رشان اول امرأة تقود حافلة ركاب باربد
رشان النابلسي ابت ان تجلس اسيرة البيت تنتظر المعونة من المحسنين، او صندوق المعونة الوطنية، وآثرت التعب على الراحة لتعيش حياة سعيدة مع طفلتيها دون انتظار للمساعدة والصدقة من احد. رشان الجامعية ابنة الثلاثين ربيعا رسمت لنفسها خطا لتتحدى الصعاب، وتواجه التحديات والمشقات والمتاعب، لتكون فيها سيدة نفسها. تعبت وهي تبحث عن وظيفة، بعد ان افنت اربعة اعوام من حياتها بالجامعة، فصُدمت بالواقع الذي لم يعد فيه للشهادة الجامعية مكان ولم يعد هناك وظائف، مشيرة الى ان عددا من زملائها الذين تخرجوا معها او بعدها حصلوا على وظيفة فيما هي مازالت تنتظر دورها في التعيين. تحدت رشان البطالة ورفضت الواقع المر الذي تعيشه مع طفلتيها التي ترى النور من خلالهما، فقررت خوض غمار العمل بمهنة غريبة عن النساء في مجتمعنا فتدربت على السواقة وحصلت على رخصة قيادة مركبات عمومية واشتغلت سائق تكسي اصفر، والان تعمل سائقة احتياط لحافلة متوسطة على خط مجمع الاغوار - مستشفى بديعة في مدينة اربد. تقول رشان انها تخرج يوميا من شروق الشمس حتى غروبها بحثا عن لقمة حلال لها ولبنتيها، وتضيف كان طموحي في البحث عن عمل بلا حدود حتى اصبحت سائقة لحافلة متوسطة، رغم المضايقات ونظرات الاستغراب والاستنكار بالقول والنظر او التعليقات المتعاطفة التي لا اعيرها اي اهتمام؛ لقناعتي بانني احمي نفسي بالعمل الذي اخترته عن قناعة فالانثى معرضة للاذى من ضعاف النفوس. وتبتسم وهي تروي استغراب نشامى السير عندما يوقوفونها فيجدون السائق امرأة ، في البداية لم يكن احد منهم يصدق اني معي فئة خامسة وكانوا دائما يوقفونني ليتاكدوا من سلامة رخصي خوفا على سلامة المواطنين، ولكن تجد في نظراتهم لي الاكبار والاجلال لفتاة تكافح لاجل حياة كريمة .