المشراف . سحر الدراما الأردنية


أنباء الوطن -


مشاهدة المسلسلات التي تحمل قصص تاريخية وطنية لها متعة من نوع آخر، وقد كانت مطالعة التاريخ من قبل ليس لها إلا طريق واحد هو طريق الكتب والمراجع، أما الآن فالطرق متنوعة للمطالعة التاريخية، كمشاهدة الأفلام الوثائقية ، أو مشاهدة الأفلام السينيمائية ، أو الدراما التلفازية.
نحن في عصر الصورة ولا غير ,ونتحدث هنا عن مسلسل المشراف من تأليف محمود الزيودي اخراج شعلان الدباس وانتاج التلفزيون الاردني ويعرض حاليا على شاشته, المشراف بانوراما اردنية ترصد حياة الناس اواخر الستينات في القرية والبوادي والأرياف ببساطتها وافراحها وتحدياتها للنهوض لنمط حياة جديد, ويروي العمل قصص وبطولات الجندي الأردني في معركة الكرامة والحكايا الاجتماعية بين الحب والتضحية

لما بدأ المسلسل في العرض، وجد إقبالاَ كبيرة لمشاهدته ومتابعة احداثه ولاقى رواجاً كبيراُ وحديث الكثيرين بين ردود افعال ايجابية وردود سلبية، لكن الكثير من اصحاب الآراء السلبية لم يشاهدو العمل بشكل كامل وكان الانتقاد مجتزأ لبعض المشاهد, فهل يمكن الحكم على مسلسل كامل لمجرد مشاهدة بعض المشاهد فقط؟
ان المتابعين لهذا المسلسل يعرفون جيدأ ان معركة الكرامة خط من الخطوط الدرامية فقط ولا يتحدث العمل عن المعركة بشكل كامل مما اضاف اليه أجزاء جميلة وممتعة
هذا المسلسل قام على إنتاجه وإخراجه وكتابة قصته اردنيون فهل علينا ان نهاجم كل ما يتم انتاجه في الاردن دون مشاهدته ؟ وخصوصاً ان هذه الفترة الزمنية كانت فترة عظيمه لما قدمه ابناء هذا الوطن من تضحيات وبطولات
المشراف ما ان بدأ عرضه بدأ الناس في الحديث عن المسلسل بانبهار ، وكُتبت عنه المقالات، فتشوق له الجميع أكثر

نجلس يومياً أمام المسلسل ننتظره بشغف، ونشاهده باهتمام بالغ, ولكن ما لاحظته هو وجود فجوة بين بعض الآراء في مواقع التواصل الاجتماعي والآراء في الواقع



أكد المتابعين أن المسلسل قوي ومشوق، وأنه يقدم صورة مختلفة للدراما المعتادة.
نلاحظ صعود الدراما الأردنية بشكل كبير في أعمال رائدة وقوية مثل مسلسل المشراف، وغيره من الأعمال الرائعة التي جذبت المشاهد العربي بإنتاجه وحبكته الدرامية والأداء الرائع لنجوم هذا العمل، فضلاً عن صعود هذا العمل الوطني الذي عكس ملاحم عسكرية وحربية وقصص بطولية من ملفات الأمن والجيش الأردني الذي ضرب أروع نماذج البطولة.

معركة الكرامه
رابط الجٌيش العربًي الأردنًي على ضفة نهر الاردن الشرقٌية بعد هزيمة العرب في حرب عام 1967 وفي قلوب رجاله غصة من تركه تحت رحمة الطٌيران الاسرائيلي بعد تدمير سلاح الجو المصري وانسحاب المصريين من غزة وسيناء ... يرصد المسلسل حياة الأردنيين عام 1968 مع أول بث للتلفزيون الأردني وقرى وبوادي تعتمد على طرق بدائية تربطها بالمدن .. ونجد أن لكل بيت اردني جنديا أو ضابطا أو ضابط صف يربض على خط النار في الأغوار .. رصدت استخبارات الجيش العربي الأردني حشد الاسرائليين لقوة من المشاه والدبابات لاحتلال مرتفعات السلط كما ورد في دعوة الجنرال موشيه دايان للصحفيين الاسرائليين ليتناولوا معه طعام الافطار في مرتفعات جلعاد يوم 21 اذار 1968 ... استمات الجيش العربي في الدفاع وقد كان مستعدا للمعركة واعترف وزير الدفاع الاسرائيلي أن معركة الكرامة جاءت مختلفة عن كل حروب اسرائيل مع العرب ولكل مقاتل اردني في معركة الكرامة حكاية اجتماعية في القرى والبوادي الأردنية تتماهى بين الحب والخطوبة وبين الطموح لايصال الابن الى الجامعة التي حرم الأب منها و يشارك الأردنيون بدفن شهدائهم بمراسم عسكرية توزعت بين البوادي والقرى ... ثم يستديرون لزراعة ارضهم واستخراج المياه الجوفية في البوادي التي أصبحت مشاريع مدن وتعليم أولادهم حيث انشئت الجامعة الأردنية التي اختصرت لابنائهم السفر الى الجامعات العربية والعالمية ...