مبادرات الملكة رانيا إضاءات حقيقية في نفق التعليم والتنمية المستدامة
رؤى جلالة الملكة رانيا العبد الله، واضحة، عملية وواقعية، جاءت من الميدان والاستماع من النساء والشباب والمواطنين، مبادرات ورؤى وخطط ومتابعة شخصية دائمة كانت وما تزال لها كامل صفات الحضور المميز المنفرد في التفوّق، حيث تعمل جلالتها إلى جانب جلالة الملك عبدالله الثاني دوما لتحقيق رؤية أردنية من العمل والإنجاز.
جلالة الملكة رانيا، تقدّم دوما مبادرات وبرامج وخطط غيّرت الكثير من تفاصيل قضايا وملفات نحو الإيجابية والأفضل، وبدّلت حياة أشخاص من حال لحال، وحوّلت آلاما كثيرة لآمال، فلم تبتعد جلالتها في يوم من الأيام بأي من مبارداتها وخططها عن الميدان، لذا كانت دوما قريبة من المواطن بفرحه وترحه، بشكواه وثنائه، لتجعل من أبسط الإمكانيات أضخمها، وصولا لنجاح لا يشبه شيئا سوى حالة أردنية فريدة بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية وأغلى ما نملك وفقا لما يؤكده جلالة الملك عبد الله الثاني دوما.
اليوم، يصادف عيد ميلاد جلالة الملكة رانيا العبدالله، وفي الاختصار هنا صعوبة، فليس متاحا في بلاغة القول أن نلخّص حجم مبادرات جلالتها، وما تقدّمه بشكل دائم من حالة تفوّق وخلق الفرص من التحديات كما يوجّه جلالة الملك دوما، حيث تلتقي الكلمة مع الفكرة والهدف عند جلالة الملكة رانيا العبد الله وصولا لإنجازات فردية ومؤسسية ضخمة، انجازات في ميادين وقطاعات متعددة، تسعى من خلالها باصرار لتصل نحو التميّز والابداع وخصوصية العطاء التي تقود دوما نحو حالة مختلفة من الانجاز يتسع لحال منظور ولما سيكون.
ليس سهلا أن تخطّ كلمات تعطي المعنى بحرفيته وتنقل الواقع بتفاصيله، لمبادرات جلالة الملكة، سيما من يرافق جلالتها في الجولات الميدانية، إذ كان لي الشرف في ذلك، في إطار واجبي المهني، كون مبادرات جلالتها تتجسد بمئات المشاريع على أرض الواقع، تحديدا في مجال التعليم والتعلّم، والشباب والمرأة والأسرة لتشكّل مبادرات جلالتها إضاءات حقيقية وعملية في نفق التعليم تحديدا، والتنمية المستدامة، يضاف لذلك حرص جلالتها على متابعة تنفيذ هذه المبادرات بنفسها على أرض الواقع، وهو أيضا ما يمكن رؤيته بوضوح في مرافقة جلالتها في الجولات الميدانية التي وصلت بها لكل محافظات المملكة.
جريدة «الدستور» التي تهنئ جلالة الملكة بعيد ميلادها اليوم الحادي والثلاثين من آب، وفي متابعة خاصة لأبرز مبادرات جلالتها، نقف عند أشياء من الأمس، والكثير من اليوم، لنؤكد أننا سنصل إلى غد مختلف بتميّز ونجاحات لا نجافي الحقيقة ونحن نقول إنها نادرة وغاية في التميّز، بحالة فريدة من العمل المستند على التشخيص والاعتراف بالخطأ قبل الصح، وصولا لمثالية المنتج، الذي تسعى جلالة الملكة رانيا لتحقيقه، جاعلة من كافة قضايا المرأة والأسرة والطفل والشباب، وتنمية المجتعات المحلية نموذجا يحتذى ودليل تفوّق لكل الراغبين بالإبداع، تستمد عزيمتها ومبادراتها من جلالة الملك عبدالله الثاني.
تفرّد في مبادرات وخطط جلالة الملكة، في قطاعات كثيرة أبرزها التعليم الذي نقلته جلالة الملكة إلى حال مثالية، اضافة لقطاعات متعددة، بأسلوب نادر الأم الملكة والملكة الأم التي تحرص على الاستماع من كافة المواطنين، وتقف على واقع حالهم، تقدّم الدعم والإرشاد والنصح لمن يحتاجه تحديدا لفئة الشباب، جاعلة من أحلامهم واقعا ملموسا، مبتعدة بهم عن أي شعور «باللا ممكن»، لنجد اليوم أننا أمام حالة تعليمية مختلفة وشبابية متطوّرة، وواقع اجتماعي لشراكة المجتمع بدعم التعليم مثالية، وغيرها من أشكال التغيير الإيجابي الناتج عن مبادرات ودعم جلالتها.
وأقرب مبادرات جلالتها ذات الطابع الانساني لقلمي وأنا أخط هذه الأسطر كوني ممن تشرفت بأن أكون احداهن، أوفدت جلالتها في رمضان الماضي 550 سيدة لأداء مناسك العمرة تم اختيارهن من جميع محافظات المملكة من أسر الشهداء والمتقاعدات العسكريات والناشطات في خدمة المجتمع ومن المستفيدات من الجمعيات الخيرية والتعاونية ومؤسسات المجتمع المدني، كما شملت البعثة أيضاً عدداً من المتطوعين الشباب.
في سياق آخر، أحدثت جلالة الملكة علامات فارقة في الشأن التعليمي، من خلال عدة مبادرات أبرزها «مدرستي» التي جاءت لإصلاح وتأهيل مئات المدارس في مختلف مناطق المملكة واهتمت بجعل هذه المبادرة فرصة للقطاع الخاص للمساهمة في توفير كل ما يلزم لإنجاح اصلاح المدارس وتحسين بيئتها التعليمية، لتؤسس بذلك نهج عمل في قيام مؤسسات مجتمع مدني لدعم قطاع التعليم وتطوير المدارس، اضافة إلى «متحف الأطفال» الذي جاء ليدمج التعليم واللعب، وجاب مدارس المملكة، لجعله أيضا شكلا مميزا من التعليم.
ومن خلال «مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية» التي أنشئت عام 2013 تؤكد جلالة الملكة على توفير التعليم النوعي الذي يتعامل مع تحديات الواقع ويواكب تطورات العالم واحتياجات السوق للوصول الى نتاجات قادرة على التنافس محليا وخارجيا، إذ تهدف المؤسسة لاعداد الدراسات والمساهمة في تنظيم الأنشطة والبرامج حول قضايا التربية والتعليم التي يمكن أن تسهم في إحداث تغيير إيجابي في التوجهات والمواقف الأكاديمية والعملية من التعليم ومدخلاته ومخرجاته والتحفيز على الإبداع، وذلك من خلال إنتاج وتعميم النشرات والمدونات والبيانات والتقارير.
وفي مجال التعليم أيضاً، أطلق جلالة الملك إلى جانب جلالة الملكة جائزة المعلم المتميز التي حملت اسم جلالتها وترجمت اهتمامها بتقدير المعلمين الذين يؤدون رسالتهم بتميز. ومن خلال هذه الجائزة تفاعل المعلمون والمعلمات وتوسعت دائرة الجائزة لتشمل المرشد والمدير المتميز.
كما عملت مؤسسة نهر الأردن التي تأسست عام 1995 حينما كانت جلالتها أميرة بمباركة من المغفور له جلالة الملك الحسين، على تمكين المجتمعات، فعملت على بناء القدرات المؤسسية لجمعيات خيرية في قرى وبوادي المملكة وساعدتها على تنفيذ برامج تتوافق مع أولويات المجتمعات المحلية.
ومن خلال مؤسسة نهر الأردن ومؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية فإن جلالتها تشجع على إطلاق قدرات الشباب وطاقاتهم وتحرص دوماً على زيارة مشاريعهم وتقديم الدعم اللازم لمساعدتهم على تحقيق ما يطمحون إليه.
وفي الشأن التعلمي أيضا، وايمانا من جلالتها بأن التعليم والتعلّم والعلم حق للجميع أيا كانت ظروف معيشته، ومساهمة في توفير تعليم يتناسب مع الاحتياجات المختلفة للشباب العربي ويراعي ظروفهم، أطلقت جلالتها في عام 2014 منصة «إدراك» العربية غير الربحية للمساقات الجماعية الإلكترونية المفتوحة المصادر، والتي توفر مجاناً محاضرات ودروسا بمساقات من أفضل الجامعات العالمية أو أعدت من قبل أكاديميين عرب مع مراعاة إمكانية مشاهدة المتعلم للفيديوهات التعليمية بما يتناسب مع وقته، كما جاء الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة بالتعاون مع الجامعة الاردنية وباعتماد وزارة التربية والتعليم اختياريا ومجانياً وليس اجبارياً لأي معلم.
كما أولت جلالتها اهتماما واسعا بالأيتام، من خلال صندوق الامان لمستقبل الأيتام ليتعامل مع هذه الفئة ويوفر لهم التعليم والسكن والبرامج المختلفة، وفي جانب آخر وجهت جلالتها لتأسيس الجمعية الملكية للتوعية الصحية، والتي تأسست عام 2005 لرفع الوعي الصحي وتشجيع المجتمع على اتباع سلوكيات صحية مع التركيز على طلبة المدارس.
الجدير ذكره، أن مؤسسات جلالتها تعمل على بناء القدرات المؤسسية للعديد من الجمعيات والهيئات في مناطق مختلفة من المملكة وتأخذ على عاتقها تمكين الأفراد والأسر والاهتمام بالأطفال وتعليمهم.
وقدمت جلالتها الدعم لمئات المشاريع القائمة والمبتدئة والتي تعمل ضمن أولويات المجتمعات المحلية في مناطق عمل المشاريع.
ولم تغب جلالتها عن مناسبات المواطنين أيا كانت، فشكل حضورها وفقا لمشاهداتنا دعما نفسيا ومعنويا لكل أسرة تزورها بأي ظرف، حيث شاركت في مناسبات متنوعة ووقفت إلى جانب أسر مكلومة وفرحت مع أمهات حقق أبناؤهن أعلى مراتب النجاح وجلست في بيوت أهالي حمّلوها آمالهم وطموحاتهم.
وتستثمر جلالة الملكة علاقاتها على المستوى العالمي والعربي للتشبيك مع المؤسسات والمنظمات الداعمة وبما نجده الآن من برامج وأنشطة على أرض الواقع تخدم مختلف الاحتياجات المجتمعية في العديد من مناطق المملكة.