الهجوم على الشعراوي.. غربان تنعق وثرى يتطاول على الثريا


أنباء الوطن -

الهجوم المنظم الممنهج الذي يشنه ساسة وإعلاميون ومحطات فضائية ومطاردو ترندات مواقع التواصل، على فقيد الأمة وشيخها الجليل محمد متولي الشعراوي، عقب ربع قرن من انتقاله إلى الرفيق الأعلى، يتعدى مفهوم العيب، ويصل حد الفجور والوقاحة والبذاءة.

 

لقد تم تحديد ساعة الصفر للهجوم على الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه، وتحشيد غربان السوء لتنعق ضده، بتزامن واحد، وتوقيت متناغم، وهو ما يؤكد أن هذه الأدوات المأجورة التي تستخدم لغايات خبيثة مكشوفة، محض عناصر مرتزقة، ومجندة، لأهداف محددة، تتلقى تعليماتها من ذات المصدر، وتضخ سمومها ضمن خوارزمية إعلامية خبيثة متسقة.

 

ما لا يمكن لعاقل تصوره، أن يمدح الإعلام الهامل أهل المجون والشذوذ وشلل الأوغاد والساسة الفسدة، ويقدح إمام الدعاة وشيخهم، والرمز المصري العربي الإسلامي الذي هيهات أن ينال منتقدوه شرف مداسه.

 

الشعراوي رحمة الله عليه، مدرسة بحد ذاتها، ومؤثراً بليغاً تمكن من دخول قلوب الناس وعقولهم، وترك أثراً وإرثاً كبيرين، وهو الخطيب اللبيب، والفقيه المفوه الذي قلما يجود الزمان بمثله.

 

وبدلاً من تجسيد ذكراه العطرة، وتكريم إرثه العظيم وهو الغني عن مكارمهم، تفتح قنوات الصرف الصحي الإعلامي بذاءتها عليه، وتتطاول، وهو الذي لا يطاله الأقزام السفلة، وتغتال شخصيته التي هي فوق مقاماتهم.

 

مروجو الإلحاد، وشلل الليبراليين الذين يعيثون في مصر العظيمة والوطن العربي فساداً وإفساداً، يعملون وفق لوغارتمية شيطانية تستهدف الثوابت والرموز الإسلامية، في محاولاتهم العقيمة لتشكيك الناس في دينهم، والتلاعب بعقولهم، وطمس هويتهم العقائدية والثقافية التي رضعوها مع حليب أمهاتهم.

 

وفي ذات السلة، يسعى ذات المأجورين لتشتيت أنظار الجماهير عن واقعهم الاقتصادي الصعب، وتفتيت الرأي العام الساخط على واقعه المتردي، ويثيرون برهة بعد أخرى قضايا تخالف قناعات الناس وثوابتهم، بهدف شراء الوقت السياسي لأنظمتهم، عبر اللعب في اتجاهات الضوء المسلط على قضايا الشارع وآماله بتغيير واقعه المتأزم نحو الأفضل.

 

الخير الذي دخل من بوابة أريد بفتحها شراً، أنه تم الترحم على الشيخ الشعراوي واستذكار مناقبه الحسنة والتذكير بخطبه وخواطره الإيمانية التي ضجت بها مواقع التواصل رداً على منتقديه، وهو خير جاد به علينا الشيخ حتى وهو في قبره!

 

الغريب في الأمر، سكوت الجهات الرقابية الإعلامية المصرية على الاساءات الموجهة للشيخ الشعراوي!؟، فهي بمثابة سكوت على الإساءة لمصر كلها، بل وعلى العالمين العربي والإسلامي، فهو لا يمثل الأشقاء المصريين فقط، لكنه يمثل كل من نطق الشهادتين.

 

رحم الله إمام الدعاة، وأحسن مثواه، أما من يسيؤون اليه، فهم لا يستحقون اللعنة!