الصحة" تطلق نتائج المسح الوطني حول انتشار استخدام التبغ

عمر الدهامشة- أطلقت في وزارة الصحة، اليوم الثلاثاء، نتائج المسح الوطني حول انتشار استخدام التبغ بين البالغين في الأردن، شملت الفئة العمرية من 15 سنة فما فوق.
وكشفت النتائج عن معدلات مرتفعة ومقلقة تشير إلى تفشي هذه الظاهرة في المجتمع الأردني.
ونُفذ المسح تطبيقا للاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ والتدخين أشكاله كافة التي جاءت بتوجيهات ملكية للوقاية من أضرار التدخين والحفاظ على الصحة العامة.
وأجرت وزارة الصحة المسح بدعم من الاتحاد الأوروبي من خلال مكتب التعاون الإسباني (برنامج رعاية)، وبالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية.
وأكد وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، أن نتائج الدراسة مقلقة، حيث أظهرت أن كل فرد من بين اثنين يستخدم التبغ في الأردن، مستعرضًا العلاقة بين استخدام التبغ وزيادة معدلات الإصابة بالسرطان التي بلغت 40 بالمئة، إضافة إلى المخاطر الكبيرة التي تواجه النساء وجميع أفراد المجتمع.
ودعا الهواري الآباء والأمهات وجميع المؤسسات إلى التحذير من مخاطر التبغ وأنواع التدخين المختلفة.
من جهته، وصف وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني نتائج الدراسة بأنها "أمر خطير ومحرج وصادم"، مشيرًا إلى أنه رغم المستوى الثقافي والتعليمي المرتفع لدى الأردنيين، إلا أن نسب التدخين لا تزال مرتفعة، ما يستدعي تكاتف الجهود لمحاربتها.
ودعا المومني المؤسسات الإعلامية والصحفيين إلى تعزيز الوعي حول مخاطر التدخين وأضراره على صحة الأفراد والمجتمع.
بدوره، قال وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، إن هناك إجراءات مطبقة في المدارس للتوعية حول مخاطر التدخين، بدءًا من الإذاعة المدرسية والمرشدين التربويين، مشيرًا إلى وجود إجراءات لمنع التدخين في الجامعات وبيع التبغ فيها.
إلى ذلك، شدد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة على أهمية الحفاظ على الصحة العامة التزاما بالشريعة الإسلامية التي تسعى لحفظ حياة الإنسان، داعيًا إلى تغيير العادات والسلوكيات لدى المواطنين وترك التدخين، الذي يعتبر محرما شرعا.
كما استعرض مدير التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور غيث عويس، بحضور مندوب عن سفير الاتحاد الأوروبي، ومندوب عن السفير الإسباني، نتائج المسح التي أظهرت أن نسبة انتشار التدخين بكافة أشكاله في الأردن بلغت 51.6 بالمئة، وأظهرت النتائج أن 53 بالمئة من الأردنيين مدخنين، بينما سجلت نسبة 49 بالمئة لغير الأردنيين، حيث بلغت نسبة التدخين بين الذكور 71.2 بالمئة مقابل 28.8 بالمئة بين الإناث، وهي من أعلى النسب عالميا.
كما سجل المسح معدلات تدخين مرتفعة بين الشباب، حيث بلغت 59 بالمئة في الفئة العمرية 25-34، و50 بالمئة في الفئة العمرية 18-24، و31 بالمئة في الفئة العمرية 15-17.
وفيما يتعلق بالمرحلة العمرية عند بدء تدخين التبغ، أظهرت النتائج ان 83 بالمئة بدأوا التدخين في سن أقل من 24 عاما، وأن 43 بالمئة من الأردنيين يدخنون التبغ بشكل يومي بمعدل 22 سيجارة يومياً.
أما بالنسبة للسجائر العادية (المصنعة)، فقد أظهرت الدراسة أن 35.3 بالمئة من المدخنين يستخدمون السجائر المصنعة حالياً، 86 بالمئة منهم من الذكور و14 بالمئة من الإناث.
وسجلت نسبة انتشار تدخين السجائر المصنعة بين الذكور 30.3 بالمئة، وبين الإناث 5 بالمئة.
وفيما يتعلق بالأرجيلة، فقد أوضحت النتائج أن 14 بالمئة من المشاركين يدخنون الأرجيلة حالياً، منهم 46 بالمئة من الذكور و54 بالمئة من الإناث.
وفيما يخص منتجات التبغ الأخرى، تبين أن 4.1 بالمئة من المشاركين يدخنون التبغ المسخن حالياً، منهم 82.6 بالمئة من الذكور، بينما سجّلت السجائر الإلكترونية نسبة 7.2 بالمئة من المدخنين، منهم 79.3 بالمئة من الذكور.
كما أظهرت نتائج المسح أيضا أن 78 بالمئة من المستجيبين يعتقدون أن جميع منتجات التبغ مضرة بنفس القدر، بينما اعتقد 20 بالمئة أن بعض الأنواع أقل ضرراً.
وعلى صعيد الإقلاع عن التدخين، أشار 37 بالمئة من المدخنين إلى محاولتهم الإقلاع عن التدخين خلال الـ12 شهراً الماضية، بينما عبّر 60 بالمئة عن رغبتهم في الإقلاع لأسباب تتعلق بالقلق على الصحة الشخصية والرغبة في أن يكونوا قدوة لأطفالهم.
وحول نسب الضرائب على منتجات التبغ، فقد أيد 75 بالمئة من غير المدخنين زيادة الضريبة، بينما أيدها 33 بالمئة من المدخنين، كما أفاد 52 بالمئة من المستجيبين بأن التدخين حرام، بينما اعتبر 44 بالمئة أنه مكروه.
وفيما يتعلق بالتدخين في الأماكن العامة، شاهد 33 بالمئة من المشاركين تدخين شخص في المرافق الصحية، و44 بالمئة داخل المؤسسات والمكاتب الحكومية، و70 بالمئة داخل مباني الجامعات، و32 بالمئة داخل المدارس، و62 بالمئة داخل وسائل النقل العامة.
كما أظهرت النتائج أن متوسط الإنفاق الشهري على السجائر المصنعة 78 دينارا للشخص المدخن، وعلى أجهزة التبغ المسخن 13.5 دينار لكل مدخن، وعلى أعواد التسخين 24 دينارا لكل مدخن، أما بالنسبة لتدخين السجائر الإلكترونية، فقد بلغ متوسط الإنفاق الشهري 35 دينارا.
واستعرض مدير مديرية الأمراض غير السارية الدكتور أنس المحتسب، توافق نتائج المسح مع المنحنى في زيادة معدل حدوث الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالتدخين، وخاصة بين النساء.
--(بترا)