الرحمة عنوان الشعب الاردني وسلوكة


أنباء الوطن -

 

 

*احمد محمد عبد المجيد علي*


 *تفضل اركب، رددتها مرات، وقالتها بكل شموخ وثقة بالنفس تحدوها الإنسانية والكرم الحاتمي، ترددت لثوان وصعدت بجانبها، والمضربون يرفعون أصواتهم محتجين على* *ارتفاع اسعار النفط ويعلنون الإضراب عن العمل،  وبذلك أصبح المواطن مضطرا للتعامل مع هذا الواقع فلا*باصات ولا وسائل نقل في الاغلب، لحين إيجاد حل لذلك، وبينما انا في طريقي للمنزل ماشيا، وإذا بسيارة تقف إلى جانبي، بها فتاة في مقتبل العمر، تتكلم وتشير لي ان اصعد* *بالسياره ولم أسمع بوضوح ما تقول لان نوافذ السيارة مغلقة، فتقدمت وفتحت باب السيارة مستفسرا، فبادرتني بالقول... تفضل اوصلك، فقلت مستفسرا* *ومستهجنا ما تقول (ما في ازعاج لذلك) ، فاعادت العبارة... تفضل اوصلك، فقلت اليس هناك احراج لك، مكررا ما قلت ومستغربا، فردت بثقة... لا... لا تفضل، فصعت بالسيارة غير مصدق ماذا يجري وماذا يحصل* 
*معي، وهنا هبطت أمامي كرامة وانفة الشعب الاردني وكرمه المشهود له من القاصي والداني هذا الكرم الحاتمي وهذه الشهامة التي تلغى كل شيئ* *امامها، انها شهامة غير مقتصرة على الرجال بل يتقاسمها*النساء معهم*، 
*انا اسمي زينب* *غنيمات قالتها بكل ثقة وانسانية جامحة قالتها وهي التي تحترم*   *إنسانيتها وترعاها وتمارسها، هذه* *الإنسانية التي تربت عليها في بيت اخلاق وعز ورفعة، فخلق هذا السلوك النسوي الذي يفتخر به كل أردني شريف،*
*إعتز  ويعتز بهذا الإرث العظيم، هذا إلارث الذي تتقاسمه الامه العربية جمعاء اينما حلت ورتحلت، انه إرث يدعو للفخر والثناء والاعتزاز به*، 
*فهنيئا لها ولنا بهذه العادات الرحيمة النابعه من شعب طيب خلوق معطاء*