دولة الرئيس "يكبس" على دائرة الاراضي ويكشف الحقائق ميدانياً
في خطوة مفاجئة ولكنها متوقعة وتحديداً قبل ايام قليلة من الآن ودون سابق انذار وبعد ورود الكثير من حالات الاستياء والتذمر، قام رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان بزيارة ميدانية إلى دائرة الأراضي والمساحة، للتحقق من صحة الشكاوى التي تقدم بها المواطنون والمكاتب العقارية بشأن "البيع الإلكتروني" والذي تغنى به مدير عام دائرة الأراضي مؤخراً.
الزيارة التي سبقها إرسال وزبر الدولة لتطوير القطاع العام خير أبو صعاليك ووزير الاستثمار مثنى الغرايبة إلى إحدى مديريات أراضي عمان، كشفت عن واقع مغاير تماماً لما تم الإعلان عنه بشأن التحول الرقمي في عمليات البيع والشراء.
نظام "البيع الإلكتروني" والذي رافقه تهليل وتطبيل من قبل ادارة دائرة الأراضي، تبين خلال الجولة التفتيشية أن العملية لا تزال تتطلب حضور البائع والمشتري شخصياً إلى مديرية التسجيل مع كافة الأوراق اللازمة، ولوحظ أن هذا الإجراء يعطل المعاملات ويثير تساؤلات حول جدوى النظام الإلكتروني المزعوم، حيث يتم تقديم الطلبات إلكترونياً، لكن أي خطأ في التقديم يؤدي إلى رفض الطلب وتأخير المعاملة لعدة أيام، ما يضطر المواطنين إلى مراجعة الدائرة بشكل متكرر للاستفسار عن طلباتهم.
كما تم اكتشاف عدة مشكلات فنية في النظام الإلكتروني، حيث يفصل النظام أحياناً بسبب خلل في الشبكات، مما يؤخر معالجة الطلبات.
كما تم استعراض آلية التوقيع على عقود البيع، والتي تتطلب حضور الأطراف المعنية شخصيا، بما في ذلك إدراج أسماء المشترين في السجلات الورقية والإلكترونية، وهذا الأمر يثير التساؤلات حول حقيقة "البيع الإلكتروني"، الذي يبدو أنه مجرد وسيلة لتقديم الطلبات لا أكثر.
وبرزت مخاوف أخرى أيضاً بناءً على ما سبق، تتعلق بامكانية استغلال المواطنين، خاصةً الذين لا يستطيعون القراءة أو الكتابة، حيث يعتمد البعض على الوسطاء لتقديم الطلبات، ما يفتح الباب أمام استغلالهم مالياً، مما سيثير سخط المواطنين، الذين يعانون من بطء الإجراءات
وتعقيدها.
وفيما يتعلق بباقي المعاملات الهامة، مثل انتقال الملكية، البيع المثقل بالرهن، الإفراز بأنواعه، معاملات الرهن، وبيع المحاكم، أظهرت الزيارة أن هذه العمليات لا تزال تعتمد بشكل كبير على الإجراءات التقليدية، مما يجعل "البيع الإلكتروني" غير مكتمل وغير كافٍ لتحسين تجربة المستخدمين.
زيارة رئيس الوزراء جاءت كجرس إنذار للإدارة العامة لدائرة الأراضي، مؤكدة على ضرورة معالجة هذه الاختلالات بشكل فوري لضمان تحسين الأداء وتسهيل حياة المواطنين.
حكومة الميدان ورئيسها النشط في هذه الزاوية وبناءً على حجم هذه المعلومات او البيانات التي يملكها قام بهذه الزيارة وشاهد بأم عينه ويبدو أنه خرج بقناعة ستترجم الى اجراءات وتوصيات وقرارات في مصلحة الجميع... فالننتظر نتائج زيارة لعلها تحمل بشرى خير، وبدون ذلك تصبح مجرد زيارة لأخذ اللقطة والتقاط الصور.