الأردنيون يُقبِلون على شهر رمضان وفي قلوبهم “غصة غزة”
رغد أبو سعيفان
برغم الغصة التي تعصر قلبها من مشاهد الدمار والقتل في غزة إلا أن (أم يوسف ربة بيت) من سكان العاصمة عمان تجولت في أسواق جبل الحسين لشراء حاجيات شهر رمضان “فانوس وهلال” لتزين مدخل بيتها.
عادة الشعب الأردني في كل عام، يستقبلون شهر رمضان الفضيل بطقوس خاصة، حيث تنتشر مظاهر الاحتفال وتتزين الشوارع والمحال التجارية والمنازل فتضاء الواجهات والشبابيك بالفوانيس الرمضانية والألوان الزاهية وتنتشر الأناشيد.
ومن هذه التقاليد الجميلة التي تعبر عن الفرحة بشهر الخير و العبادة ، فشهر رمضان المبارك يدخل البهجة والسرور إلى قلوب الناس بصفته شهر الرحمة والمغفرة ، ويتسابق الأردنيون إلى فعل الخير والمبادرات الإنسانية في هذا الشهر.
أبو صالح تاجر مواد زينة في وسط البلد ينتظر كل عام شهر رمضان كي ترتفع مبيعاته، يقول في هذا العام الأمور مختلفة تماما عن الأعوام السابقة جميعها التي مرت على شعبنا لاستقبال شهر رمضان المبارك ، فتبعا لظروف الحرب القائمة على أهلنا في قطاع غزة اختلفت مظاهر استقبال شهر الصيام فلم نرَ أن ذلك الاستعداد لاستقبال هذا الشهر كالعادة كل عام، بل نسمع من الناس المتجولين في الشوارع كلمات التضامن ووقوفهم بشكل متميز إلى جانب إخوانهم في القطاع.
ويرى بعضهم أنه لا يحق لنا إظهار الفرح في الشوارع الأردنية أو بمنازلنا وهناك إخوان لنا صائمون ولم يفطروا منذ 155 يوما ، فاكتفى بعضهم بتجهيز المؤن الأساسية اللازمة للفطور، كما أقبلوا على تنظيم حملات لجمع التبرعات والمساعدات الإنسانية لدعم الأسر المتضررة في الحرب، حيث شهدنا جهود المملكة الأردنية المستمرة في الإنزالات الجوية لدعم صمود أهلنا في قطاع غزة .
سحر (موظفة في مؤسسة تعاونية) تقول: “إن تأثر الشارع الأردني والمحال التجارية قبيل شهر رمضان لهذا العام بشكل واضح حيث التحديات عديدة بسبب العدوان الصهيوني المستمر على القطاع ، منها النفسانية والاجتماعية على المواطنين ، كما تواجه المحال التجارية والأسواق في الأردن تحديات اقتصادية نتيجة الحرب، مثل الارتفاع في الأسعار وتأثر حركة التجارة .
أبو صبري (بائع بسطة) لخص الحال بجملة قاتلة قرأها في الفيس بوك تقول: “هذا ليس أسوأ رمضان يمر على الأمة، بل هذه أسوأ أمه يمر عليها شهر رمضان”.