لماذا يتظاهر الأذكياء أحيانا بأنهم ليسوا كذلك؟ وما الأشياء التي لا يهتمون بها


أنباء الوطن -

غالبا ما يواجه الأشخاص الأكثر ذكاء مشاكل كبيرة في التكيف مع العديد من المواقف. وتقول الكاتبة فاليريا ساباتير، في تقرير نشرته مجلة "لامنتي إس مارافيوسا" (lamenteesmaravillosa) الإسبانية، إن بعض الأشخاص يضطرون في بعض الأوقات إلى إزالة الدراسات والخبرات من سيرتهم الذاتية للحصول على وظيفة.

وتضيف "في بعض الأحيان نرى مهاراتنا وقيمتنا مشكلة أكثر من كونها ميزة، بخاصة عندما ندرك أن هناك سيناريوهات يُفضل فيها مجتمعنا المستوى المتوسط ​​على المواهب الاستثنائية".

وتشير ساباتير أيضا إلى أن بعض الأشخاص على الرغم من عدم كفاءتهم يصلون إلى مناصب إدارية عليا، وأن "وراء هذه الحقائق، على سبيل المثال، شخصيات لديها ميولات معادية للزعامة، تفضل العمال المخلصين على الأشخاص ذوي القيمة الكبيرة، وذلك لأن العديد من المنظمات تفضل عدم التغيير، وترفض تحدي القيادة في العمل، وتحارب الأفكار الجديدة". 

الأشخاص الشديدو الذكاء قد لا يحققون مسيرة مهنية وقد لا يمتلكون شبكة من الأصدقاء أو حتى شريك حياة (شترستوك)

عوامل تفسر سبب إخفاء الشخص مهاراته

وأشارت الكاتبة إلى أننا نعيش في عالم ينظر إلى الأفراد الأكثر جهلا على أنهم الأكثر موهبة، بينما يقلل من كفاءة أولئك الأكثر استعدادا، وفي هذه الحالة يتم إهدار مجهود أكثر الناس كفاءة وقيمة في نظام مستقر ولكنه لا يتقدم.

وتضيف أن الأشخاص الأذكياء يتظاهرون في كثير من الأحيان بأنهم ليسوا كذلك من أجل مسايرة الواقع الاجتماعي، وكثيرا ما يواجهون مشاكل في التكيف، وذلك يحرم المجتمع من قدراتهم، ويجعلهم لا يحققون مسيرة مهنية أو لا يمتلكون شبكة جيدة من الأصدقاء أو حتى شريك حياة.

الإفراط في الأهلية ومشكلة الحصول على وظيفة

وترى الكاتبة أن أذكى الناس يتظاهرون أحيانا بأنهم ليسوا أذكياء لأنهم يشعرون كأنهم أسماك كبيرة في أحواض صغيرة، وإذ لا توجد في كثير من الأحيان عروض عمل للموظفين المتعلمين تعليما عاليا، فهم قد يضطرون إلى تقليص سيرتهم الذاتية وعدم تضمينها كثيرا من خبراتهم ومؤهلاتهم، حتى لا يكون ذلك عائقا أمام اندماجهم في سوق العمل.

في هذا السياق، أجرت جامعة أستراليا الغربية دراسة أبرزت فيها أن العديد من المديرين يفترضون أن الشخص عندما يكون مؤهلا أكثر من اللازم لشغل منصب ما فإنه يميل إلى الشعور بالملل وبأن مهاراته تفوق مهامه، ومن ثم لا يبذل كل وسعه في مسؤولياته.

الأشخاص الناجحون يدركون أن نصائح أي شخص آخر مهمة لمسيرتهم (شترستوك)

وبصرف النظر عن الكيفية التي يتحدد بها النجاح، هناك أمور لا يهتم بها الأشخاص الناجحون بالفعل، ومنها:

يعرفون ما يجب عليهم فعله

تقول الكاتبة جودي كوك، في تقرير نشرته مجلة "فوربس" (forbes) الأميركية، إن الأشخاص الناجحين يدركون أن نصائح أي شخص آخر مهمة لمسيرتهم، مهما كانت معانيها، "لكنهم يعرفون ما يريدون تحقيقه وكيف سيحققونه"