الدويري: إشارات خطيرة من الاحتلال تكشف توجهه لعملية جديدة بشمال غزة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن هناك إشارات خطيرة صادرة عن مسؤولين للاحتلال الإسرائيلي تكشف توجها لإجراء عملية عسكرية جديدة موسعة في شمال قطاع غزة بعد الإعلان عن الانسحاب منه.
وأضاف الدويري -في تحليل عسكري للجزيرة- أن هذه التصريحات الصادرة عن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي ومسؤولين آخرين تتحدث عن أن إسرائيل قد تكون مجبرة على القيام بعملية جديدة، بسبب التخوف من احتمالية إعادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإعادة بناء قدراتها القتالية مرة أخرى.
وتأتي هذه الإشارات -حسب الدويري- عقب استمرار إطلاق المقاومة الفلسطينية الصواريخ من المنطقة الشمالية، رغم إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بشكل رسمي انتهاء العملية البرية في الشمال، مما يؤكد عدم انسجام حديثه مع الواقع على الأرض.
وكان هاليفي قد صرح مؤخرا بأن هناك تآكلا للإنجازات المحققة في الحرب، مضيفا "من الممكن أن نضطر لأن ننشط مجددا في المناطق التي أنهينا فيها الحرب"، في حين اعتبر الوزير في المجلس الوزاري الأمني المصغر جدعون ساعَر أن سحب قوات من غزة كان قرارا خاطئا.
وكانت كتائب القسام -الجناح المسلح لحركة حماس- أعلنت إطلاق دفعة صاروخية من شمال قطاع غزة باتجاه مستوطنات بغلاف غزة والنقب الغربي، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن نحو 50 صاروخا أطلقت ضمن دفعة الصواريخ الأخيرة التي استهدفت نتيفوت ومستوطنات أخرى حولها.
وأشار الدويري -في تحليله العسكري- إلى أن عمليات إطلاق الصواريخ لم تتوقف في الشمال، لكن المختلف هذه المرة إطلاقها من بيت حانون، وهي المنطقة التي شهدت الدخول البري في مراحله الأولى، وجرت فيها معارك كبيرة، وتم الإعلان عن القضاء على مقدرات وقدرات حماس فيها.
وأوضح الدويري أن الإشارات التي تفهم من حديث المسؤولين الإسرائيليين لا تتحدث عن عمليات محددة ومؤطرة أو غارات ضد أهداف معينة، وإنما تتحدث عن أفكار لإجراء عملية جديدة موسعة في القاطع الشمالي.
وبشأن عودة الحديث عن ضرورة احتلال محور فيلادلفيا، يرى الدويري أن في ذلك إشارة كذلك لمحاولة الاحتلال الإسرائيلي تفعيل مساعي التهجير الكامل والممنهج للنازحين الموجودين في الجنوب، والذي فشل في تحقيقه خلال الأيام الماضية.