تلعثم الطفل: علاماته وأسبابه وأنواعه وطرق علاجه
التلعثم في الكلام أحد أنواع اضطرابات القلق التي تصيب الطفل، وتعيق قدرته على الحديث بطلاقة..وهو حالة شائعة بين الأطفال، خاصة في المرحلة العمرية ما بين 6-2 أعوام، وتقرير اليوم يوضح علامات التلعثم، و أسبابه وأنواعه أيضاً..ويجيب على السؤال الحائر: هل يؤثر التلعثم على تطور اللغة عند الطفل؟ اللقاء والدكتور رشاد محمود أخصائي التخاطب وتعديل السلوك بالجامعة.
1-التلعثم وتوقيت ظهوره على الطفل
التلعثم نوع من اضطرابات النطق التي تؤثر في سلاسة الكلام.. فيحدث عدم طلاقة في إصدار الكلام؛ تكرار أو توقف، أو إطالة في نطق بعض الأصوات أو الكلمات .
وتظهر معه سلوكيات مصاحبة: كإغماض العينين، وفتح الفم، والشد على قبضة اليد أو على اللسان داخل الفم .
وفي كثير من الأحيان، تكون أجهزة التنفس والصوت والكلام سليمة في البنية والوظيفة على الرغم من حدوث هذا التلعثم.
وتبدأ اضطرابات التلعثم في معظم الأحيان في سن ما قبل المدرسة، ويقل ظهورها في سن متأخرة .
وإن ظهر التلعثم في سن متأخرة فهو إما يكون لأسباب مكتسبة نتيجة لإصابات دماغية، أو أنه قد بدأ مبكراً لفترة قليلة ثم عاود الظهور مرة أخرى.
2- التلعثم و تأثيره على قدرات الطفل اللغوية
هناك اتجاهان مختلفان ، أحدهما يشير إلى أن التلعثم يتسبب في ظهور قصور لغوي لدى الأطفال.
بينما يؤكد الاتجاه الآخر: أن التلعثم لا يمكن أن يؤثر في نشأة أو مسار القدرات اللغوية لدى الطفل .
وإن كان ظهور مشاكل في التحدث لدى الأطفال، قد يعرضهم لأمراض نفسية مستقبلية؛ كقصور الانتباه، وفرط الحركة ومشاكل سلوكية أخرى .
ولهذا هناك ضرورة لمراقبة طريقة تحدث أطفالنا، حيث إن تأخر نمو مهارات التحدث حتى سن الثالثة والنصف، قد يتطلب اللجوء إلى أخصائي تخاطب.
3-أسباب التلعثم
هناك نظريتان لشرح أسباب التلعثم عند الطفل، الأولى..النظرية النفسية، والتي تفسر التلعثم على أنه تعبير عن حالة القلق النفسي.
بينما ترجع النظرية العصبية التلعثم، إلى اضطراب وظائف الأعصاب التي لها علاقة بالكلام.
وأسباب اخرى مثل: الجينات والوراثة.. وأن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتلعثم في الكلام من الإناث..وكذلك من الأسباب :الإصابة باضطرابات النمو والنطق.
4-أنواع التلعثم في الكلام
التلعثم التنموي..يُعد التلعثم التنموي النوع الأكثر شيوعًا من أنواع التلعثم في الكلام، وغالبًا ما يظهر لدى الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة.. الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 - 24 شهرًا.
والجينات تلعب دورًا في رفع فرص الإصابة بهذا النوع من التلعثم، وغالبًا ما يتعافى الطفل من هذا النوع من التلعثم مع مرور الوقت دون الحاجة لأي علاج.
التلعثم العصبي..ينشأ هذا النوع من التلعثم عادةً نتيجة تعرض الطفل لمشكلة صحية في جهازه العصبي..التي من الممكن أن تكون قد أثرت سلبًا على القسم المسؤول عن تنسيق النطق في الدماغ، مثل المشكلات الصحية الآتية..السكتة الدماغية.
حادث أو صدمة في منطقة الرأس..الأورام..التهاب السحايا.
التلعثم الانفعالي..يُعد التلعثم الانفعالي من أنواع التلعثم في الكلام النادرة، ويعتقد بعض العلماء أن الصدمات النفسية قد تزيد الحالة سوءًا لدى الأطفال المصابين بالتلعثم في الأصل.
إضافة إلى بعض المشكلات النفسية..التي تزيد التلعثم سوءًا مثل: القلق..التوتر..العصبية..الخجل..تدني مستويات الثقة بالنفس.
5-أعراض التلعثم في الكلام
تكرار نطق بعض الكلمات أو المقاطع الصوتية.
التردد قبل النطق بالكلمات.
إدخال فواصل زمنية بين الكلمة والكلمة التي تليها.
التوقف فجأة عن الحديث قبل الانتهاء من نطق الكلمة كاملة.
القيام بمط بعض الكلمات، وأخذ وقت طويل نسبيًّا للنطق بالكلمة كاملة.
صعوبة البدء بنطق الكلمات والجمل.
تشنج ملحوظ في ملامح الوجه أو في النصف العلوي من الجسم.
توتر أو تشنج عند محاولة النطق بكلمة، أو عند محاولة تكوين جملة.
6-كيف يتم علاج التلعثم عند الطفل؟
علاج التلعثم بتعلم المهارات وطبيب التخاطب
يعتمد العلاج على أعراض الطفل وعمره وصحته العامة، ويعتمد أيضًا على مدى خطورة الحالة.
لا يوجد علاج للتلعثم، و يمكن أن يمنع العلاج المبكر استمرار التلعثم حتى مرحلة البلوغ.
تُستخدم تقنيات مختلفة لتعليم الطفل المهارات التي يمكن أن تساعده على التحدث دون تلعثم.
حيث يمكن للطفل تعلم النطق واللغة، وفي هذه الحالة سيضطر إلى إبطاء الكلام وتعلم التنفس أثناء التحدث.
ووسيلة أخري تتمثل في اللجوء إلى أساتذة التخاطب وتعديل السلوك، والذين يمتلكون أدواتهم الطبية لمعالجة التلعثم عند الطفل.