الأمير الحسن : ترتيب البيت الداخلي ضرورة للصمود في وجه التحديات

أكد سمو الأمير الحسن بن طلال خلال لقائه في جامعة الحسين بن طلال على أهمية استلهام الأجيال الشابة لروح النهضة العربية الكبرى لبناء مشروع نهضوي جديد يواجه تحديات العصر. وشدد سموه على أن النهضة تعني الفكر المستنير، والانفتاح على ما يجري حولنا، داعيًا إلى تأسيس مركز جامعي مشترك بين الجامعات الأردنية يُعنى بقضايا الساعة والدراسات الراهنة.
وقال سموه: “ما دمتُم تؤمنون بخدمة الصالح العام، فالحق يعلو كما قال جدي الشهيد، والصالح العام يعلو فوق كل اعتبار”. وأكد أن الأردن بحاجة لأن يكون منبرًا للفكر في محيطه العربي، لمواجهة محاولات بث الفتن التي وصفها بأنها امتداد لاتفاقيات سايكس بيكو وبلفور، داعيًا إلى ترتيب البيت الداخلي بالوعي المعرفي والفكر النقدي.
وأشار الأمير الحسن إلى أن ترتيب البيت الداخلي ضرورة للصمود في وجه التحديات اليومية والمصيرية، مؤكداً أن اهتمام الأردن بالقضية الفلسطينية ليس شأنًا خارجيًا، بل جزء من قضاياه الداخلية. وقال: “الهواشم لم يسعوا يومًا لبناء ملك أو جاه، بل عملوا على ترميم الجدار العربي والإسلامي حيثما وجدوا فيه ثغرة”.
واستعرض سموه محطات تاريخية صعبة واجهها الأردن منذ الحربين العالميتين وصولًا إلى حروب المنطقة، مؤكدًا أن استقرار المملكة كان دائمًا محل تساؤل وغيرة. وأوضح أن اللحمة الداخلية هي أساس هذا الاستقرار، وأن النهضة العربية كانت حركة جامعة استقطبت أحرار العرب من مختلف الأقطار.
كما دعا الأمير إلى تعزيز رؤية إنمائية مشتركة بين الدول العربية تقوم على ما وصفه بـ”الاستقلال المتكافل”، معتبرًا أن غياب العدالة الدستورية والديمقراطية هو ما يعمّق الفجوة بين الغني والفقير في المنطقة.