اغتصاب قاصرات ومخدرات .. فضيحة في الدوري الاسرائيلي
عادت قضية اتهام لاعبين إسرائيليين مشهورين باغتصاب فتاتين قاصرتين إلى السطح مجددا، مع نشر القناة الـ13 الإسرائيلية أدلة جديدة تكذب فكرة عدم معرفتهما بسن الفتاتين، وهي مزاعم كانت من شأنها إسقاط التهمة ضدهما عندما ظهرت القضية لأول مرة قبل نحو عامين.
ونشرت القناة الإسرائيلية مراسلات لاعبي كرة القدم، أومر عتزيلي (26 عاما) الذي يلعب في المنتخب الإسرائيلي، ودور ميخا (28 عاما) بشأن الفتاتين اللتين كانتا بعمر 15 عاما عند حدوث الواقعة، والتي تثبت معرفتهما بأنهما دون السن القانونية لممارسة الجنس، ورغم ذلك شاركا معهما في حفلة جنسية ماجنة.
وقالت صحيفة هآرتس إنه على الرغم من أن هذا الصيف كان مليئا بالفضائح إلا أن "لا شيء استحوذ على عاطفة الإسرائيليين مثل هذه القضية".
وتعود فصول القضية، وفق هآرتس، إلى يونيو عام 2020، عندما تصدرت قضية تورط نجمي كرة قدم يلعبان في أبرز أندية البلد، وهو فريق مكابي تل أبيب، بقضية جنسية، من دون تحديد هويتهما.
وتم التحقيق معهما بتهمة ممارسة الجنس مع فتاتين دون سن 16 عاما، وهي جريمة يمكن أن تزج بهما إلى السجن لنحو خمس سنوات. وبينت التحقيقات أن اللاعبين التقيا بالفتاتين في حفلة وتبادلوا أرقام الهواتف وتم التواصل بينهم.
وتم الكشف عن اسميهما بعد ذلك "بعد محاولة فاشلة للحصول على أمر بحظر النشر"، واعترفا بممارسة الجنس معهما، لكنهما أنكرا علمهما بأنهما كانتا أصغر من 16 عاما.
ورغم إنكارهما ارتكاب أي جرم أخلاقي، قدما اعتذارا على وسائل التواصل الاجتماعي لجمهورهما. وكتب ميخا: "على الرغم من اقتناعي بأن عمرهما كان 18 عاما، أي بالغتين، كان يجب أن أكون أكثر حرصا لأنني شخصية معروفة وقدوة لكثير من الشباب. وبالتالي، أنا آسف إذا كان هناك أشخاص أصيبوا بخيبة أمل. يبدو أن الضرر الذي سيصيب صورتي سيلازمني طيلة حياتي".
وكتب زميله: "لقد ارتكبت خطأ أخلاقيا. أعتذر لكل فتى أو فتاة أجبروا على سؤال والديهم ماذا حدث لي ولكل والد أُجبر على التوضيح".
ورغم ذلك، أصر النادي على إنهاء خدماتهما، لكن مشجعي اللاعبين شنوا حملة ضد الفتاتين على الإنترنت، تضمنت شتائم وتهديدات، وخرجت تظاهرات تتهم الفتاتين بأنها قامتا بإغواء اللاعبين، ما تسبب في تدمير مسيرتهما الكروية.
وفي المقبل، أصر محامو الفتانين وذووهما على أن اللاعبين هما من طلبا منهما اللقاء في شقة، وقالوا إنهما تسببا في أضرار نفسية بالغة بحقهما، وأكدوا أن اللاعبين كانوا على دراية كاملة بأنهما كانت طالبتين بمدرسة ثانوية.
ووصف رئيس جمعية مراكز أزمات الاغتصاب في إسرائيل، أوريت سوليتسينو، القضية بأنها "حالة قصوى من الاستغلال الجنسي للقصر".
وبعد ثلاثة أشهر فقط من الفضيحة، أعلن مكتب المدعي العام إسقاط القضية لأن الفتاتين أخفيتا سنهما.
وعلى إثر ذلك، عمل اللاعبان على تجاوز هذه الأزمة بإعادة تأهيل نفسيهما، وغادرا البلاد للعب في قبرص، ثم عادا مرة أخرى إلى إسرائيل، حيث انضم ميخا إلى فريق "هبوعيل بئر السبع" في حين وقع عتزيلي مع مكابي حيفا، وتألق مع الفريق، وتم اختياره للمنتخب الإسرائيلي.
لكن القضية تفجرت من جديد بنشر القناة الـ13 الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، تسريبات فندت هذه المزاعم، حيث نشرت رسائل نصية بين اللاعبين كشفت معرفتهم الواضحة بسن الفتاتين وأنهما كانا قلقين بشأن ذلك.
وتكشف الرسائل تخطيطهما لتقديم الكحول والمخدرات للفتيات، رغم علمهما بسنهما.
وكتب ميخا في رسالة: "سنكون نحن الأربعة فقط. نتناول المشروبات الكحولية ونتسكع. أنا أؤيد إحضار بعض المسحوق (يُفترض أنه كوكايين)، لكن هذا يعتمد على مدى رغبتهما".
وأجاب زميله: "ليس لدي مشكلة في ذلك، ولكن ليس معهما. هما لم يبلغن من العمر 18 عاما بعد. هما في الصف الثاني عشر، يجب نسيان الأمر ". وقال إن فكرة تعاطي المخدرات مع فتيات صغيرات "مخيفة".
وتداول اللاعبان صورهما من وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة، لتحديد ما إذا كانا جذابتين بما يكفي لأخذ هذه المخاطرة.
وتقول هآرتس إنهما أشارا مرارا وتكرارا للفتاتين باستخدام كلمة بالعبرية تشير إلى أطفال وليس شابات.
ووصفت الصحيفة هذه المزاعم بأنها تمثل "جريمة اخلاقية خاصة أن اللاعبين قدوة للشباب والمشجعين" وقالت إن الدليل الجديد يلقي بظلله على قرار النيابة إسقاط القضية، ويسلط الضوء على محاسبة بعض الفرق للاعبيها على مثل هذا السلوكيات بينما تتجاهل الفرق الأخرى ذلك.
وأشارت إلى سلسلة من الفضائح تم الكشف عنها مثل قضية المغني الإسرائيلي، إيال غولان، المشبته بأنه أقام علاقات جنسية مع فتيات قاصرات "بموافقتهن" خلال "حفلات جنس جماعي تخللها تدخين الممنوعات".
وأشارت أيضا إلى مزاعم عبودية جنسية تعرضت لها حارسات من قبل نزلاء سجن جلبوع شديد الحراسة في شمال إسرائيل.
وعلى ضوء التسريبات الجديدة، امتلأت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في إسرائيل بدعوات إلى إعادة النظر في استمراراها في لعب كرة القدم، خاصة عتزيلي الذي يلعب في منتخب البلاد.
وكتب أحد المعلقين: "رجل مثل هذا لا ينبغي أن يرتدي علمنا".
ودعت جماعات نسوية الشرطة إلى إعادة فتح التحقيق في القضية في أعقاب التقرير الأخير، لكن محاميي اللاعبين أكدوا أن التقرير استند إلى رسائل نصية "ملفقة"، ووصفوا التقرير بأنه "أخبار مزيفة".
وجاء في تقرير لموقع القناة الـ13: "المراسلات التي تم الكشف عنها أصابت فتاتين في الخامسة عشرة من العمر بشكل مباشر.. الطفولة التي لم تتعاف منذ ذلك الحين"، مشيرة إلى أن إحداهن تجلس في منزلها وتكاد لا تخرج منه وترفض الاحتكاك بالرجال.
وكتب آخر على موقع تويتر: "حان الوقت لجميع الأطراف المعنية لتحمل المسؤولية: يجب على اتحاد كرة القدم الإدلاء ببيان واضح: "هل يستحق هؤلاء اللاعبون ارتداء زي المنتخب الوطني؟"
وكتب أحد المعلقين: "الإرهاب الجنسي الذي ارتكبه عتزيلي وميخا يساوي في شدته اغتصاب المجندة في سجن جلبوع":
وكتب آخر: "كرة القدم ليست مجرد إنجازات. إنها أولا وقبل كل شيء تعليم وقيم":