البيان‭ ‬الختامي‭ ‬لمؤتمر‭ ‬‮«‬الوسطية‮»‬‭ ‬يدعو‭ ‬لبلورة‭ ‬مشروع‭ ‬ثقافي‭ ‬إسلامي‭ ‬موحد


أنباء الوطن -

 

دعا‭ ‬المشاركون‭ ‬بمؤتمر‭ ‬“المسلمون‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬المأزق‭ ‬إلى‭ ‬المخرج”،‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬المنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬للوسطية‭ ‬أمس‭ ‬واليوم‭ ‬بعمان‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬بلورة‭ ‬مشروع‭ ‬ثقافي‭ ‬إسلامي‭ ‬موحد‭ ‬يتناول‭ ‬قضايا‭ ‬العصر‭ ‬والمستجدات‭ ‬والتطورات‭ ‬العلمية‭ ‬؛‭ ‬بهدف‭ ‬بيان‭ ‬رأي‭ ‬الإسلام‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاجتهاد‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬المقاصد‭ ‬والغايات‭ ‬العليا‭ ‬للمجتمعات‭ ‬المسلمة‭.‬

وأكدوا‭ ‬المشاركون‭ - ‬في‭ ‬ختام‭ ‬أعمال‭ ‬المؤتمر‭ ‬اليوم‭ ‬الأحد‭ - ‬ضرورة‭ ‬القيام‭ ‬بمبادرات‭ ‬للإصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬والتربوي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والإعلامي‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الاسلامية‭.‬

وطالب‭ ‬المشاركون‭ ‬بتعزيز‭ ‬مفاهيم‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬ومنظومة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وترسيخ‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬الأمة‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬العدل‭ ‬والحرية‭ ‬والكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الحكم‭ ‬الرشيد‭ ‬وتوجيهه‭ ‬بتعزيز‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬والشفافية‭ ‬ومحاربة‭ ‬الفساد‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭.‬

كما‭ ‬طالبوا‭ ‬باعتماد‭ ‬الوسائل‭ ‬الشرعية‭ ‬والطرق‭ ‬السلمية‭ ‬والأساليب‭ ‬السليمة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬والمصارحة،‭ ‬والاحتكام‭ ‬إلى‭ ‬قاعدة‭ ‬الأخوة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭ ‬والنزاعات‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مبادئ‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬العادلة‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬وبين‭ ‬غيرهم‭.‬

وأكد‭ ‬المؤتمر‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬دفع‭ ‬آفات‭ ‬الغلو‭ ‬والانحراف‭ ‬الفكري‭ ‬وتأكيد‭ ‬رحابة‭ ‬التصور‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬مجالات‭ ‬الوجود‭ ‬والحياة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ودعا‭ ‬إلى‭ ‬توضيح‭ ‬حقيقة‭ ‬معنى‭ ‬الجهاد‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬وهي‭ ‬الجلَد‭ ‬والمثابرة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬الدين‭ ‬والتمسك‭ ‬به‭ ‬بقوة‭ ‬ورفع‭ ‬شعاره‭ ‬عاليًا‭ ‬وتحقيق‭ ‬قيمه‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تجديدِ‭ ‬التعليمِ‭ ‬الإسلامي‭ ‬الدينيِ‭ ‬والشرعي‭ ‬ليواكب‭ ‬الواقع‭ ‬الإنساني‭ ‬الحالي‭ ‬بِصفة‭ ‬ذلك‭ ‬خطوة‭ ‬أساسية‭ ‬على‭ ‬طريقِ‭ ‬تفعيله‭ ‬ليؤدي‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬تجديد‭ ‬حضارة‭ ‬الأمة،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬تشكيل‭ ‬فريقِ‭ ‬تفكيرٍ‭ ‬استراتيجيٍ‭ ‬يكون‭ ‬نواة‭ ‬لمركزِ‭ ‬دراسات‭ ‬استراتيجية،‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬اختيار‭ ‬علماء‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬المعرفة‭ ‬المختلفة‭ ‬،‭ ‬ومطالبا‭ ‬بتأسيس‭ ‬جامعة‭ ‬أو‭ ‬معهد‭ ‬للوسطية‭ ‬وإنشاء‭ ‬موقعٍ‭ ‬إلكترونيٍّ‭ ‬للحوار‭.‬

وبحث‭ ‬المؤتمر‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬التي‭ ‬تناولها‭ ‬المشاركون‭ ‬خلال‭ ‬يومين؛‭ ‬ومنها‭ : ‬إشكالية‭ ‬الدولة‭ ‬والدين‭ ‬والحكم‭ ‬وتغير‭ ‬الفكر‭ ‬النمطي‭ ‬ومراجعة‭ ‬الخطاب‭ ‬السائد‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬ودور‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬إزاءه‭ ‬ومقومات‭ ‬الريادة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭.‬