عادل إمام ونجلاء فتحي.. ما علاقة التسريب بثورة يناير؟
خلال مسيرته التي امتدت على مدار أكثر من 60 عاما، تعرّض الفنان المصري عادل إمام إلى كم هائل من الشائعات كان أحدثها أزمة "تسريب مزعوم" للفنانة البارزة نجلاء فتحي، جرى خلاله إقحام الفن في السياسة، ما أثار جدلا واسعا.
وخلال اليومين الماضيين، تصدر عادل إمام منصات التواصل الاجتماعي بعد شائعة تدهور صحته قبل أن يخرج شقيقه وينفي الأمر، مؤكدا أن الفنان المصري احتفل في 17 مايو/أيار الماضي بعيد ميلاده الـ82، وسط أولاده وأحفاده في جو عائلي.
ثم ما لبث أن لاحقته مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى ولكن عبر تسريب تسجيل صوتي منسوب للفنانة المصرية نجلاء فتحي تهاجم فيه عادل إمام، جراء محاربته للجماعات الإسلامية في الماضي والحاضر، وعلاقته بنظام الرئيس الراحل حسني مبارك، مع اعتراضها على ما كان يقوم به، ما اصطدم بالشعبية الجارفة للفنان الملقب بـ"الزعيم" داخل مصر وخارجها.
وبينما لم يعقب الفنان المصري على هذا التسريب، تداولت وسائل إعلام مصرية خطابا منسوبا للمحامي بالنقض أيمن محفوظ، عبارة عن إنذار رسمي إلى نقيب المهن التمثيلية في مصر أشرف زكي، طالبه بفتح تحقيق عاجل وموسع بعد التصريحات التي أدلت بها الفنانة نجلاء فتحي عن الفنان عادل إمام.
وقال محفوظ، بحسب الإنذار، إن الفنانة نجلاء فتحي شبهت الزعيم بأوصاف ترتقي إلى السب والقذف مثل دعوته إلى الإلحاد وتعدد علاقاته النسائية.
ولم تؤكد الفنانة نجلاء فتحي صحة التسريب من عدمه إلا أن تقارير أكدت أن التسجيل كان خاصا بمقابلة أجريت قبل سنوات في أعقاب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 كانت خلاله تتحدث عن رأيها في عدد من الفنانين وموقفهم من الاحتجاجات في ذلك الوقت.
وبعد رصيد كبير من الأعمال الفنية، غابت نجلاء فتحي عن الأضواء منذ آخر أعمالها في عام 2000 بفيلم "بطل من الجنوب" حيث خاضت بعده رحلة علاجية خارج مصر استمرت لسنوات رفقة زوجها الإعلامي الراحل حمدي قنديل، قبل أن تختفي بشكل تام إلا بظهور مقل في بعض المناسبات كتقديم واجب العزاء.
عادل إمام والسياسة عادل إمام يعد إحدى المحطات البارزة في تاريخ السينما المصرية والعربية ككل، بسبب أعماله الفنية التي اتخذت من "هموم" الفقراء مدخلا للانتقاد والتمرد على الأوضاع السائدة -في ذلك الوقت- بشكل ساخر، ما رسم البسمة على شفاه مشاهديه، بشكل خفف الكثير من "آلامهم".
فالرجل الذي بات جزءًا من الحياة اليومية للشعوب العربية، عبر استحضار مقاطع وجمل من أعماله الفنية في المحادثات اليومية وفي نقد الواقع الاجتماعي أو السياسي، حفر بأعماله المنتقاة بشكل جيد، نقوشًا ستظل مسجلة باسمه على مدار التاريخ.
إلا أن أعماله تلك كانت سلاحًا ذا حدين؛ فجرأتها التي تخطت الحدود، كانت سببًا كبيرًا في معاناته، خاصة في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، بعد أن انقسمت الساحة السياسية المصرية إلى تيارين؛ أولهما: الإسلام السياسي، فيما الثاني كان اليسار.
وبين هذين التيارين، كانت هناك منطقة رمادية يقف الفن على أطرافها، بمدرسة جديدة ترأسها الفنان عادل إمام، قدمت أعمالا سينمائية، كشفت عن "تغول" الإسلام السياسي في الحياة المصرية، وأخذت على عاتقها مواجهته وفضح أساليبه "الملتوية".
ومن أبرز أفلامه التي عرت أفكار التنظيمات الإرهابية: الإرهاب والكباب عام 1992 و"الإرهابي" عام 1994 و"طيور الظلام" عام1995 و"حسن ومرقص" عام 2008.
ورغم أن تلك الأعمال السينمائية، سطرت بأحرف من نور تاريخا حافلا من "النضال السياسي" للفنان المصري عادل إمام وجعلته يتربع وحيدًا في قلوب محبيه في الوطن العربي كافة، إلا أنها كانت أحد أسباب دخوله معركة قضائية.
ففي العام 2012 وبعد أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011، ومع بدء التغول "المؤقت" لجماعات الإسلام السياسي والعناصر "المتطرفة" في العمق المصري.
فمحكمة مصرية قضت -في ذلك الوقت- بحبس الفنان عادل إمام ثلاثة أشهر بعد أن دانته بـ"الإساءة إلى الإسلام" في أكثر من عمل سينمائي ومسرحي، إلا أن "الزعيم" استأنف على الحكم الذي لم ينفذ.
ورغم أن الحكم لم ينفذ، إلا أنه كان أول حكم يصدر بسجن فنان على خلفية أعماله منذ نجاح تنظيم الإخوان وحزب النور السلفي، في السيطرة على مجلس الشعب، بعد انتخابات أجريت في ذلك الوقت.