جلمود "عجق" البلد والمواطنون يشكون من حرارة الازدحام!!

في مشهد يليق بفيلم كوميدي، استفاق الأردنيون على شوارع مغلقة وزحام خانق، ليس لأن ثلوجاً سقطت كما قال المتنبئون الجويون، بل بسبب "جلمود"، العاصفة التي قررت فجأة أن تلتقط لنفسها قيلولة في الغيوم، تاركةً الجميع في مشهد من الفوضى وبينما كانت "جلمود" تضع خططها في السماء، قررت الحكومة، القطاع الخاص، المدارس، والجامعات أن يوحدوا جهودهم في تأخير الدوام إلى العاشرة صباحًا.
المواطن دخل الليل وهو يحلم بشوارع بيضاء، أطفال يلهون في الثلج، وإجازة مفاجئة تعيده إلى الحياة لكن الصدمة الكبرى كانت حين استفاق في صباح اليوم التالي ليجد الشمس تبتسم له بسخرية، والأجواء تشبه أكثر الربيع من الشتاء ومع ذلك، قرر الجميع الخروج في نفس الوقت، وكأنهم جميعًا في سباق ماراثوني لم يعرفوا موعد انطلاقه.
ونتيجة لظاهرة العاصفة الغامضة، أصبحت الشوارع ساحة حرب مرورية، حيث تجمعت السيارات على الطرقات، فأصبحت الطرق مغلقة، الزحام لا يُحتمل، والأعصاب على وشك الانفجار وبينما النشرة الجوية استمرت في الحديث عن "احتمالية تساقط زخات من الثلج"، البعض اقترح محاكمة المتنبئين الجويين بتهمة "الإضرار بالسلامة العامة"، وآخرون طالبوا بتكريمهم على إبداعهم في إضفاء الجمال على الحياة الخالية من الثلج.
في النهاية، أثبتت "جلمود" أن الفوضى لا تحتاج إلى عاصفة حقيقية، ولا ثلوج تراكمية، بل يكفي فقط أن تعلن الأرصاد عن "احتمال" شيء ما، وتقرر الحكومة تأخير الدوام، ليتحول الأردن إلى ساحة اختبار حقيقية لصبر المواطنين وقوة أعصابهم.