هل تلتحق بريطانيا وألمانيا وفرنسا بقوافل الأحرار؟
د. بسام روبين
لا شك بأن الشغل الشاغل للعالم الآن هو القضية الفلسطينية والفضل في ذلك يعود لطوفان الأقصى ولتضحيات وصمود المقاومة الفلسطينية والحاضنة الشعبية لها، وبالرغم من ذلك نجد إسرائيل ترفض علانية أي حديث عن إقامة الدولة الفلسطينية مع أنها وقعت في أوسلو مع منظمة التحرير على إتفاق كان من المفترض أن يفضي لدولة فلسطينية وبكفالة أمريكا الدولة المنحازة والداعمة لإسرائيل المتطرفة، ولقتل الأطفال والنساء سياسيا وعسكريا لا بل تستخدم الفيتو ضد مشروع أممي للإعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يؤكد على أن أمريكا هي المعيق لإقامة الدولة وأن مشروعها الوحيد في المنطقة هو تمكين إسرائيل وفرض علاقات لها مع بعض الدول المتعطشة لإستيراد الأمن المزعوم من إسرائيل وأمريكا بينما حقيقة ما تحصل عليه يشكل لهذه الدول مزيدا من الإرهاب والمتاعب والجباية، ولكن طوفان الأقصى أحدث تغييرات إستراتيجية لدى الفكر الغربي فانطلقت قافلة الأحرار الأولى والتي تضم إسبانيا وإيرلندا والنرويج كأول إعتراف غربي بالدولة الفلسطينية وخروج هذه الدول من الصندوق الأسود المهيمن عليه أمريكيا، وهذا يؤكد أن نوعية الشعوب في هذه الدول الثلاثة أقرب إلى النخب الخلاقة صاحبة القيم والمبادئ، فالوصول المتأخر أفضل من عدم الوصول، وهذا يضع باقي الدول الغربية في حرج كبير أمام شعوبها الحرة ويؤكد على أن نشاط وتأثير الجاليات العربية والإسلامية في كل من بريطانيا وألمانيا و فرنسا أقل من المستوى المطلوب المؤثر لإحداث تغيير جوهري داخل حكومات هذه الدول للإنقلاب على الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
ونتمنى على الجاليات العربية والإسلامية وعلى أحرار العالم تكثيف الجهود لإقناع حكومات هذه الدول الإنضمام إلى قوافل الأحرار بإعلانها الإعتراف بالدولة الفلسطينية، وأعتقد أن من واجب الحكومات العربية إستخدام العصا والجزرة في هذه المرحلة بحيث تقدم كل دولة عربية ما تمتلك من جزر من خلال خارجياتها للدول التي تنضم لهذه القافلة أما الدول العنيدة والجالسة تحت الهيمنة الأمريكية والصهيونية فيجب أن ترى من الدول العربية والإسلامية العين الحمراء علها تستيقظ، وترى أن مصالحها تكمن مع الدول العربية والإسلامية وليس مع ذلك الكيان المنبوذ الذي يقتل الأطفال والنساء ويجوع البشر ويتمرد على القانون الدولي بدعم من أمريكا راعية هذا الإرهاب وهذا التمرد.