أبو عبيدة يعلن بدء حرب الإستنزاف ويؤكد وحدة الساحات !!!


أنباء الوطن -

 

د. بسام روبين يكتب...

 

إنتهت القمة العربية دون أي قرار منشود منها وتخللها كلمة فارغة ألقت بتضحيات الشعب الفلسطيني فكانت حصيلة ذلك استمرار قتل الأطفال والنساء وتجويع الأبرياء في تحد سافر لم يعير شأنا يذكر لهذه القمة فجاء خطاب أبو عبيدة مبشرا بمرحلة جديدة من الإنتصارات بعد أن نجحت المقاومة الفلسطينية في تعرية الكيان المحتل وإظهاره أمام العالم بأنه يرفض السلام ويصر على إحتلال رفح وإعادة إحتلال غزة بتطبيق سياسة الأرض المحروقة الأمر الذي حول إسرائيل إلى دولة منبوذة عالميا بالرغم من الدعم اللاأخلاقي والغير قانوني من أمريكا لهذا الكيان. 

وتعتبر هذه المرحلة الجديدة في إعلان أبو عبيدة من المفاهيم الإستراتيجية الهامة في الحروب والتي إنهزمت بموجبها دول عظمى في أكثر من بقعة بعد تكبدها خسائر فادحة، لذلك نرى حرب الإستنزاف قد بدأت فعليا على الأرض قبل ثلاثة أيام وهي لحظة إشتداد الهجمات الفلسطينية بعد ثبوت رفض إسرائيل لخيار المصالحة ووقف إطلاق النار ظنا منها أن المقاومة الفلسطينية قد ضعفت فجاء الرد غير متأخر حيث سبقت البنادق كلمات أبو عبيدة، وما يميز هذا الإستنزاف أنه متعدد الجبهات حيث أكد أبو عبيدة ضمنيا وحدة ساحات محور المقاومة عندما أثنى على مقاومة حزب الله والمقاومة اليمنية والمقاومة العراقية، مما يعني أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيدا ملموسا في الإستنزاف يؤكد مفهوم وحدة الساحات الذي بدى خافتا لفترة من الفترات، وربما كان ذلك لأسباب إستراتيجية متفق عليها بين قادة محور المقاومة ومن المتوقع أن يتكبد العدو الصهيوني خسائر عسكرية وإقتصادية وبشرية هائلة تستنزف قدراته وقدرات الجهات الداعمة له، لذلك قد تلتقط أمريكا وهي الطرف الأكثر خسارة في هذه الحرب إعلان أبو عبيدة عن حرب الإستنزاف كونها تعلم سراديب هذه الحرب وعانت منها كثيرا وكانت آخر هزيمة نكراء لها في أفغانستان فربما تلجأ لنوع جديد من الضغوط على إسرائيل حفاظا منها على مصالحها وعلى بقاء إسرائيل وقد نشهد تحركات دبلوماسية بمعنى وبغير معنى وباتجاهات مختلفة يصيب منها ما يصيب لإخماد هذه الجرائم التي أشعلها وجود الإحتلال الإسرائيلي وبقائه محتلا للأرض العربية وللمسجد الأقصى. 

ونتمنى كعرب أن نشهد تطورا ونضوجا في الموقف العربي يرفض تقديم جوائز ترضيه لإسرائيل فلم تعد الساحة العربية قادرة على إستيعاب مزيدا من الذل والإنبطاح أمام أمريكا وإسرائيل فما بعد طوفان الأقصى لن يكون كما قبله. 

 

العميد المتقاعد

الدكتور بسام روبين