زينةُ المرأةِ وما يتّصلُ بها في جانبٍ من الشّعرِ الجاهليِّ
إن المرأة منذ نعومة أظفارها مجبولة على حبّ التّزيّن والتّجمّل لتضفي على جمالها حُسنا وبهاء، إذ شُغفت المرأة بأنواع الحليّ على اختلافها وتعدّد أشكالها، والمتمعّن في الشّعر الجاهليّ الذي يمثّل معينًا لا ينضب لدارسيه يلحظ أنّه لم يترك جانبا يعكس المظاهر الحضاريّة في حياة الجاهليّين إلا كشف السّتار عنه، حيث تشي الأشعار التي اتصلت بالمرأة بولعها بالتّزيّن بصنوفِ الحليّ وضروب الثّياب المختلفة، كما فُتنت بالتّطيّب بأجود أنواع المسك والطّيب، وكان الباعث لها على التّوسّل بالزّينة الزّهوّ بجمالها وإبراز مواطنه فيها.
وشاع وصف المرأة بين الشّعراء الجاهليّين ودارت عليه قصائدهم، وخصّصوا له قصار قصائدهم وطوالها، إذ تناولوا جمال المرأة في معرض تغزّلهم بها، وأكثر ما جذبهم جمال وجهها ومفاتن جسدها، حيث طغى الوصف الحسيّ على ما جادت به قرائحهم فيما يتصلّ بذكر المرأة والتّشبيب بها وذلك كثير في شعرهم، أمّا الوصف المعنويّ لما تتمتّع به من صفات خُلُقيّة ومعنويّة فجاء في مراتبَ لاحقةٍ عنه، فالصّورة الخارجيّة الشّكليّة للمرأة هي ما وقف عليها الشّعراء الجاهليّون واستأثروا بها.
وعندما أجال الشّاعر الجاهليّ طرفه في البيئة التي درج فيها ضمّن شعره المرأة، فكانت من أبرز الموضوعات التي أولاها عنايته، إذ زخر خطابه الشّعريّ بالتّغنّي بحسنها وزينتها، فعرض لأمارات جمالها التي تثلج صدر من يراها، وبعد التّطواف في جانب من أشعار الجاهليّين يتبدّى لنا أنّهم أجمعوا على مقاييس جمال المرأة ذاتها، ويمكن اختزالها بعبارة “المرأة الأنموذج”، فهي بيضاء، حوراء العين، ضامرة البطن، هضيمة الكشح، طيّبة النّشر، ريقها كأنّه المسك، بشرتها وضّاءة، وجيدها أملس طويل كجيد الغزال، وجهها نضير يضجّ حسنا وإشراقا، ثغرها صقيل ناصع البياض، وأسنانها صافية كالبلّور، تسترسل غدائر شعرها الأسود الغزيّ على أكتافها الذي يزيد من بياض وجهها، يقول بشر بن أبي خازم:
ومن البدهيّ القول إنّ اهتداء المرأة إلى التّوسّل بوسائل الزّينة يتمخّض عن رغبتها في إبداء محاسنها والكشف عن مفاتنها، فولجت إلى التّزيّن بصنوف الحليّ المختلفة؛ كالسّوار والخلخال والقلائد والعقود والدّملج المصنوعة من الأحجار النّفيسة حتّى تسحر العقول وتخلب الألباب، فقد “كانت المرأة في العصر الجاهليّ تتّخذ من أدوات الزّينة والحليّ القروطَ والأساورَ والعقودَ والدّماليجَ والخلاخيلَ والخواتمَ وغيرها الكثير، وقد تكون هذه الزّينة مأخوذة من الذّهب أو الفضّة أو الأحجار الكريمة كالياقوت والزّبرجد…”(1). وكلّ ذلك يؤول إلى الجمال الطبيعيّ للمرأة الذي تغنّى به الشّعراء على مرّ العصور، وفي هذا المقام يقول المتنبّي:
كما وردت لفظة “الغانية” في بعض أشعار الجاهليّين، وهي المستغنية بكمال جمالها عن التّزيّن، وقيل إنّها المرأة التي غنيت بزوجها عن الرّجال، أو المرأة التي غنيت عن الأزواج وغيرهم(2):
وممّا لا شك فيه أن ميل المرأة إلى التّزيّن ووضعها الحليّ على مناطقَ مختلفة من جسدها نابع من رغبتها بأن تظهر في أًبهى صورة وأجمل منظر أمام الرّجل الذي فُطر على حبّ الحسان من النّساء اللواتي يتمتّعن بقدر عالٍ من الجمال، فيقمن في سبيل استرعاء انتباهه وجذب أنظاره إلى إبراز حُليهنّ ومحاسنهنّ لعلمهنّ بديدن الرّجال في الصّبوة إليهن، وهذا ما يؤكّده امرؤ القيس بقوله:
وعرض الشّاعر الجاهليّ لأنواع الحليّ المختلفة التي اتّخذتها المرأة الجاهليّة لتتجمّل بها بحسب مواطن استخدامها، ومنها القلائد المصنوعة من الذّهب المستقرّة على صدورهنّ البيضاء ذات جلد غير ذي تثنٍ، فهنّ في سنّ الشّباب وميعة الصّبا، فمثل تلك الصّفات التي يخلعها الشّاعر لا تتّصف بها إلّا من هي في مقتبل العمر، كما يشي تقلّد أولئك النّسوة القلائد المصنوعة من الذّهب بالمكانة الاجتماعيّة الرّفيعة التي يحظين بها، يقول المثقّب العبديّ:
وتستمدّ حلية الجيد التي تتّشح بها النّساء ويضعنها على صدورهنّ لمعانَها وإشراقَها من التّرائب التي تزيّنها، فهي برّاقة لامعة بفضل استقرارها عليها، ويتجلّى في هذه الصّورة عنصر المبالغة في وصف جمال ترائب المرأة، إذ أكسبها الشّاعر صفة الحليّ وجعلها تتزيّن بتلك التّرائب، وذلك ممّا نجده عند النّابغة الذّبياني الذي أنشأ يقول:
وفيما يتّصل بحليّ الأذن فقد استعانت المرأة في العصر الجاهليّ بالأقراط والشّنوف من الذّهب أو اللّؤلؤ وغيرها من المعادن، حيث تضع القرط أدنى الأذن، بينما تزين أعلاها بالشّنف، وقد يوظّف الشّاعر الجاهليّ الأقراط التي تزيّن بها المرأة أذنيها للدّلالة على طول جيدها، لذا نراه يكنّي عن طول عنق المرأة بمهوى القرط، وهذا ما تنبّه إليه عبيد بن الأبرص الذي تغنّى بطول جيد صاحبته وجمالها، حتّى إنّه إذا وقعت الأقراط التي تضعها في أذنيها لاندقّت قبل أن تصل إلى صدرها، جاعلا عنقها كعنق المهاة البيضاء الطّويلة، موظّفا بذلك الصّورة الحركيّة والبصريّة لإثراء ذلك المشهد:
كما توسّلت المرأة الجاهليّة بالخلخال لتزيّن ساقها، وحرص الشّاعر الجاهليّ على التّغزّل بجمال المرأة التي تستعين به، فعمد إلى وصف ساقها المتزيّنة بالخلخال موظّفًا الصّورة السّمعيّة إلى جانبِ الصّورة البصريّة، فهذا الأعشى (ميمون بن قيس) يصف ساقي صاحبته “قتيلة” المكتنزتين إذ وضعت خلخالا ذا جرس يُسمع صوته فيُثار وينقادُ إثر رنينه لها، فهي ذات ساقين ممتلئتين يهتزّ ما عليهما من اللّحم حتّى ينتهي إلى خلخالها الرّنان، بينما كنّى بعض الشّعراء عن المرأة ريّا السّاقين بصمت الخلخال:
وفي صوت الخلخال الذي تزيّن به المرأة ساقيها إثارة للرجل، فيغدو أسيرا لرغبته التي كبّلته بالأغلال، فيزداد بسماع رنينه إثارة على إثارته. ووقف عمرو بن كلثوم على ذكر خلخال محبوبته ذي الصّوت الرّنان في معرض التّشبيب بساقي محبوبته اللّتين تشبهان العاج والرّخام في بياضهما واستقامتهما وامتلائهما وملمسهما، وفي ذلك التّشبيه ملمح حضاريّ يدلّ على أنّ العرب في الجاهليّة كانوا على دراية باستخدام مادتيّ العاج والرّخام في أعمال البناء:
كما أنّ هناك ضربٌ من الخلاخيل يدعى بالخِدام، يقول عنترة:
ولم تتوان المرأة الجاهليّة عن ترك عضوٍ من أعضاء جسدها إلا زيّنته وألبسته أنواع الحليّ المختلفة، فنجدها تزيّن يديها بالسّوار الذي تضعه على المعصمِ، ولا بدّ أن تكون المرأة التي تتزيّن به منعّمة ذات ترف:
وممّا لا شكّ فيه أنّ المرأة التي تزيّن معصمها بالسّوار المرصّع بالأحجار الكريمة امرأة مترفة ذات غنى تتبوّأ مكانة رفيعة في مجتمعها، فتتزيّن بالحليّ من نفيس الأحجار والمعادن كالزّبرجد والياقوت، وتلبس في معاصمها السّوار العريضة التي نضّدت بالدّر ولا تنعم بذلك إلا ذات الثّراء الظّاهر:
ويعدّ الدّملج من الحليّ التي تزيّن به المرأة الجاهليّة عَضُدها، وقد تلج أحيانا إلى وضع الدّملج على كلتي عضديها، لتسبي الرجل وتأسره وتذهب عقله بجمالهما، ومنه ما جاء في شعر عنترة التي كانت صاحبته تضع دملجين على عَضُديها لتضفي عليهما إشراقا ولمعانا:
وحرصت المرأة الجاهليّة على انتقاء أبهى الثّياب وأحلاها، إذ لم تتّخذها فقط لستر عورتها أو اتّقاء البرد ولفح الهاجرة، فكانت تزيد جمالها وتكمّل زينتها بارتداء الثّياب المزركشة المصنوعة من الحرير أو الخزّ بما يطير لبّ النّاظر ويذهله فيقف مبهوتا، فهذه صاحبة الأعشى ترتدي ثيابها الظّاهرة من الخزّ وقميصا تحتها مصنوعا من الحرير، ويلوّح ذلك بالمكانة الاجتماعيّة والماديّة التي تحظى بها تلك المرأة فهي ثريّة كريمة العنصر لم تعتد الكدّ والكدح :
وهناك ضرب من الثّياب مصبوغ بالزّعفران ليغدو لونه أحمر، فها هو ذا طرفة بن العبد يصف ثوب جارية حسناءَ تتردّد بين النّدامى لتفتنهم بثوبٍ أُشبع صبغة بالزّعفران والجساد له جيب واسع ويطلق على هذا النّوع من الثّياب “الجُبّة”، ويبدو أنّها كانت من الثّياب التي ارتدتها الإماء(3)، حيث يمكن للنّدامى من خلال ذلك الجيب إدخال أيديهم فيه لجسّ تلك الجارية ولمس جسدها الناعم، وما يتبدّى من جيب ثوبها ناعم اللّحم رقيق الجلد على جسّ الندامى إيّاه:
كما حرصت المرأة الجاهليّة على تخصيص ثيابٍ معدّة للنّوم:
ومن لوازم التزيّن عند المرأة الجاهليّة الوشاح؛ وهو حلية الخصر الذي يتكوّن من أديم عريض مرصّع بالجواهر تشدّه المرأة بين عاتقها وكشحها، وأجمع الجاهليّون من خلال ما جادت به قرائحهم على أنّ المرأة جائلة الوشاح تحاكي المرأة المثال/ الأنموذج وتحققّ مقاييسهم الجماليّة التي عرضوا لها في أشعارهم، فالمرأة الأنموذج هي التي يجفو وشاحها عن خصرها فلا يلمسه لدقّته، فهي نحيلة الخصر خميصة البطن، كما أنّها ثقيلة الأرداف التي تملأ القميص حتّى يضيق إثر اكتنازها، فإذا تثنّت مترفّقة خُيّل للنّاظر إليها أنّ خصرها النّاحل سينبت وينقطع، وليس غريبا جنوحُ الشّاعر الجاهليّ إلى الدّقة في الوصف الحسيّ لجسد المرأة فـ “الشّاعر الجاهليّ صريح في أوصافه وحديثه عن المرأة، وفي عرضه لمفاتنها الجسميّة، بل يفتن في وصف الأعضاء المستورة كالنّحر والثّدي والرّوادف والسّاقين والبطن والكشح وغيرها، ولا يجدون في ذلك حرجا”(4).
ويبدو جليّا واضحا أنّه ما كان للأعشى أن يصف ما هو دفين خلف تلك الثّياب بنظراته التي نفذت لما يستتر وراءها لو لم يفتتن بجمال جسد تلك المرأة التي حاكت مقاييس الجمال، فيودّ لو يخلو بها ويشبع نهمه بمواطن الفتنة والإغراء في جسدها، تلك المواطن التي زادها لبس الوشاح جمالا وتفصيلا لأعضائها، فوصفها الشّاعر وصفا دقيقا يغنيه عن الرّجم بالغيب كأنّها مجرّدة ممّا يسترها:
ورسم الشّعر الجاهليّ المرأة الجاهليّة متطلّعة دائما إلى أن تورد نفسها موارد الجمال، وتأبى الاستسلام لأمارات الهرم والتّقدم بالسّن، لذا فإنّها تسعى إلى الكمال في زينتها ووضع حليّها، وانتقاء لباسها ولم تغفل عن التطيّب، وورد في مواضعَ عدّة من شعرهم ميل النّساء إلى التّطيّب لتغدو طيّبة النّشر عطرة الرّائحة، أنشد النّابغة الجعديّ:
أمّا المسك فهو أكثر أنواع الطّيب استعمالا عند المرأة الجاهليّة، وهو من أجود أنواع الطّيب وأغلاها، ولا تستخدمه إلّا من ذوات النّعم، حيث إنّ “نساء الطّبقات الرّاقية هنّ اللّائي كنّ يستعملنه”(5)، فطيب المسك إذ تضوّع من المرأة كأنّه نسيم الصّبا هبّ على القرنفل وأتى بطيب نشره، ويتضمّن ذلك التّشبيه توظيف الحواس (الصّورة الحسيّة الشّميّة) في تشكيل الصّورة الشّعريّة، ومن ذلك قول امرئ القيس:
كما استعانت المرأة الجاهليّة بالتّكحّل والخضاب (الحنّاء) لتظهر بأبهى منظر وأجمل حلّة، ويمكن أن نطمئنّ إلى القول إنّ وضع المرأة للزّينة من تكحّل وخضاب وغيره يدلّ على الاستقرار الذي تنعم به، وشعورها بالأمن الذي يبعث في النّفس الطّمأنينة، فلولا الاستقرار لما اتّجهت المرأة إلى التّزيّن وهو ما يعدّ من الرّفه والتّرف، يقول عنترة:
ومن عادة النّساء في الجاهليّة أن يذرن الإثمد على الشّفاه واللّثات (مغارز الأسنان) فيكون ذلك أشدّ للمعان الأسنان، إذ يصبح الثّغر كأشعّة الشّمس في الإشراق واللّمعان، ويشتدّ بياض الأسنان بعد ذرّ الإثمد على الشّفتين واللّثتين فمالت كلّ منهما إلى السّمرة إثر ذلك فبضدّها تتميّز الأشياء، وهي صفة محبّبة عند العرب طالما تغزّل بها الشّعراء وذكروها في قصائدهم وأشعارهم:
وإذا أردنا الاستزادة من صنوف التّزيّن فلا بدّ أن نعرّج على ذكر وشم النّساء الجاهليّات أجسادهنّ، إذ يعدّ الوشم من لوازم الزّينة عندهم، وغالبا ما ينتقل ذكر الوشم وتجديده من البعد الحسيّ الماديّ إلى البعد المعنويّ، فقد يكنّى الشّاعر الجاهليّ بتجديد الوشم عن ظهور الأطلال والرّسوم بعد دروسها، “وتلك الآثار المتبقيّة في الدّيار بعدما تعاقبت عليها الرّياح وتناوحت في جنباتها تشبه في خلودها بقاء الوشم في اليد، فلا جرم أنّه يرمز إلى الخلود والبقاء والاستمرار، كما أنّه ذو مدلول جماليّ حسيّ أيضا، فقد يرمز الشّاعر به إلى متاع الحياة وملذّاتها من جهة، وإلى الخلود والبقاء من جهة أخرى”(6)، ومن ذلك ما ورد عند لبيد في معلّقته:
كما عرفت المرأة الجاهليّة النّمص المتعارف عليه في أيّامنا هذه وهو نتف شعر الحاجب، إذ أحبّ العربُ الحواجبَ المزجّجة مرقّقة الشّعر، فبالعودة إلى مادّة (نمص) في معجم لسان العرب نجد قول الرّاجز:
ويُعنى بالنّمص نتف شعر الحاجب وترقيقه، ولهذا المعنى أصل في الشّعر الجاهليّ، ولا ينفكّ في كنهه عن دلالة النّتف، ومن ذلك ما نجده في قول امرئ القيس الذي يصف نباتا كثُر بقدر ما يمكن نتفه وجزّه بعد أن أُكِلَ:
ويشي ذلك بأنّ دلالة النّمص التي وردت في هذا الشّاهد ترتبط بمسألة نتف الشّيء بعد نموّه أو ظهوره وذلك ينطبق على الحاجب، وبذا يمكن القول إنّ قضيّة النّمص لها أصل في الشّعر الجاهليّ، إذ استعمله امرؤ القيس لنبات يمكن نتفه وقلعه، وتطوّر هذا المعنى بمجيء الإسلام واختصّ بالحاجبين، لأنّه متعلّق بحكم شرعيّ إذ لعن رسول الله ﷺ النّامصة والمتنمّصة، إذ يدخل النّمص في باب ما هو مُحرّم، وما كان ذلك لولا أنّ النّساء كنّ معتادات على هذه العادة قبل ظهور الإسلام.
وليس مقدورنا أن نحصي سائر وسائل الزّينة والحليّ التي اتّخذتها المرأة الجاهليّة للتّجمّل والتّزيّن لئلّا يطول أمر استقصائها، وممّا لا شكّ فيه أنّ الشّاعر الجاهليّ وضعنا أمام صورة المرأة الأنموذج التي حاكت مقاييس الجمال التي أجمع عليها العرب القدماء، ولم يغفل كذلك عن ذكر وسائل الحليّ والزّينة وصنوف الثّياب التي كانت المرأة الجاهليّة تختال فيها، وأنواع الطّيب ذات الرّوائح الشّذيّة التي اتّخذتها لتحاكي ذلك الأنموذج، فترصدها العيون وتتطلّع إليها الأفئدة.
وفي نهاية المطاف يمكن القول من خلال ما ورد آنفا فيما يتّصل بزينة المرأة في الجاهليّة إنّ ارتداء المرأة الحليّ الغالية كان من حظّ النّساء المنعّمات وهذا يشعر بعلوّ مكانتهن التي يحظين بها، وفي ذلك أيضا ما يدلّ على الصّلة الوثيقة بين الجزيرة العربيّة وما يجاورها، فكان عرب الجزيرة يجتلبون من الممالك المجاورة الثّياب والحليّ، ويمكن إثر ذلك الإشارة إلى بعض المظاهر الحضاريّة التي تبدّت في أِشعار الجاهليّين.
زينة غنيم- الجامعة الأردنيّة
Zen.ghnim@yahoo.com
المصدر : مجلة البيان العربي
الهوامش
منصور، حمدي (2019)، مظاهر حضاريّة في شعر الأعشى الكبير، مجلة البيان العربيّ، ع1، ص110.
ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين (ت711هـ/ 1311م)، لسان العرب، ط3، دار صادر، بيروت، 2004م، مادّة (غنا).
الحوفيّ، أحمد محمد (1963)، المرأة في الشّعر الجاهليّ، ط2، القاهرة: دار الفكر العربيّ، ص386.
الجبوريّ، يحيى (1986)، الشّعر الجاهليّ خصائصه وفنونه، ط5، بيروت: مؤسسة الرسالة، ص287.
الهاشميّ، علي (1960)، المرأة في الشّعر الجاهليّ، بغداد: مطبعة المعارف، ص85.
غنيم، زينة (2021)، جدليّة الأنا والآخر في الخطاب الشّعريّ في المفضّليات، ط1، عمّان: دار يافا للنّشر والتّوزيع، ص97.