تطورات صادمة في قضية اختفاء مبارك الرشيدي في الكويت
ما تزال الأجهزة الأمنية الكويتية في حالة تأهب للبحث عن الشاب مبارك الرشيدي المختفي منذ أكثر من 3 أسابيع في بر كبد، التابعة لمحافظة الجهراء، في قضية عُرفت إعلاميًا بـ"مفقود كبد".
واحتشدت أعداد غفيرة من المواطنين والمقيمين والمتطوعين من أبناء المجتمع الكويتي من أجل المشاركة في الحملة الشعبية التي تمت بإشراف وتنظيم وزارة الداخلية الكويتية وأجهزة الأمن المعنية.
وتجمع ما يقارب الثلاثة آلاف متطوع من المواطنين والمقيمين في منطقة كبد الهجن (الشارع الأصفر مقابل مسجد النوري) من أجل بدء عمليات البحث المكثفة عن الشاب المفقود مبارك الرشيدي تحت إشراف وتنظيم أجهزة الأمن الكويتية.
كما شهدت الحملة الشعبية للعثور على الشاب مبارك مشاركة نسائية كبيرة فيما رصدت تأثر إحداهن بقضية الشاب مبارك الرشيدي التي أثارت حيرة وصدمة المجتمع الكويتي.
وبدأ المتطوعون عمليات تمشيط الموقع للبحث عن الرشيدي تحت إشراف الأجهزة الأمنية المعنية
وفي 13 مارس 2023، سُجل بلاغٌ أمنيٌ في مخفر كبد بشأن اختفاء شاب يدعى مبارك علي العويمري الرشيدي خلال تواجده في أحد المخيمات في منطقة كبد، لتبدأ الأجهزة الأمنية عمليات البحث المكثفة من أجل عثور عليه.
وكشفت التحريات الأولية في قضية اختفاء الشاب مبارك الاشتباه بصديق له (مواطن، شريكه في مخيم بمنطقة كبد) الذي كان آخر من تواصل معه قبل اختفاءه الأمر الذي دفع النيابة العامة إلى إصدار أمر بحبسه على ذمة التحقيق.
ومما زاد الشبهات حول صديق مبارك هو تعمده غسل سيارته جيدًا من الداخل والخارج مباشرة بعد اختفاءه في إحدى المحطات القريبة من المخيم وذلك لإخفاء أي آثار بعد تاريخ تغيب صديقه، وهو ما كشفته كاميرات المراقبة المثبتة في المحطة.
وباستدعاء صديق الشاب مبارك والتحقيق معه أنكر أنه شاهد الرشيدي قبل تاريخ اختفائه، ما زاد الشكوك حوله، وأحيلت مركبته إلى الأدلة الجنائية بعد العثور على دم فيها.
وكشف مصدر أمني مطلع أن رجال المباحث وثقوا تحرياتهم في محضر، وأحيلت الواقعة إلى النيابة، وبعد التحقيق مع المشتبه فيه تقرر حبسه في السجن المركزي، وتم تجديد حبسه، ولا تزال التحريات مستمرة.
مفقود كبد مبارك الرشيدي
وكانت عائلة الشاب مبارك علي العويمري الرشيدي قد أطلقت نداء استغاثة في 13 مارس الماضي لمساعدتهم في العثور عن ابنهم المختفي في ظروفٍ غامضةٍ في منطقة كبد التابعة لمحافظة الجهراء.
وأرفقت عائلة الشاب الرشيدي نداءها عبر منصات التواصل الاجتماعي بصورة لابنهم المفقود وأرقام هواتفهم من أجل التواصل معهم في حال تم التوصل إلى أي معلومة قد تساعدهم في العثور على ابنهم.
وقالت عائلة الشاب مبارك الرشيدي بأن ابنهم المفقود يبلغ من العمر 34 عامًا ولديه 5 أبناء أكبرهم في العاشرة من عمره وأصغرهم يبلغ عامًا ونصف العام، وأنهم اضطروا لإبلاغ أبنائه أن "مبارك مسافر".
ونفت عائلة مبارك بأن يكون لابنهم المفقود أي أعداء.
وتفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت مع نداء عائلة الشاب علي الرشيدي بتفعيل وسم يحمل اسم الشاب المفقود لتداول أو نشر أي معلومة قد تساعد ذويه في العثور على ابنه المفقود "مفقود كبد".
وأكد والد الشاب مبارك بأنه شابًا سويًا ذو عقلٍ متزن لا يعاني من أي أمراض عقلية، ووصفه بـ"الشيخ" وبأنه لا يتعاطى أي مواد مخدرة، موجهًا أصابع الاتهام نحو صديق ابنه المحبوس الآن على ذمة التحقيق لأنه كان آخر من تواصل معه قبل اختفاءه.
فيما أكد شقيق الشاب مبارك، عبدالرحمن، أن القضية تواجه تعقيدات أمنية عدة، وأن الأجهزة الأمنية تتأخر في إصدار تقارير تحرياتها، خاصة تلك المتعلقة بالدماء التي عثر عليها داخل سيارة المشتبه به.
وقال عبدالرحمن الرشيدي بأن الأجهزة الأمنية عثرت على أثر دم في خيمة كانت جديدة، بينما الخيمة الأخرى محترقة، لافتًا إلى قيامه وآخرين بالحفر حول المخيم وفي كل مكان تم الاشتباه فيه دون جدوى.
كما قال عبدالرحمن بأن الأجهزة الأمنية عثرت على مخدرات في مخيم المشتبه به (صديق مبارك)، وكذلك في منزله، وتبين بفحصه من قبل الأمن أنه مدمن.
أما حول يوم الاختفاء، قال عبدالرحمن الرشيدي بأن زوجة شقيقه المفقود تواصلت معه في تمام العاشرة من مساء يوم اختفاءه حين كان برفقة صديقه المشتبه به داخل المخيم لكنها فقدت التواصل معه بعد ذلك إذ حاولت الاتصال به عدة مرات لكنها لم تتلق أي رد.
وألمح شقيق مبارك إلى عدم ثقته بأقوال المشتبه به وقال بأنها "متضاربه" إذ أخبرهم بفقدان مبارك بعد مضي وقت طويل على اختفائه، وادعى أن السيارة مسروقة، لكن تبين أنها عند جاخور لا يعرفون صاحبه وتقف إلى جانبها سيارة المشتبه به.
ظروف غامضة
كما زعم المشتبه به بأنه رآه لآخر مرة في منتصف الليل في المخيم ذاته، الذي كان فيه، إلا أنه قام في اليوم التالي بغسل سيارته بمواد كيميائية بعد أن ادعى أنها مسروقة، وأنهم عثروا عليها في مخيمه الخاص.
حملة شعبية للعثور على مبارك الرشيدي