عولمة التربية وتربية العولمة محاضرة في البلقاء التطبيقية
اكد الاستاذ الدكتور ناصر الخوالده استاذ التربية في الجامعة الاردنية على ضرورة نشر ثقافة الحوار والتفاهم الانساني بين ابناء المجتمع باعتبارها وسيلة ناجحة للانفتاح على متطلبات الحياة عامة وأضاف خلال المحاضره التي نظمتها وحدة التنمية وخدمة المجتمع المحلي في الجامعة بعنوان عولمة التربية وتربية العولمة على ان الاسرة تعتبر صمام الامان للقيم التربوية والإنسانية على حد سواء باعتبارها مصدر التربية للأبناء ولفت الخوالده الى اهمية التماشي مع مفهوم العولمة شريطة الحفاظ على الهوية الانسانية معتبرا العولمة وسيلة للحصول على العلم والمعرفة كونها تساهم في الانفتاح على العالم وحضارته مشيرا في الوقت ذاته الى ان العولمة لها الكثير من الايجابيات والأدوار التي تمكن المجتمع من التطور والازدهار شريطة ان يكون الضابط الرئيس فيها هو الدين والتربية باعتبارهما هوية الانسان والمجتمع .
كما تحدث الدكتور الخوالده عن ماهية وحقيقة وافرازات العولمة كنظام عالمي جديد وكيفية التعامل معها في جانبيها السلبي والإيجابي مبيناً ان العولمة جاءت نتيجة ظروف دولية ولحظات تاريخية استغلتها ثقافات قوية وسيطرت عليها، وهي منظومة قيم فلسفية يفرضها الغرب من خلال آليات تكنولوجية إلا أنها تؤثر في العادات والتقاليد والدين والثقافة والتربية، معتبرا اياها الثقافة الغالبة والمسيطرة مضيفا انه ونتيجة لأثار العولمة فأنه لم يعد هناك شيء خصوصي للدول ولا للمجتمعات ولا للأمم على اعتبار ان البعد الثقافي للعولمة هو ليس فقط خلق ثقافة عالمية واحدة بل خلق عالم بلا حدود ثقافية.
وأوضح الخوالده انه وفي ظل مفهوم العولمة باتت الوسائل التكنولوجية الجديدة ووسائل الاتصال القوية والشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية تضع قيماً أخلاقية وأنماطاً سلوكية تؤثر على جيل الشباب والأطفال لأنه لا يوجد لديهم مناعة وحصانة فيقعون فريسة لها وأكد على ان وسائل الاتصال بالصوت والصورة والسرعة والمشاهدة أسرع تأثيرا مما يتعلمه الطالب في مدرسته أو جامعته.
وبين الدكتور الخوالده أن هناك مرجعين للتربية والتنشئة وهما الأسرة لأن المجتمعات التي لا تعرف الأسرة لا تعرف التربية والمرجع الثاني لضبط تعاملنا مع العولمة وإفرازاتها هي المرجعية الدينية وأن ننبذ العادات والتقاليد إلا ما جاء منها متفقاً مع ديننا الحنيف ولفت الى دور الأم في إنشاء جيل قادر على التفريق بين سلبيات العولمة وإيجابياتها مبينا على ان قاعدة التعامل مع العولمة تقوم على انه لايجب ان نتعامل معها بلغة الرجم والذم ولا بلغة التعظيم والتقديس، ولكن بلغة الفهم والتشخيص .
وشدد الدكتور الخوالده على إن الجيل الجديد يجب أن يربى على حب الوطن والانتماء إليه لأن حب الوطن هو جزء من العقيدة والدين بغض النظر عن الأفكار والمعتقدات.
وحضر المحاضره الدكتور هيثم النادر مدير وحدة التنمية وخدمة المجتمع المحلي وموظفي الوحدة وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وطلبة الجامعة