أزمة ما بعد الفشل.. الأعراض وطرق تجاوز التداعيات
يتعرض الكثير من الأشخاص إلى صدمات عاطفية متنوعة بعد فشل في العلاقة مع الجنس الآخر أو تعثرها، وبعضهم يعاني من آلام الفراق والشعور بالفقد والهزيمة، التي تكون في وصول البعض إلى الإصابة بالاكتئاب الحاد والألم البدني، والمعاناة من آثار الصدمة لفترة طويلة، وقد تتفاقم في بعض الحالات لتتحول إلى أمراض نفسية حقيقة.
ما هي الصدمة العاطفية؟
الصدمة العاطفية لا تعتبر اضطرابا في حد ذاتها بل هي ظاهرة طبيعية، لها أعراض ومراحل محددة من بداية الصدمة لنهايتها، وتحدث الصدمة العاطفية بعد الانفصال عن الحب، ودرجة قوة الصدمة العاطفية تتناسب طرديا مع شدة الالتزام الذي كانت عليه العلاقة، فكلما طالت مدة علاقتك مع شخص ما وزاد التزامك، استغرق الأمر وقتا أطول لتجاوز الصدمة.
أعراض الصدمة العاطفية
هناك بعض الأعراض للصدمة العاطفية، وتكون جسديا أو نفسيا أو الاثنين معًا، وتشمل التالي بحسب الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية.
أعراض نفسية للصدمة
يميل الشخص للكآبة والبكاء، والشعور باليأس والقلق الدائم، ونوبات الذعر، والغضب والاستياء، والتخدر العاطفي، وضعف التركيز والشعور بالتشويش، وصعوبة في اتخاذ القرارات، والعزلة وتذكر الشخص ومحاولة رؤيته والحديث معه، وتذكر الذكريات المرتبطة بالشخص المنفصل عنه.
أعراض جسدية للصدمة
يحدث للشخص اضطراب الشهية والنوم، ألم جسدي، وآلام في المعدة، وصداع شديد، ويمكن حدوث تشنج في العضلات وانخفاض طاقة الجسم، وتراجع أداء الذاكرة، ويحدث انخفاض في الطاقة، وتساقط الشعر للإناث؛ مما يسبب نوبات البكاء بشكل أكبر.
الإناث الأكثر تعرضًا للصدمات العاطفية
ويؤكد الدكتور وليد هندي، أن الإناث يتعرضن للصدمات العاطفية أكثر من الرجال لأن طبيعة المرأة تختلف عن الرجل، ولديها وجدان وإحساس أعلى من الرجل، وتتأثر مشاعرها بسهولة بعكس الرجل فهم أكثر صلابة وتماسك.
ويشعر الشخص بسبب الصدمة بتبلد عاطفي وخمول وإجهاد، ويشير استشاري الصحة النفسية، أنه يمكن أن يصاب الشخص بمتلازمة القلب المنكسر، ويحدث له انقباض في الشرايين التاجية وآلام في القلب تشبه الذبحة الصدرية، فيشعر الشخص بتنميل في صدره ونفس أعراض الذبحة، ولكنها تكون أعراضًا نفسية ليست لها علاقة بالقلب.
كما يصاب الشخص خلال هذه الفترة باضطراب الشهية، فإنه يأكل بكثرة وهذه تحدث للنساء بشكل أكبر ما يصيبهم بالسمنة، أو يهجر الشخص الأكل فيقل وزنه ويضعف، كما يحدث له اختلاف في الساعة البيولوجية ولا يستطيع النوم جيدًا ويتغير نظام نومه.
مراحل الصدمة العاطفية
هناك 6 مراحل يمر بها الشخص المصاب بالصدمة العاطفية، يوضحها استشاري الصحة النفسية في السطور التالية:
1- الصدمة المباشرة
تبدأ مرحلة الصدمة المباشرة في الأيام الأولى من الانفصال، فالصدمة العاطفية هي أسوء الصدمات النفسية، ويميل الشخص للبكاء الكثير لشعور بالانكسار والحسرة والضياع وخيبة الأمل، ويصاب الشخص باضطراب في الساعة البيولوجية، ويقل نومه، وتأخذ هذه المرحلة عدة أيام.
2- مرحلة الانكسار وعدم تقبل الأمر الواقع
بعد مرور أيام قليلة من الصدمة، يصعب كثيرًا على النفس تصديق أنه انفصل عن الطرف الثاني، وأن الأيام التي مروا بها معا أًصبحت ذكرى، وينتظر في هذه الفترة أي خطوة أو إشارة من الطرف الآخر، فتظل النفس تدافع بكل ما أوتيت من قوة عن بصيص الأمل الذي لديها على أمل الرجوع.
3- مرحلة الغضب
بعد مرور المرحلة الأولى والثانية، يبدأ شعور الغضب في اجتياح الشخص، ويفقد الأمل، ليبدأ في استعادة الذكريات ونقد تصرفات الطرف الثاني ورؤية سلبياته بشكل يجعلك أكثر صرامة وجدية.
4- مرحلة عدم الثقة بالنفس
يصل الشخص إلى مرحلة عدم الثقة بالنفس بعد نوبة الغضب، فيشعر بالخجل من نفسه ويلوم نفسه، وينقص من قيمة نفسه وأنه شخص لا يوجد به شيء جيد، وينعزل عن الجميع، ولكن يجب عدم الاستسلام لهذه المرحلة وترك جلد الذات، والاهتمام بنفسك.
5- مرحلة القبول بالأمر الواقع
بعد المرور بكل المراحل السابقة، يبدأ الشخص بتقبل الأمر الواقع، ويكون قد مر فترة ليست صغيرة، ويشعر الشعر بأنه حان الوقت لطي هذه الصفحة وتقبل الانفصال بأريحية، ويبدأ الجرح في الالتئام شيئا فشيئا، ووتوقف عن لوم نفسك ومعاتبتها، وتفهم أنه لابد من الاهتمام بالنفس وبحياتك ووضع خطط جديدة للاستمتاع.
6- مرحلة الاستسلام للقدر وترتيب النفس
يشعر الشخص في هذه الفترة براحة كبيرة، ويكون لديه ثقة بأن الله سيعوضه في المستقبل بشخص آخر، ويكون الشخص قد تخلص نهائيًا من آثار الصدمة ويبدأ بجمع أشلائه من جديد ليصبح شخصًا آخر.
اضطراب ما بعد الصدمة العاطفية
يختلف تأثير الصدمة من شخص لآخر، فالبعض يستطيع الشفاء منها في غصون أيام والبعض يظل شهورًا، وقد يشفى الشخص منها إلى أنه يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وقد ينتج أحيانا عن عدم علاج الصدمة بشكل صحيح، ومن أعراضه الشعور بالقلق والغضب السريع أو الاكتئاب ومشاهدة الكوابيس المزعجة، وهنا يجب الخضوع للعلاج النفسي.
العلاج من الصدمة العاطفية
يجب أن يمر الشخص المصاب بالصدمة العاطفية بجميع المراحل السابقة لكي يستطيع التغلب على هذه الفترة، مع القيام بما يلي:
عدم الاستسلام للحزن، والقيام بنشاطات مثل الرياضة أو أي شيء تحبه لإخراج الطاقة والغضب من داخلك. الاسترخاء ومحاربة الأفكار السلبية. عدم الدخول في علاقة جديدة إلا بعد التعافي من الصدمة. مشاركة الآخرين وعدم الانسحاب اجتماعيًا للحصول على الدعم النفسي. تخلص من كل شيء متعلق بالطرف الآخر مثل الصور والهدايا وكل ما يذكرك به. عدم الاستسلام لشعور الوحدة والحزن. عدم تتبع الطرف الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي. الاهتمام بالنفس وتغيير المظهر للأحسن، وتغيير روتين اليوم للتمكن من التغلب على الاكتئاب. ممارسة الرياضة، لأنه يعطي شعورًا بالتحسن.