*حماس وضيفها*
*احمد محمد عبد المجيد علي*
*انه لغزا واحجية، قليل الكلام جميل المعشر ، لا يتكلم، صامتا ابد الدهر، وإن تكلم أوجع وازعج، هكذا قيل عنه، فلا أحد يعرف عنه إلا اسمه،*
*ومن قال انه اسمه؟! فاسمه مجهول، دب الرعب هذا المجهول في جسد الكيان المهلهل اليوم والامس، الكيان الذي بدأ يتمزق، ويترنح ، بفعل السابع من اكتوبر، انه (محمد الضيف) الذي ابتكر وابدع وخطط ونفذ ، قلب تاريخهم الحديث ومزقه برصاص الحرية المنشودة ، وصنع لنا تاريخنا عزيزا ، تَحُفه التضحيات والانتصارات من كل جانب، والنساء الغزيات يطلقن* *الزغاريد احتفاءاً واعتزازاً بإستشهاد ابنائهن ، وترحيبا بعلامات واشارات النصر القادم ، الذي قطّع اشلاء العدو ، وطرز اياماً بأصابعٍ من ذهب، لم يكتبها التاريخ العربي منذ وقت طويل ، أيام وسنوات مضت ، كان ينام ولا ينام ، دائم اليقظة والصحيان، طفولته ليست ككل الأطفال، ولد رجلا، ورفض ان ينام (بالكوفليه)، وتسلق أعمدة الثورة واسلحتها وادبياتها ، مُذ كان شبلا ، فلا أحد كما قلت يعرف عنه شيئا إلا اسمه وكنيته ، وحتى عائلتة مختفية عن الانظار، يأكل ولا ياكل خوفا من مصائد العدو وغدره، لا يبتسم ولا يفرح مثلنا، له افراحه التي صنعها وكونها هو والقدر، فأفراح العظماء ليست ككل* *البشر، فلا يتزوج إلا مرة ، فلا طلاق مسموح، ولا الخلع مقبول، انه زواج ابدي لا تنفصم عراه، من القضية، فانجب المئات ولا يزال ينجب، انه يفرح كل يوم بزفاف ابن، حفظ تراتيل الثورة عن ظهر قلب، ونفد تعاليم الشهادة التي صمها عن ظهر قلب*، *بطلقات مدفع ، وازيز رصاص*
*نَظم الشعراء به* *والأدباء كلمات حب وعشق، وهم لا يعرفون لون عيونه ولا لون بشرته، ولم يرو سواد شعره، وطول قامته الثورية التي طالت جيفارا وكاسترو وعمر المختار وياسين والزهار، ذهب ولم يودع أحدا ، لانه الذهاب العائد، الذي يحمل امنيات الشعب بالتحرير، ويرسم بأسنانه خيوط المعارك، ويرقص على أنغام الرصاص، وصهيل خيول الفتح القادم والتحرير*