للشقيقة
حسن صفيره عند الحديث عن دولة الكويت، يستدفئ القلب وتختلط المشاعر حتى الذكريات، دولة لا يسعك وصفها بدولة شقيقة فحسب، وهي الدولة التي يعرفها الاردنيون وطنا اول عايشوا فيه نشأتها وتطورها، ولطالما اعتبروها بيتا اردنيا منذ ستينيات القرن الماضي ولا زالوا. دولة الكويت حاضنة أصيلة لمفهوم العروبة، وقد تبدت مواقفها العروبية بأكثر من مكمن وموضع منذ ستة عقود ، دولة لا تفتأ ديبلوماسيتها الرسمية عن التحرك على رقعة الاوطان العربية بين رأب صدع او اختلاف وجهات نظر او مقارعة حروب ولا انتهاء بمواقفها تحت مظلة الامم المتحدة لتصطف مع الحق العربي وانسانه. الأجمل في طبيعة العلاقات الأردنية الكويتية، أنها علاقات ترتبط برعيل قادة عظام لكلا الدولتين، جمعهما الحس العروبي الواحد، والهم العربي الواحد، والقضية العربية الاولى قضية فلسطين، فلا زال الثرى الفلسطيني يحمل وقع خطوات المغفور لهما الملك الحسين الباني ومؤسس الكويت الحديثة الشيخ عبدالله السالم حين زارا معا الأراضي الفلسطينية مطلع الخمسينيات ، وكيف حفتهما أغنيات الفرح من على ضفتي النهر شرقيه وغربيه، ليتأكد للجميع أن فلسطين كانت ولا زالت في الذاكرة الجمعية لأشقائنا في الكويت. وفي عهد الملك عبدالله الثاني بن الحسين، سجلت العلاقات الأردنية الكويتية تطورا لافتا لجهة التعاون الديبلوماسي خدمة لقضايا المنطقة، بيد الزيارات المتبادلة بين القيادتين والتي دشنت عصرا متجددا منذ العام 2011 وحتى اليوم، في حين نشطت العلاقات الأخوية بين القيادتين في عهد سمو الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، يعد تسلمه مقاليد الحكم نهاية أيلول 2020 ، بعد وفاة والده المغفور له بإذنه تعالى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والذي طالما وصفه سيد البلاد الملك عبدالله الثاني بـ "الأخ الأكبر" وزعيماً حكيماً مُحبّاً للأردن وقائداً استثنائياً وأميراً للإنسانية والأخلاق. ولا تغيب دولة الكويت عن الشأن العربي في حل قضاياه ومد يد العون في كثير من الأزمات التي تعصف به، بيد دورها المشرف في اغاثة الشعب اليمني وتوفير مشاريع انمائية وصحية وانسانية منذ اندلاع الأزمة على اراضيه، والحال ذاته ازاء الأزمة السورية، حيث سجلت الكويت بعد اندلاع الأزمة موقفا مشرفا اعلنته الأمانة العامة للأمم المتحدة بعد مؤتمر الكويت للدول المانحة لمساعدة الشعب السوري تجاوزت المبلغ المستهدف والمقدر بـ 1,5 مليار ، وما سبقها بنحو 5ملايين دولار، من المال الخاص لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح طيب الله ثراه عبر «حملة النخوة»، التي تستهدف تقديم المساعدات الانسانية لللاجئين السوريين، في دول تركيا ولبنان والأردن. ولفلسطين موضع القلب لدى قيادة وشعب دولة الكويت، التي تعتبر من أكبر الداعمين لدولة فلسطين في كافة المنظمات والمحافل الدولية دون استثناء، ايمانا منها بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى والمركزية، اضافة للدعم المالي الذي تجاوز المليارات عبر العقود الستة الماضية، والمواقف كثيرة والشواهد عميقة. على الصعيد الأردني الكويتي، وعلى اتساع حجم العلاقات الوثيقة وأواصر الأخوة والاحترام المتبادل بين القيادتين، فقد اثمرت هذه العلاقات عن حجم استثمارات يعد احد اهم روافد الاقتصاد الوطني الأردني، ونحن نتحدث عن تسجيل الكويت المرتبة الثانية على مستوى الدول العربية في مجال الاستثمار في سوق عمان المالي ، وبمجموع استثمارات يبلغ 18 مليار دولار . العلاقة الأردنية الكويتية، تحمل مضامين متميزة لها خصوصيتها، فكل اردني كويتي وكل كويتي اردني لجهة عراقة التاريخ بينهما، فالكويت احتضنت مئات الالاف من الاردنيين منذ نشأتها، ولا تزال فيها جالية اردنية كبيرة ومتميزة تقدر بعشرات الالاف تضم الأطباء و المهندسين و المدرسين و المستثمرين ورجال الاعمال وغيرهم كما تحتضن الهيئات التعليمية الكويتية المختلفة من مدارس و معاهد تطبيقية او جامعات عددا كبيرا من الطلبة الأردنيين كذلك تحتضن الجامعات الأردنية الحكومية و الخاصة الالاف من الطلبة الكويتيين الدارسين في المملكة . ان تميز العلاقة الأردنية الكويتية وشعبها يدل على المحبة والاحترام المتبادل بين القيادتين والشعبين الشقيقين اللذان تربطهما أواصر التاريخ والمستقبل المشترك ووحدة الهدف والمصير يشكل من هذه العلاقة نموذجا يحتذى في العلاقة بين الاشقاء.