وصفوهم بالخونة فزاد غضبهم .. حملة مقاطعة الماء والحليب تتواصل في المغرب


أنباء الوطن -

رَصَّ عُلباً من حليب ماركة سنطرال فوق بعضها، مُلصقاً عليها ورقة تقول 'ليس للبيع، تضامناً مع الشعب المغربي'.هكذا انخرط سعيد، صاحب بقالة بمدينة سطات، وسط المغرب، في الحملة الوطنية الواسعة التي يخوضها المغاربة منذ قرابة أسبوع، مُستهدفين 3 من أكثر المنتجات الاستهلاكية انتشاراً، رفضاً لغلاء الأسعار.الحملة الشعبية التي لاقَت صدى واسعاً ووجدت في شبكات التواصل الاجتماعي تُربة خصبة سرعان ما تم تَنزيلها على أرض الواقع، استهدفت بالأساس 'حليب سنطرال' الذي تُنتجه شركة 'دانون سنطرال' الفرنسية، إذ إن إعلانها رفع ثمن عبوة الحليب قُبيل أسابيع من حلول شهر رمضان، الذي يزداد فيه الطلب على هذه المادة الغذائية، كان الشرارة الأولى المتسببة بغضب المغاربة وقرارهم الرامي إلى المقاطعة.'خليه يريب'.. (اتركه يفسد)الحليب ليس المنتج الوحيد المغضوب عليه من طرف المغاربة، إذ دعا المقاطعون لعدم التوجه بسياراتهم صوب محطات وقود 'إفريقيا'، وهي جزء من شركة 'إفريقيا لتوزيع المحروقات'، أحد فروع المجموعة القابضة 'أكوا كَروب' لصاحبها وزير الفلاحة والصيد البحري بالحكومة الحالية عزيز أخنوش، بالإضافة لماء 'سيدي علي' التابع لهوليدينغ 'أولماركوم' الذي تملكه وتديره مريم بنصالح رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب.عشرات الصفحات الفيسبوكية تناقلت خلال أيام قليلة صوراً للمنتجات المُراد مقاطعتها، مرفوقة بوسم 'خليه يريب'، والتي تعني 'اتركه يفسد'، وهو ما تفاعل معه عدد كبير من المغاربة الذين تبنَّوا الفكرة، مؤكدين أن في مقدورهم الاستغناء عن بعض المنتجات حتى 'تُردع بعض الشركات الجشعة وتقوم بخفض الأسعار'.'ليس من الجيد أن تعمل شركات على رفع أسعار منتجاتها كل فترة وفق هواها، ودون أن نلحظ أي تجويد للمنتج أو تحسين يعتريه، ودون مراعاة للقدرة الشرائية المتدنية لشريحة كبيرة من المستهلكين'، تقول خديجة في تصريحات صحافية.وفيما تطلب الشابة من صاحب بقالة في مدينة سلا، قرب الرباط، لتراً من الحليب بعيداً عن ماركة 'سنطرال'، أكد البقال إنه بات يعيد كميات من علب الحليب المعني بالمقاطعة لمُوزِّعيه 'كل ما يهمني أن يقتني المستهلك المنتجات التي يرغب فيها، وعليّ أن أوفرها له'.المقاطعون.. 'مداويخ' وخونةأقل من أسبوع على حملة المقاطعة، كانت كفيلة لتدفع بعض سياسيي البلاد ليردوا عليها، إلا أن ردود أفعالهم كانت مُهينة وتحمل كلمات قدحية، وهو بالضبط ما فعله وزير الاقتصاد والمالية المغربي محمد أبو سعيد، خلال جلسة بالبرلمان المغربي منقولة على شاشة التلفاز، إذ وصف المقاطعين بـ'المداويخ'، وتعني المصابين بالدوار ممن لا يستطيعون تقييم الوضع بعقلانية.سُّبَّة الوزير وإشادته بالشركات المعنية بالمقاطعة، صبَّت الزيت على النار، وأثارت غضباً واستياء عارمين لدى المغاربة، وزادت من أعداد المنخرطين في الحملة الوطنية لمقاطعة المنتجات التي تستحوذ على زهاء 70% من السوق المغربية، إذ انتشرت تدوينات وتغريدات تحمل وسماً جديداً للحملة تحت اسم '#كُلنا_مداويخ' تهاجم الوزير وتطالبه بالاعتذار رسمياً للشعب المغربي.
وزير الفلاحة: 'قطاع الحليب يُشغل أكثر من 447 ألف عامل'. هو المبرر ذاته لكل الحكومات العربيةوزير الفلاحة عزيز أخنوش، استغلَّ فرصة مشاركته بندوة صحفية عقدتها مجموعة 'سنطرال' لإنتاج الحليب ومشتقاته، على هامش فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، قبل يومين ليرُد على حملات المقاطعة الكبيرة بالقول إن قطاع الحليب يُشغل أكثر من 447 ألف عامل، وهؤلاء 'لن توقِفهم الإنترنت عن عملهم'.رصد