توقفي عن استخدام جملة (اجلس مكانك) مع طفلك


أنباء الوطن -

 

 قد تلاحظين أن طفلك، كما غيره من الأطفال، يميل أكثر للحركة والنشاط، وهو ما تلمسينه منه في ميله للتلوي، الركض، القفز على قدم واحدة، وعمل حركات مماثلة حتى وإن تواجد في صالون الحلاقة، أو المطعم أو غيرهما من الأماكن، وبمختلف المناسبات.

ومقابل ذلك، قد لا تجدين أمامك سوى مطالبته بالجلوس والتزام الهدوء، وفي الغالب تأمرينه بأن تقولي له ”اجلس مكانك“، وهي الكلمة الأكثر شيوعا بين الأمهات لدى محاولتهن السيطرة على أطفالهن كثيري الحركة، ظنا منهن أنها قد تكون الطريقة المثلى.

لكن في الحقيقة، تبين وفق آراء كثير من الآباء والأمهات المحبَطين من نتائج تلك الطريقة أنها طريقة غير مجدية وغير فعالة على الإطلاق، وهو أيضا ما يتفق عليه خبراء تربية الأطفال الصغار، حيث يرون أن هناك طرقا وحلولا أخرى بديلة يمكن اتباعها.

 

ما هي المشكلة عند قول ”اجلس مكانك“ للطفل؟

قد يكون لكلمة ”اجلس مكانك“ تأثيرها في البداية، لكن بمجرد البدء في تكرارها، فإنها تفقد فعاليتها، ويتوقف الطفل معها عن الإنصات؛ لأن الكلمات ليست ذات معنى بالنسبة له.

وعلق على ذلك الخبراء بقولهم إنه وبينما قد يبدو من الواضح لك ولغيرك أن طفلك بحاجة إلى تعديل سلوكياته، فإن المشكلة تكمن في أن الأطفال الصغار لا يكون لديهم القدرة الإدراكية التي تسمح لهم برؤية الصورة الأشمل والأعم، وهنا تكمن المشكلة الفعلية.

وبالطبع، تميل الغرائز الاستبدادية إلى الظهور على السطح في حال حدوث ضغط وتسبب الطفل في شعورك بالحرج.

وفي المقابل، لا يستجيب الأطفال لكل هذه الضغوط بالطريقة التي يتصورها الآباء والأمهات الراغبون في فرض السيطرة عليهم، وذلك هو ما يحدث حين تعطين أوامر لطفلك دون مساعدته على فهم منطقك ودافعك لذلك، لأنك إذا شرحت له الأسباب، فإنه سيفهم كيف أن تصرفاته تؤثر على الغير وعلى أنفسهم.

 

ما الذي يمكنك قوله للطفل بدلا من ذلك؟

من المهم أن تفتحي معه لغة حوار مبنية على التفاهم والوضوح، ولا مانع من أن تشرحي له وجهة نظرك عند مطالبته بامتثال الهدوء والجلوس في مكانه دون حركة، ويمكنك مثلا أن تخبريه عند التواجد في عيادة الطبيب أن ”من المهم أن نحافظ على أجسامنا ثابتة في مكانها ونحن في العيادة حتى نتأكد من قيام الطبيب بفحص كل شيء في الكشف“.

وهو المبدأ الذي يمكنك أن تتبعيه في أي من المواقف المماثلة، ليكون بوسعك السيطرة عليه، بعد أن تشرحي له سبب مطالبتك إياه بالتزام الهدوء، حتى يطاوعك ويسمع لك.