رجال وإن ماتو .. يخلدهم التاريخ … المرحوم محمود معيوف عليان في سطور
جمال عليان
إن طريق الخلود لهو طريق لا يليق إلا بالرجال ولا أعني بالرجال هنا “الجنس” ولكني أعني صفات الرجولة لا الذكورة ، ولذا يقول الله تعالى في كتابه الكريم “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْمَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا“ . فلم يقل ذكورا ولكن قال رجالا وهذا الفرق بينهما.
اليوم نستذكر العم الحاج المرحوم ” محمود معيوف عليان – ابو امجد ” ابن جهاز الأمن العام الاردني سابقا , من قرية ابوديس وعرف بالوفاء والاخلاص للعرش الهاشمي ، ومن الشخصيات الذين ساهموا بشكل فاعل في توطيد الامن والنظام والمحافظه على الوطن , وهو أحد أبرز شخصيات اهالي ابوديس في القرن العشرين .
فـ بعد أن انهى سن التقاعد في جهاز الأمن العام نذر حياته متوطعا لخدمة ابناء بلده وكان من الرجال الأوائل الذين يسعون لاصلاح ذات البين ومناصرا للمظلوم وداعما للفقير منهم .
ومن الصفات الحميده التي كان يتحلى بها المرحوم ابو امجد المروءه والطيب والشجاعه والصفح ، حيث عاصرناه في عدة قصص حصلت مع ابناء البلدة من حوادث دهس وغيرها وكان يترأس الجاهة بطلب من الأهل والاقارب , وكان في الغالب ما يصفح ويعفي عن السائق المتسبب بحالة الوفاه بعد استشارة ذويه لانه يعتبر الدهس هو قضاء وقدر وعلى الانسان ان يتقبل القضاء والقدر .
المرحوم محمود معيوف عليان ابو امجد لقد كانت تربطه علاقات طيبه ووطيدة مع غالبية العشائر الاردنية نذكر منها على سبيل الحصر عشيرة عباد وعشائر الشركس والشيشان وعشيرة المجالي وعشيرة الدوايمة وعشيرة العجارمة وعشيرة القيسية وعشيرة الديرابينية وعشائر الخليل وفلسطين وغيرها من عشائر الوطن الكبير .
كانت علاقة ابو امجد مع زوجته شريكة حياته قائمة على المحبة والودِّ والسكن والرحمة فهما فكانوا يكملان أحدهما الآخر ، فكان ابو امجد من الرجال الحريصين على إسعاد شريكة حياته التي هي ايضا كانت حريصة على تهيئة ما يسعد زوجها على مر الأيام فكانو ازواج متحابين متكافلين يبذل كل منهما جهده لعيش حياة طيبة حتى نهاية مشوار الحياة رحمهم الله .
محمود معيوف عليان ابو امجد رحمه الله , ترك خلفه ارثا من الابناء الاشاوس الذين يحظون باحترام الاهل والاقارب والاصدقاء والذين سارو على خطا والدهم الذي شأنه شأن العديد من فرسان ابوديس الاشاوس الذين لهم تاريخ حافل يكتب بماء الذهب ، ونكتب هذه السطور ونحن نعلم اننا لن نستطيع ان تعطيه حقه،لقد ترك بصمات طيبه من السمعه والاخلاق والشيم الى ان توفاه الله .