مصدر مصري ينفي وجود أي ترتيبات أمنية بشأن محور فيلادلفيا
نفى مصدر أمني مصري رفيع المستوى، الخميس، التوصل لاتفاق مع إسرائيل بشأن محور فيلادلفيا، عقب تقارير إسرائيلية عن تفاهمات بين القاهرة وتل أبيب حول ترتيبات أمنية تتعلق بالمنطقة التي تسعى سلطات الاحتلال للسيطرة العملياتية عليها بزعم أنها تشكل "ثغرة حدودية" تستغلها حركة حماس لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة المحاصر.
جاء ذلك بحسب ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة المقربة من أوساط المخابرات المصرية، عن مصدر أمني رفيع المستوى (لم تسمه). ونقلت القناة عن المصدر ذاته، "نفيا لما تم تداوله حول اقتراب التوصل مع إسرائيل لاتفاق حول رفح ومحور صلاح الدين/ فيلادلفيا، أو تركيب أي وسائل تكنولوجية بالمحور".
كما نفى المصدر نفسه "وجود أي ترتيبات أمنية جديدة بشأن ذلك المحور". وفي وقت سابق، الخميس، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن تل أبيب والقاهرة "تقتربان من التوصل لتفاهمات بشأن مدينة رفح ومحور فيلادلفيا، على الحدود بين قطاع غزة ومصر، بعد حوار متواصل بين الطرفين على المستويات الأمنية".
في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") عن مصدر مصري (لم تسمه) أن القاهرة تلقت "وعودا شفهية صريحة من إسرائيل أن العملية (الإسرائيلية) المتوقعة في محور فيلادلفيا لن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى هجرة الغزيين إلى الأراضي المصرية".
وبحسب المصدر المصري الذي تحدث لـ"كان 11"، فإن التوترات بين القاهرة وتل أبيب حول محور فيلادلفيا "ليست بالضرورة بسبب العملية (العسكرية) التي تعتزم إسرائيل تنفيذها على الجانب الفلسطيني من الحدود، ولكن بسبب احتمال أن يؤدي هذا الإجراء إلى نزوح جماعي لسكان غزة إلى شبه جزيرة سيناء"
وأضافت "كان 11" أن القيادة المصرية تنظر بعين الشك إلى نوايا الحكومة الحالية في إسرائيل في ما يتعلق بتشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة إلى مصر، الأمر الذي تعتبره القاهرة خطا أحمر وتهديدا للأمن القومي المصري، وبالتالي فإن القاهرة "لا تكتفي بالوعود اللفظية وتريد المزيد من الضمانات" بعدم دفع الفلسطينيين للهجرة للجانب المصري.
ويوم الإثنين الماضي، زار رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، القاهرة، وأجرى مباحثات مع رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، "على خلفية التوترات بين الجانبين حول إمكانية تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية تستهدف المنطقة الحدودية بين غزة ومصر (محور فيلادلفيا - صلاح الدين)".
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نزح مئات آلاف الفلسطينيين من شمال ووسط قطاع غزة إلى جنوبه عقب تدمير آلاف المنازل لتصبح مدينة رفح القريبة من الحدود المصرية، الأكثر اكتظاظا بالنازحين. وسط تقديرات بتواجد نحو مليون نازح فلسطيني في المنطقة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أن التفاهمات بشأن منطقة رفح ومحور فيلادلفيا تشمل إخلاء النازحين من رفح، ونقلهم إلى منطقة أخرى في قطاع غزة، مقابل "تأثير معين" لإسرائيل في محور فيلادلفيا، وشددت الإذاعة على إن إسرائيل تعتبر أن اتفاقا مع مصر حول محور فيلادلفيا "قضية حساسة".
وبحسب الإذاعة، فإن إسرائيل ليست معنية بالعمل من دون "التنسيق الهام" مع الجانب المصري. وفي ما يتعلق بمحور فيلادلفيا، قالت إنه سيكون لإسرائيل "تأثير معين" على ما يجري على طول المحور، من دون تواجد قوات إسرائيلية في المنطقة، وإنما قد يكون ذلك من خلال وسائل تكنولوجية يتم نصبها على طول المحور.
وأضافت الإذاعة أن إسرائيل تعهدت لمصر بأنها "لن تعمل (عسكريا) في منطقة رفح، قبل أن تسمح للسكان (النازحون) المتواجدين هناك بالخروج من هذه المنطقة، وذلك من أجل خفض مخاطر نزوح موجات لاجئين فلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية، وهو التخوف المركزي لدى مصر".
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن دولة خليجية ستمول إقامة جدار تحت الأرض في هذه المنطقة ضد أنفاق تمتد من قطاع غزة إلى مصر. وعبرت هذه الدولة الخليجية، التي يُمنع ذكر اسمها، عن موافقتها على تمويل إقامة هذا العائق، شريطة أن يتم ذلك بموجب تفاهمات مع الجانب المصري.
وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن زيارة بار للقاهرة أجريت على وقع التوتر اللافت في العلاقات بين مصر وإسرائيل على خلفية تصريحات لمسؤولين
إسرائيليين تؤكد عزم تل أبيب تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة الحدودية المصرية مع قطاع غزة، حيث يتواجد أكثر من مليون نازح فلسطيني، والسيطرة على محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر بشدة.
وأوضح المسؤولان أن المباحثات التي عقدها رئيس الشاباك مع رئيس المخابرات المصرية، تركزت حول "الوضع على محور فيلادلفيا، خصوصا على الجانب الفلسطيني من الحدود بين قطاع غزة ومصر، وكيف يمكن لتل أبيب والقاهرة التعاون لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة الأمر الذي يسمح لحماس بإعادة التسلح"، وفقا للمزاعم الإسرائيلية.