ما بين الإرهاب والسقوط.. بيان الأسد الأخير
زيدون الحديد
في البيان الأخير الذي أصدره بشار الأسد من موسكو، والذي كان منشورًا على صفحة الرئاسة السورية السابقة على وسائل التواصل الاجتماعي، يقدم الأسد سردًا غير تقليدي للأحداث التي أدت إلى سقوط نظامه، فهذا البيان يتسم بالكثير من الدلالات السياسية والنفسية التي تحتاج إلى تفصيل لفهم السياق الذي يعيشه الأسد في مرحلة ما بعد سقوط حكمه.
الأسد تحدث عن نفسه كمشروع «وطني»، نافياً عن نفسه أي سعي للمناصب أو السلطة الشخصية، وهذه النقطة تعكس محاولة الأسد إعادة تشكيل صورته في أذهان السوريين والعالم، حيث يقدم نفسه على أنه كان يعمل من أجل «مصلحة وطنية» بدلاً من السعي إلى تعزيز سلطته الشخصية، ولكن هذا التفسير يتناقض مع الصورة التي رسمتها الأحداث، حيث تركز معظم التقارير والانتقادات على تورطه في أعمال قمعية ضد الشعب السوري، ونظامه الذي كان يعتمد على العنف والقمع لتحقيق استمراريته في الحكم.
الانقسام والصراع؟
أما في ختام البيان، قدم الأسد سردًا يصف فيه «سقوط الدولة بيد الإرهاب» وأكد أن بقوله إن «المنصب أصبح فارغًا لا معنى له»، مشيرًا إلى انهيار النظام وعدم قدرته على تقديم أي شيء للشعب السوري، وهذه العبارة قد تكون إشارة إلى الاعتراف غير المباشر بفشل نظامه في تحقيق الاستقرار والأمان في سورية، وتحميل المسؤولية بشكل غير مباشر للمسلحين أو «الإرهابيين» بوجهة نظره، وهي إعادة الخطاب الذي كان يتبناه الأسد طوال فترة النزاع.