اللواء الدويري يثير غضب العمق الإسرائيلي بتحليلاته العسكرية ..والقسام حلل يا دوري
بقلم محمد عيسى الملكاوي
«حلل يا دويرى» صرخة نداء أطلقها أحد رجال المقاومة وهو يطلق قذيفة على منزل يتحصن به بعضاً من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى، فأرداهم بين قتيل وجريح، ليرد، المذيع «الجزيرة» إن «الدويري» سيحلل في الفقرة المقبلة، وقال الرجل «سأحلل»، ليصبح الهتاف عنواناً من عناوين هذا الانتصار.
ولم يكن غريبآ أن يصبح هذا الهتاف «تريندا» بعد ذلك، ليكون الدويري نفسه هو أحد عناوين هذا الانتصار، في معركة تفوقت فيها المقاومة في استعمال السلاح و الكاميرا بكل مهارة ، على عكس الجيش الارهاب الإسرائيلي الذي يستهدف المستشفيات، وينكلون بالاسرى و المرضى، ويضرب النساء والاطفال في غزة .
يظهر الدويري على الشاشة الجزيرة ضيفاً دائماً، ليرفع معنويات الشعوب العربية التي كان يتملّكها الإحباط قبل «طوفان الأقصى»، ويطلّ بثبات أمام الكاميرا متسلّحاً بفهمه للعبة الإعلامية وطلاقة لسانه وخبرته العسكرية في تحليل الصورة والشرح الدقيق والمفصل لتطورات سير المعارك الدائرة فى قطاع غزة كأنه في قلب المعركة.
ويفضح كل أكاذيب وروايات الاحتلال بشأن ما يديعه من التقدم والسيطرة فى المعركة كان اخرها الانجاز العسكري الذي سجلوه بإيجاد حذاء السنوار وصورة عن هوية محمد الضيف ، ويمثل اللواء الدويرى بالنسبة لجمهور العربي والاسلامي أهمية كبيرة ،حيث ان المشاهدين باتوا يترقبون الفقرة التحليلة التي يخرج بها الدويري ويحلل فيدوهات كتائب القسام وسرايا القدس
التى ترصد التفاصيل الميدانية، وما يتحقق من إنجازات، ويطمئن قلوب المشاهدين من قوة وثبات المقاومة ، ويعيد الأمل بأن القادم أفضل .
ومن الجهة الإسرائيلية أصبح الدويري يثير القلق والغضب الإسرائيليي في الايام الاخيرة ،ولوحظ ردود الفعل الإسرائيليين عبر وسائل الاعلام العبرية ومواقع التواصل الاجتماعي والناطقين باسم جيش الاحتلال منهم افخاي اذرعي وتغايرت ردود الفعل اسرائيل ما بين من يهدد باغتياله، ومن يطالب باعتقاله ومن يكيلون له أفظع الشتائم والاستهزاء من تحليلاته خاصة فى ضوء ما يبثه جيش الاحتلال الإسرائيلى من فيديوهات تمثيلية هوليودية من جانب واحد لا تظهر غير جنود الاحتلال يطلقون النار على الهواء والجدران الفارغة ؟!
و يصورها كانتصارات له، ويسوقها امام الجمهور الإسرائيلي على انها هزائم يلحقها بكتائب القسام وفصائل المقاومة ويقوم بتعريتها وكشف حقيقتها اللواء الدويري .
مما اثار غضب الكاتب والمحلل الاسرائيلي ايدي كوهين والذي نشر عبر منصة "X" يو امس : "الدويري النصاب الكذاب من داخل سيارته الفخمة من تحت فندقه بالدوحة بعد أن أخذ يوميته بالكاش يناشد الشعب الفلسطيني بالصمود " محاولآ تشويه صورة اللواء الدويري امام المشاهد العربي لياتيه الرد من انشطاء المختلف الدول مدافعين عن اللواء دويري ساخرين من رده فعل ايلي كوهي نتيجة تحليلات الدويري الذي تضرب العمق الاسرائيلي.
واستمر المحل الاسرائيلي كوهين بنشر الروايات الكاذبه والانتصارات المزعومة لجيشه المهزوم طيلة ايام الحرب وحاول جاهدا كسر عزيمة و تفاؤل الجمهور العربي الكبير الداعم لابطال المقاومة و التشكيك بقيادات حماس وزرع الفتنة بين الشعوب وحكامها في محاولة لتسخين الشارع العربي خلق فوضى الشرق الاوسط.
وعلى الرغم أن النصر الوحيد الذى تمكن جيش الاحتلال من تحقيقه هو المزيد من القتل و ارتكاب المجازر وجرائم حرب و الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين
المدنيين العزل، منذ بدء هذه الحرب الانتقامية على القطاع ، الذي حوله إلى مدينة أشباح ، جراء العمليات الواسعة لتهجير السكان و تيئيسهم من العودة إلى ديارهم مرة أخرى بعد ان تم قصف اكثر من 70 بالمئة من منشات القطاع السكنية والخدمية.
و ما تقوله حكومة الحرب الإسرائيلية علناً عن تحقيق تقدم وانتصارات لتهدئة الداخل الإسرائيلى، ينفيه حديث الغرف المغلقة، الذى يعبر عن مأزقها فى الحرب، فقد برز فى الأيام الماضية الحديث عن جملة عروض قدمّتها إسرائيل عبر الوسطاء إلى «حماس»
تتمحور حول إمكانية الذهاب إلى هدنة لمدة أسبوع أو أكثر، مقابل إطلاق 40 محتجزاً إسرائيلياً، وسط تقاطع التصريحات والمعطيات عند التأكيد على كون حكومة الحرب الإسرائيلية لا تفكر بوقف النار ولا بإنهاء العدوان على غزة.
بل ان أقصى ما يمكن أن توافق عليه هو الاتفاق على هدنة جديدة، لا سيما أن بنيامين نتنياهو جدد رفض أى وقف لإطلاق النار «قبل أن تحقق إسرائيل الأهداف التى وضعتها»، وفى مقدمتها القضاء على «حماس».
بينما ردت عليه الفصائل الفلسطينية بشكل صارم وواضح بإعلان رفضها أى محادثات بشأن تبادل الأسرى
الإسرائيليين «إلا بعد انتهاء العدوان»، ووقف شامل لإطلاق النار، ما يدلل على أنه لا يزال لدى المقاومة الفلسطينية القدرة والإمكانات، التى تؤهلها للاستمرار والصمود.
فلا زالت جميع الجبهات مشتعلة وكتائب القسام تشتبك مع الاحتلال من جميع الجبهات والمحاور ومن بينها جبهة شمال غزة التى تدعى إسرائيل السيطرة عليها مشتعلة، رغم التوغل الإسرائيلى والإعدامات الميدانية التى تنفذها قوات الاحتلال بحق المدنيين العزل، والاعتقال الهمجى وتصوير مشاهد قذرة تظهر تعرية المعتقلين، بعد إجبارهم على خلع ملابسهم لتركيعهم وإذلالهم كنوع من الحرب النفسية على المواطنين.
فى حين تقاتل المقاومة بجسارة غير مسبوقة فى الميدان، وتسقط الكثير من القتلى والجرحى فى صفوف جنود الاحتلال، ما يعطى الاحتلال الدافع والشهوة للانتقام أكثر من المواطنين العزل، فعن أى جيش أخلاقى تتحدث إسرائيل؟! إنه أكثر جيوش العالم انحطاطاً وسقوطاً أخلاقياً على الإطلاق. لقد سقطت السردية الإسرائيلية التى تبثها للعالم كونها ضحية، فى مستنقع إجرامها وسادية جيشها «المرتبك» الذى لا يجيد سوى ثقافة القتل والإبادة
بينما الهدف الرئيسى لنتنياهو من إطالة أمد الحرب، هو لما ينتظر مستقبله السياسي من الانهيار و السجن المحتم ، فالمعضلة الإسرائيلية الأكبر تكمن بالخلافات الداخلية التى ستنجم عن أى وقف لإطلاق النار، نظراً إلى أن الائتلاف الحكومى الحالى لن يكون قادراً عندها على الصمود ، مما ينذر بسقوط حكومة نتنياهو النازية التي جلبت عدم الاستقرار لإسرائيل والمنطقة.