قليل من المفاجآت في إعلان ترشيحات الأوسكار 2022


أنباء الوطن -

أُعلنت قبل قليل في بث إلكتروني ترشيحات جوائز الأوسكار لعام 2022 عبر شبكة الإنترنت وحساب الأوسكار الرسمي على فيسبوك في تقليد متبع منذ سنوات قليلة.
ومن المنتظر إقامة حفل توزيع الجوائز في 27 مارس/آذار المقبل، كالمعتاد في مسرح دولبي بهوليود، مع وجود مضيف للحفل وهي العادة التي تم إهمالها منذ عام 2018.
لم تحمل الترشيحات هذا العام الكثير من المفاجآت غير المتوقعة، فقد توقعنا في مقال سابق الكثير من هذه الترشيحات، وربما أكبر المفاجآت عدم ترشح فيلم "الرجل العنكبوت: لا عودة إلى الديار" (Spider-Man: No Way Home) لجائزة أفضل فيلم كما توقع الكثير من النقاد والمشاهدين.

10 أفلام في جائزة أفضل فيلم تضمنت أهم فئات الترشيحات -وهي جائزة أفضل فيلم- 10 مرشحين هذا العام، وهو العدد الأكبر على الإطلاق، حيث تتراوح الترشيحات في المعتاد ما بين 5 إلى 10 أفلام، وعلى الأغلب يقف الأمر عند 8 أفلام فقط.
هذا العام تضمنت الترشيحات مجموعة متنوعة للغاية من الأفلام، فنجد لدينا الفيلم الياباني "قودي سيارتي" (Drive My Car) وفيلم الغموض والإثارة "زقاق الكوابيس" (Nightmare Alley) والفيلم الموسيقي "قصة الحي الغربي" (West Side Story) وفيلم الغرب الأميركي "قوة الكلب" (The Power of the Dog) وفيلم الخيال العلمي "كثيب" (Dune) وفيلم السيرة "الملك ريتشارد" (King Richard) والفيلم الكوميديا المثير للجدل "لا تنظر للأعلى" (Don’t Look Up).
بالإضافة إلى أفلام أخرى بسيطة لم تستحوذ على اهتمام الجمهور بما فيه الكفاية وربما تكون هذه فرصة جيدة لإعادة اكتشافها وهي "كودا" (CODA) و"بيلفاست" (Belfast) و"ليكورش بيتزا" (Licorice Pizza).
"قوة الكلب" و"كثيب" الأعلى في الترشيحات تتضمن ترشيحات الأوسكار 23 فئة مختلفة، وكل من "قوة الكلب" و"كثيب" استطاعا الاستحواذ على أكبر عدد من الترشيحات الأول بـ12 ترشيحا والثاني بـ10 ترشيحات.
كل من الفيلمين يتنافسان في العديد من الفئات، منها أفضل سيناريو مقتبس، لكن النقطة الأهم أنهما فيلمان من "الأفلام النوعية" (Genre Films)، فهما ينتميان إلى نوع سينمائي أميركي شائع للغاية، على عكس الاختيارات الشائعة في أفلام الأوسكار التي تميل إلى الأفلام الدرامية والاجتماعية، فقوة الكلب هو فيلم غرب أميركي، يعمل على عكس ثيمات هذا النوع الشائعة التي تميل إلى الذكورية الشديدة، والقسوة، حيث يقدم لنا بطلا تم حصره في دور راعي البقر العنيف، لكنه يعيد اكتشاف ذاته عندما تدخل عائلته زوجة أخ وابنها الشاب.
بينما "كثيب" فيلم خيال علمي تدور أحداثه على كوكب بعيد يدعى أراكس، فيه يقاوم الدوق بول ليتو الهراكنة ورجال الإمبراطور الذين يحاولون الاستيلاء على مخزون الكوكب من الوقود المسمى "التوابل" وإنهاء استعباد سكانه.
استبعاد ليدي غاغا بينما على الجانب الآخر في واحدة من المفاجآت المحدودة، تم استبعاد الممثلة والمغنية ليدي غاغا من ترشيحات أفضل ممثلة عن دورها في فيلمها الثاني "بيت غوتشي" (House Of Gucci)، وقد ترشحت عن هذا الدور مسبقا لجائزة البافتا/الأوسكار البريطانية والغولدن غلوب.
"بيت غوتشي" من الأفلام التي أهملتها الأوسكار هذا العام، بترشيح واحد فقط هو أفضل مكياج، وذلك يتلاءم مع النقد السلبي الذي حظي به الفيلم منذ عرضه، على الرغم من الترشيحات المختلفة التي حصل عليها، والتي بدت في كثير من الأحيان غير مستحقة.
على الجانب الآخر، رُشحت الممثلة كريستين ستيوارت لجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "سبنسر" (Spencer)، وهو الترشح الأول لستيوارت، والوحيد للفيلم الذي قدم فترة زمنية محدودة في حياة الليدي ديانا سبنسر الشهيرة وزوجة ولي العهد البريطاني السابقة، وتتنافس ستيوارت مع عدد كبير من الممثلات المخضرمات، مثل أوليفيا كولمان الحائزة السابقة على جائزة الأوسكار، ونيكول كيدمان وجيسيكا تشاستين وبينلوب كروز.
الترشح الرابع لويل سميث لكن بلا أمل ترشح الممثل الأميركي الأسمر ويل سميث لجائزة الأوسكار أفضل ممثل عن أدائه في فيلم "الملك ريتشارد" الذي أدى فيه دور والد أسطورتي التنس سيرينا وفينيسيا ويليامز، وهو الترشح الرابع في مسيرة سميث، لكن على الأغلب مثل الثلاث مرات الأولى لن يفوز هذا العام بالجائزة في ظل منافسة شرسة للغاية مع أندرو غارفيلد وخافيير بارديم ودينزل واشنطن، والأقرب للجائزة بينديكت كمبرباتش عن دوره في فيلم "قوة الكلب".
وترشح الفيلم بشكل عام لـ6 جوائز، منها أفضل فيلم وأفضل ممثلة في دور مساعد وأفضل مونتاج وأفضل سيناريو وأفضل أغنية، لكنه على الأغلب سيخرج صفر اليدين هذا العام.
هل تفوز ديزني مرة أخرى؟ في فئة أفلام الرسوم المتحركة تنافس كالمعتاد ديزني -الشركة الرائدة في هذا الفن- بـ3 أفلام هي "إنكانتو" (Encanto) و"لوكا" (Luca) و"ريا والتنين الأخير" (Raya and the Last Dragon)، أمام فيلمين آخرين وهما "فلي" (Flee) و"عائلة ميتشل في مواجهة الآلات" (The Mitchells vs. the Machines).
ولكن كالمعتاد هذه الفئة شبه محسومة لأحد فيلمي ديزني إنكانتو ولوكا، وكلاهما فيلم يحاول تقديم ثقافة مختلفة عن الأميركية بمزجها مع الأساطير، فإنكانتو تدور أحداثه في كولومبيا حول عائلة تمتلك قوة سحرية، بما يتفق مع الواقعية السحرية النوع السينمائي والأدبي الأهم لهذه القارة، بينما تدور أحداث لوكا في إحدى المدن الإيطالية الصغيرة حول لوكا الكائن البحري المراهق الذي يستطيع التحول لهيئة البشر عند صعوده للأرض، وإن كان يستطيع التأقلم مع هذه البيئة الجديدة أو لا.
ويبقى السؤال هل سنشاهد حفل توزيع جوائز هذا العام بمفاجآت كبيرة مثل فوز "قودي سيارتي" بمسابقة أفضل فيلم كما حدث منذ سنوات مع "طفيلي" الكوري؟ وهل سنرى ممثلين شباب مثل أندرو غارفيلد وكريستين ستيورات يحملان جائزة أفضل ممثل وممثلة؟ يتبقى شهر و20 يوما تقريبا وسنكتشف جميعا الإجابات عن هذه الأسئلة.