التحول الرقمي على طريقة إم ابراهيم
د . بشار الحوامدة
جلست يوما أنا و أمي نصغي للطبيب المختص و هو يشرح لوالدي المريض كيف يأخذ مجموعة من الأدوية بإتقان شديد ، فهذه الحبة قبل الإفطار و هذه على معدة فاضية و هذه المجموعة من الأدوية قبل النوم و تلك بعد الصلاة! وهذه الحبة لا تأخذها لأنها بتاثر على الخلفة!!
طبعا والدي كان ينظر إلى التلفاز و انا انبه ان يصغي للطبيب وليس لمباراة الوحدات و الاهلي في كرة السلة.
غادر الطبيب مودعا ، و نظرت والدتي ألى الروشته و قالت لوالدي "خوذ هذا دهون من جارتنا أم إبراهيم تحسنت عليه كثير و سيبك من كلام هالدكاتره الفاضي"
طبعا والدي وافق على الفور وتابع المباراة ....
لا يختلف موقف والدتي عن موقف الحكومة التي تجمع مئات المستشارين و تعقد عشرات المؤتمرات و آلاف أوراق العمل بخصوص قضية كقضية التحول الرقمي ثم تعطي دور التنفيذ لشخص امكانياته تشبه إمكانيات أم إبراهيم في الطب ضاربا بعرض الحائط الاستشارات و الخطط و التنظير و المؤتمرات و تغذيتهم الراجعة بحجة أم إبراهيم بتفهم اكثر .
من يراقب حال التحول الرقمي في الأردن و الوعود للاسف غير الدقيقة يشعر بالاسى و يفقد الامل في اردن رقمي ، سئمنا و نحن نقول ان الأردنيين هم من عملوا كذا في السعودية و هم من طوروا كذا في الإمارات، و كذلك قرفنا من وعود ان لا ورق بحلول عام كذا ، وإطلاق سند بحلته الجديدة بشهر كذا.
أين البطاقة الذكية و أين من وقع مع الفرنسيين ؟ أين مديرية البيانات الحكومية ؟ أين حكومة لا ورقية ٢٠٢٠؟
أين درسك ؟ و أين امان ؟
و قائمة الوعود تطول ..
أنصح من يراجع أوراق التكليف السامي للحكومة القادمة أن ينصح جلالة الملك أن يلغي الفقرة المتعلقة بالحكومة الإلكترونية والتحول الرقمي و ان يستبدلها بأي فقرة تفيد الاردن اكثر كتطوير الجنوب أو التركيز على مشاريع الزراعة في الأغوار او ربما دعم اكبر لمنتخبنا الوطني .
كل عام و الأمهات و خصوصا ام ابراهيم بالف خير.