جلالة الملك عبدالله الثاني يلقي كلمة في ⁧‫#قمة_القاهرة_للسلام‬⁩ التي تستضيفها جمهورية مصر العربية في إطار الجهود المبذولة لوقف الحرب على غزة. 


أنباء الوطن -

جلالة الملك عبدالله الثاني يلقي كلمة في ⁧‫#قمة_القاهرة_للسلام‬⁩ التي تستضيفها جمهورية مصر العربية في إطار الجهود المبذولة لوقف الحرب على غزة. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: أتوجه بالشكر لفخامة الرئيس، على الدعوة لاجتماعنا، في هذا الوقت العصيب، من أجل العمل معا، وفورا، على وقف هذه الكارثة الإنسانية، التي تدفع منطقتنا كلها نحو الهاوية. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: تغضبني وتحزنني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: ومع ذلك، كلما تزداد وحشية الأحداث يبدو أن اهتمام العالم يقل شيئا فشيئا. ففي أي مكان آخر كان العالم ليدين استهداف البنى التحتية للمدنيين والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء، والمياه، والكهرباء، والاحتياجات الأساسية. وبالتأكيد كانت لتتم مساءلة الفاعل فورا. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: إن حملة القصف العنيفة الدائرة في ⁧‫#غزة‬⁩ في هذه الأثناء هي حملة شرسة ومرفوضة على مختلف المستويات.

‏إنها عقاب جماعي لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة.

‏إنها انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني.

‏إنها جريمة حرب.

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: هذه رسالة خطيرة جدا، وعواقب اللامبالاة والتقاعس الدوليين المستمرين ستكون كارثية علينا جميعا. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين. حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولي انتقائي وحقوق الإنسان لها محددات فهي تتوقف عند الحدود وتتوقف باختلاف الأعراق وباختلاف الأديان. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: أولوياتنا اليوم واضحة وعاجلة:

‏أولا: الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين، وتبني موقف موحد يدين استهدافهم من الجانبين، انسجاما مع قيمنا المشتركة والقانون الدولي، الذي يفقد كل قيمته إذا تم تنفيذه بشكل انتقائي. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: ثانيا: إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى قطاع ⁧‫#غزة‬⁩

‏ثالثا: الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم، فهذه جريمة حرب وفقا للقانون الدولي، وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: هذا الصراع لم يبدأ قبل أسبوعين، ولن يتوقف إذا واصلنا السير على هذا الطريق الملطخ بالدماء. ونحن جميعا ندرك جيدا أن ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من دوامات الموت والدمار والكراهية واليأس. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: وعندما يتوقف القصف، لن تتم محاسبة إسرائيل، وسيستمر ظلم الاحتلال وسيدير العالم ظهره، إلى أن تبدأ دوامة جديدة من العنف. إن سفك الدماء الذي نشهده اليوم هو ثمن هذا الفشل في تحقيق تقدم ملموس نحو أفق سياسي يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: وبينما تقوم إسرائيل اليوم بتجويع المدنيين في ⁧‫#غزة‬⁩ حرفيا، فإنه لطالما تم تجويع الفلسطينيين لعقود عن الأمل والحرية والمستقبل. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: يتعين على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها، محرومين من حقوقهم المشروعة، وأن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين. 

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: وعلى القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضا، وبشكل نهائي، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدا إذا بنيت على أساس من الظلم.

 

‏جلالة الملك عبدالله الثاني: إن السبيل الوحيد لمستقبل آمن لشعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع، للمسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء، يبدأ بالإيمان بأن حياة كل إنسان متساوية في القيمة، وينتهي بدولتين، ⁧‫#فلسطين‬⁩ وإسرائيل، تتشاركان في الأرض والسلام من النهر إلى البحر.