روسيا تستعد لتدمير الدولار.. بوتين يتجهز


أنباء الوطن -

 ولديها ميزان تجاري إيجابي، أي أنها لن تنفق، بل ستراكم احتياطياتها من الذهب.

 

لم يبح شي جين بينغ ومحمد بن سلمان لبعضهما بكل شيء

ومع ذلك، أظن أن خطط القيادة الروسية لا تنتهي عند هذا الحد. فبالعودة إلى الربيع، تحدث بوتين عن نيته تحويل مدفوعات الصادرات الروسية إلى الروبل، ومن الصعب القيام بذلك بدون تحويل عملية التسعير إلى الروبل، ولذلك يجب أن يكون التضخم في الروبل عند حدوده الدنيا، ويجب أن تكون الثقة في الروبل عالية. فإذا كان الروبل مربوطا بالذهب، سيتم استيفاء هذا الشرط.

 

وتتعلق إحدى نقاط تنبؤات مدفيديف بنقل البورصات والمراكز المالية من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا إلى آسيا، حيث يتم تحديد أسعار الموارد الآن من قبل البنوك الأمريكية والبريطانية، ويتم التلاعب بالسلع الرئيسية بما في ذلك الذهب والنفط والغاز والحبوب. وإذا كانت روسيا تتاجر في مواردها بالروبل، فمن المرجح أن يتم تحديد أسعارها في البورصات الروسية.

 

وهنا لا يسعنا إلا أن نتذكر اليوان الرقمي وفكرة عملة البريكس الرقمية.

 

وقد أدخلت الصين بالفعل تداولا محدودا لليوان الرقمي، من باب التجربة حتى الآن، في السوق المحلية. وأعتقد أنه في المستقبل القريب، خاصة إذا ما تقدمت روسيا في هذا المسار، ستسرع الصين نحو الاستخدام الكامل لليوان الرقمي، بما في ذلك معاملات التجارة الخارجية.

 

لقد دعا شي جين بينغ دول الخليج إلى استخدام اليوان في تجارة النفط خلال زيارته لشبه الجزيرة العربية، وأعتقد أن التنفيذ الكامل لليوان الرقمي سيؤدي إلى إزاحة الدولار بسرعة كبيرة، على الأقل من التجارة الخارجية للصين، بما في ذلك مع ممالك النفط في الخليج.

 

كيف تنتقل من وضع حاكم عربي عادي إلى زعيم عظيم للأمة العربية؟

ومن الواضح أن عملة البريكس، إذا نشأت، ستكون رقمية. ربما لن يتم إنشاؤها مطلقا، وسيتم استخدام اليوان والروبل الرقميين بدلا من ذلك، خاصة إذا كانت العملتين مربوطتين بالذهب.

 

في الربع الثالث من العام 2022، اشترت البنوك المركزية في العالم حوالي 400 طن من الذهب، وهي أكبر كمية على الإطلاق منذ بداية الرصد.

 

لذلك يبدو أن دميتري مدفيديف قريب جدا من الحقيقة حينما يتحدث عن إدخال معيار الذهب، وتخلي الكوكب الوشيك عن الدولار واليورو كعملات احتياطية عالمية.

 

إن فقدان هذا الوضع للدولار يعني ببساطة كارثة اقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، وعجزا فوريا عن سداد الديون، وتخفيضات في الميزانية، وعدم قدرة على الحفاظ على الجيش، وأعمال شغب وفوضى، وحرب أهلية، وانهيار للبلاد.

 

وكما أسلفت أكثر من مرة، فإن القتال في أوكرانيا هو ساحة معركة ثانوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، حيث محورها الأساسي هو الاقتصاد. ولم توجه روسيا بعد الضربة الرئيسية، إلا أنه يبدو وكأنها تستعد للقيام بذلك خلال العام أو العامين المقبلين.. وهذا بالمناسبة، يفسر رغبة القيادة الروسية في تقليل حدة القتال في أوكرانيا.

 

لنرى مدى السرعة التي ستتحرك بها روسيا في هذا المسار، لكن ما يبدو لي أنه بإمكاننا القول إنه بعد عام أو قبل ذلك، سيتم تنفيذ هذه الخطط.