جعفر حسان بين نارين !!!
د . بسام روبين يكتب ...
لا شك أننا إستقبلنا تكليف الدكتور جعفر حسان برئاسة الحكومة متأثرين بفيض من كلمات إستهدفت تشويه خبرات وتاريخ هذا الرجل وقدرته على ادارة المرحلة الصعبة الحالية التي ورثها بعيوبها عن حكومات عجزت أمام عظمة الاردنيين ،فتمكنت بعض هذه الكتابات من التأثير السلبي على بعض العقول فنحن عادة ما نتسرع في إصدار أحكامنا بدون تيقن ولكنني وللأمانة الوطنية سأكشف لحضراتكم ما أرى من حقائق متوقعة عما يخطط له الدكتور جعفر حسان وما هي بوصلة أجندته التي يحملها علما بأن هذا الرئيس أحدث تطويرا غير مسبوق في عمل مكتب جلالة الملك عندما تولى مسؤلياته فأعاد هيكلته إلى فرق متخصصة تسيطر على قطاعات الدولة المختلفة بطريقة غير مسبوقة وأصبح جعفر حسان حلقة الوصل بين هذه المواقع وجلالة الملك مما يسهل مهمته الحالية حيث حمل جميع هذه الملاحظات التي كان يخزنها بإجنداته الوطنية ووضعها موضع التنفيذ الحقيقي في زمن قصير ،وبطريقة لم يعتاد عليها الوزراء التقليديون المكررون مما قد يضع هذا الرئيس في مرمى نيران قوى الشد العكسي ،فتصبح خطط رئيس الوزراء بين نارين الأولى نار الإنجاز وبجدول أعمال يعج بالمشاكل والهموم ويهدف لإصلاحها ومعالجتها حتى يشعر المواطن بظلها وثمرها والنار الثانية وهي الأخطر وتحتاج تكاتف الجميع لمواجهتها ويتركز نفوذها في قوى عميقة متجذرة في زقاق يجلس فيها متنفذين مرتكزين على إعتلالات متراكمة تخدم مصالحهم وتسهل مهمتهم ،مما سيفرض على رئيس الحكومة خيار الدخول في مواجهه مع هذه الفئة الضالة وداعميها من المنافقين وسفهاء الإعلام.
وأعتقد أن الرئيس مؤهل ومحصن ومدعوم لخوض مواجهه مع هؤلاء وتطهير المجتمع من سمومهم ،وسيكتب له النجاح في مهمته بإذن الله ،فهو يحظى بدعم مفتوح من جلالة الملك ولديه القدرة والرغبة لإنجاز المهام التي كلفه بها جلالته وينبغي على النخب السياسية والحزبية والنيابية أن تتفهم جذور المواجهة القادمة والإصطفاف لجانب الحكومة في مواجهتها المحتملة مع الطابور الخامس الذي أجهز على مقدرات الوطن وإخراس وإخماد أي صوت نشاز ينطلق من هنا وهناك من شأنه إعاقة مسيرة التطوير والتحديث فلم يعد لدينا مزيدا من الفرص ولا الوقت لإمتصاص فساد وأخطاء هذه المجموعات الخارجة عن إجماعنا الوطني ،فربما يشكل إصطفافنا مع حكومة يترأسها شخص جعفر حسان حائز على الدعم ولديه رغبة في إحداث إصلاحات وقفز من عنق الزجاجة قد يحدث فرقا لصالح أجندتنا الوطنية متمنيا على الأردنيين الشرفاء أن يعوا خطورة المرحلة القادمة ،فهنالك عدو غاشم يتربص بنا وبأمتنا وينبغي علينا الإلتفات لجبهتنا الداخلية بعيدا عن المشاحنات والمناكفات والمزايدات وإغلاق الطريق على الأبواق المسمومة التي تسعى لتحقيق مكاسب شخصية على حساب شرائح المجتمع الأخرى فأمن الوطن ليس مناطا بالجيش والأجهزة الأمنية إنما هي مسؤولية كل مواطن أردني حر وشريف يهمه أستقرار وسلامة الوطن .
العميد المتقاعد
الدكتور بسام روبين