لماذا لا يتم تجريم تجار الموت لإيقاف العبث بحياة المستهلك في الأردن؟؟؟ 


أنباء الوطن -

د. بسام روبين يكتب…. 

 

 

 

يستيقظ المستهلك الأردني على تحديات معيشيه مختلفه ، بدءا من الغلاء الغير منضبط وخصوصا في شهر رمضان المبارك ، وإنتهاءا بالغذاء الفاسد الذي يعتبر جريمة تهدد صحة المواطن ،مما يضعف القوة الشرائية للفرد ويعرض حياته للخطر والموت أحيانا ،فهنالك بعض التجار الجشعين الباحثين عن الثراء السريع لا يتوانون عن بيع الأسماك واللحوم والدواجن والأغذية الفاسدة ، مما قد يتسبب في كارثة إنسانية قد ترهق القطاع الصحي وتزيد الأعباء الصحية والإقتصادية على المواطنين ، وهذا يشير ربما إلى ضعف بعض الأجهزة الرقابية في تأدية واجبها الوظيفي بالشكل المطلوب حيال هذا النوع من الجرائم الإقتصادية التي تهدد الأمن الغذائي والأمن الصحي للمواطن ، فالمواطن هو أغلى ما نملك ،وليس ذلك التاجر الجشع الذي يسعى لتهديد الأمن القومي لإشباع رغباته وجشعه لإنعدام الدين والأخلاق في قاموسه الإنساني ، مما يطرح سؤالا كبيرا في هذا السياق ، لماذا نلحظ نوعا من التراخي أحيانا في ردع هؤلاء الحيتان؟ ولماذا لا ينصب غضبنا عليهم كما نفعل مع بعض صغار التجار من الشرفاء الباحثين عن الرزق الحلال ببسطة متواضعة أو بعربة ؟ أم أننا لا نقوى على مواجهة بعض كبار المتنفذين الفاسدين ، فنتراخى أمامهم في إنفاذ القانون ،فالقوانين لدينا عادلة وقادرة على معالجة كافة الجوانب إذا أحسن إستخدامها ،حينها قد تنقطع هذه الأنواع من الجرائم الإنسانية إلى الأبد ، وينعم المواطن بالأمن الغذائي الموثوق.

ولكننا ما زلنا لا نقوى أحيانا حتى من إظهار أسماء من يعبثون بأمننا الصحي وأمننا الغذائي من المتنفذين ،مما قد يقودهم للتمادي ويدفع بهذه الجرائم نحو التكرار ، ففئة الحيتان هذه من تجار الموت قد تشعر بالأمان في بعض الأوقات ، وقد حان الوقت لإقفال هذا الملف بصورة وطنية مشرفة تتناغم مع حالة التحديث الشامل التي إنتهجناها ، ويجب على كل مسؤول توسوس له نفسه الإنخراط في هذه الجرائم ان يعلم حجم العقوبه التي ستقع عليه إذا قرر الإنحراط بأي نوع من التهاون حيال هذه الفئات الخارجة عن القانون ،وينبغي أن يعاقب بأغلظ العقوبات وإجازة التشهير به في الصحف وعبر الشاشات ،حتى نغلق هذا الملف القذر ، وبغير ذلك سنبقى نعيش في دوامة المتنفذين وتجار الموت الجشعين لأجل غير مسمى لا قدر الله.

حفظ الله الأردن من شر المتنفذين الفاسدين وتجار الموت المجرمين .

 

العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين