي وإستفزازي، وكأن ما حصل يقف خلفه تأجيل الجلسة وعدم الذهاب للتصويت على تعديلات الدستور .واكد الرياطي إنه يتواجد اليوم الأربعاء، في مجلس النواب بعد خروجه من المستشفى، كما أنه لم يبلغ رسميا بشكوى أي زميل ضده ولكنه سمع بذلك وهناك مساع للإصلاح، منوها الى انه سيتقدم بشكوى رسمية لدى اللجنة القانوية النيابية بحق النواب الذين اعتدوا عليه.النائب شادي فريج في تعليقه على حديث الرياطي، قال :"نحن عرب ومسلمين ولم نعتد على شتم الذات الالهية"، ولكن النائب الرياطي يوجه هذا الاتهام لي ليحصل على تعاطف معه وتبرير موقفه.وأضاف مكرراً "لا سمح الله 3 مرات" في حال قام أي شخص بشتم الذات الالهية فهو غير مفوض على الأرض لمعاقبة الناس، وهناك رب يعاقب، إضافة الى عقوبات مجلس النواب التي تتم بحسب القوانين المتبعة، فهو ليس بخليفة الله على الأرض لعقاب الناس، ومعاذ الله أن أشتم الذات الالهية، ولدي شهود وهناك فيديوهات لجميع اللقطات والكلام ولو كان هناك تلفظ على الذات الالهية لالتقطته الكاميرات.ولفت إلى أن ما قام به النائب أبو يحيى لا يليق بقامة وطنية وبشخص بعمر النائب عبدالكريم الدغمي الذي ناهز عمره على 70 عاماً، فالدغمي تجاوب مع مقترحه بالاعتذار لأبو يحيى ولكنه قام بالتجاوز على الدغمي، وأخلف وعده معنا ومع الله.وبين أن ما فعله النائب الرياطي يرقى للشروع في القتل فقيامه بإمساك رقبته بهذه الطريقة وتدخله بالمشكلة بهذه الطريقة أمر غير مقبول، مؤكداً أنه لم يسمع قيام أي نائب بشتم الذات الالهية.أما النائب محمد السعودي الذي كان واقفاً بموقع الاشتباك، أكد عدم سماعه قيام أي نائب بشتم الأعراض أو الذات الالهية، وقام النائب الرياطي بضرب الجميع فقد جاء "مهور من فوق"، وحديث فريج كان لأبو يحيى "أنت أخلفت بكلامك معنا".وقال لـ عمون إنه لم يحدث شتم لأي أعراض أو للذات الالهية وكان حسن الرياطي بعيد وجاء "مهور" وقام بالاعتداء على الضرب.وأضاف أن الفيديو الذي يظهر قيامه بوضع يده على صدره خلال حديثه مع النائب عائشة الحسنات كان يتعلق بالخلاف بين أبو يحيى وفريج وليس لأي شيء آخر.وأكد النائب اندريه حواري أنه ليس طرفاً بما حدث، فقد حاول القيام بالتفريق بينه وبين شادي فريج، وقام الرياطي بالاعتداء عليه.وشدد خلال حديثه لـ عمون أنه شاهد النائب فريج ممسوكاً من رقبته وغير قادر على شتم الأعراض أو الذات الالهية.وبين أن لا أحد من الشعب الأردني يقبل ما حدث، واعتداء النائب الرياطي كان وكأنه ينظر له كعدو وليس كزميل، ويجب البحث في تاريخه لمعرفة لماذا ينظر لي كعدو، فلا تربطني به الا كلمة صباح الخير، ولا يوجد بينهما شيء.وأوضح أن مبررات النائب الرياطي لا تعنيه وما يهمه هو قرار اللجنة القانونية النيابية.ولفت إلى أنه كان جالساً بكرسيه وعندما تطور الأمر حاول التفريق بينهما فقط.وأشار إلى أنه يعتذر عما حدث للشعب الأردني، فهو اساءة للوطن ولا يجب أن يحدث تحت القبة، ولا ذنب له فلم يكن طرفاً بما حصل.وبدوره قال النائب عبدالرحمن العوايشة: إن الرياطي لا علاقة له، وكان هناك حقد دفين لديه بحق اندريه الحواري واستغل الأمر، فكان هناك محاولات لالغاء الجلسة بأي طريقة، وقام الرياطي بمهاجمة النائب فريج من الخلف وعند قيام النائب الحواري بالقيام بمحاولة الفصل بينهما تعرض للضرب من الرياطي.وأضاف أنه بعد ذلك حدثت مشكلة بينه وبين الرياطي في الخارج وعند العودة لداخل المجلس حدث الاشتباك.وبين أن الرياطي لم يكن يرى أي شخص وتحول الأمر إلى "بلطجة" والأمر غير صحيح، فلم يهن له ما حدث، مؤكدا أنه لم يقم بشتم الذات الالهية أو الأعراض.ولفت إلى أنه قام بضرب النائب الرياطي، مشيراً إلى أنه كان يقصد النائب حسن الرياطي بمقولته تحت القبة "بدي أدعس على رأسه".ووسط حالة الشد والجذب، وإثارة الرأي العام وإنعكاسات ما حصل بانتظار نتائج تحقيق اللجنة القانونية وجلسة استكمال التعديلات الدستورية، ننتظر ما سيحدث خاصة مع تبادل النواب الشكاوى للجنة القانونية وللجنة السلوك النيابية.

منذر الفاعوري...عمون