رحيل المناضلة الأممية والمدافعة عن حقوق الإنسان فيلتسيا لانغر


أنباء الوطن -
رحلت المحامية والمدافعة عن حقوق الإنسان المناضلة الأممية فيلتسيا لانغر، وذلك مساء أمس الخميس في ألمانيا.يُشار إلى أن المحامية لانغر من أبرز المناصرين للحقوق الفلسطينية، ومن أوائل المحامين الذين دافعوا عن حقوق الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وأمام محاكمه العسكرية، كما ساهمت في فضح انتهاكاته وجرائمه.وثّقت معاناة الأسرى الفلسطينيينخطت فيليتسيا لانغر عدة مقالات وكتب فكرية دوّنت فيها معاناة الأسرى الفلسطينيين الذين دافعت عنهم أمام المحاكم الاسرائيلية، وكان الأسرى يسمونها "الحاجة فولا"، وبرزت ككاتبة وباحثة في الشأن الفلسطيني، وأصدرت عدداً من الكتب، وحمل كتابها الاول عنوان "بأم عيني" في سبعينات القرن الماضي، ويعتبر أهم كتاب يؤرخ لحركة المقاومة الفلسطينية المبكرة بعد يونيو1967، وهي صاحبة الفضل في نقل معاناة الأسرى الفلسطينيين والعرب إلى العالم، وتعرضهم للتعذيب المميت، من خلال التقرير الشهير الذي نشرته صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية عام 1977، والذي احدث ضجة كبيرة في حينه.تقول فيليتسيا للعالم، عايشت بأم عيني سنوات الحكم العسكري للأراضي المحتلة، وهناك من يدعون أن الاحتلال إنساني وليبرالي وما رأيته يختلف تماما هناك قمع، وسيطرة وسحق لإنسانية الإنسان."لا يمكن أن أكون ورقة التين للنظام الاحتلالي"قالت لانغر "أنا جزء من إسرائيل الأخرى، أنا مع العدالة وضد كل من يعتقد أن ما يترتب على المحرقة هو الكراهية والقسوة وعدم الحساسية"، وفي إحدى مقابلاتها الصحفية مع صحيفة واشنطن بوست، قالت لانغر "قررت أن لا يمكن أن كون ورقة التين لهذا النظام بعد الآن. أريد ترك بلدي ليكون نوعا من التظاهر والتعبير عن اليأس والاشمئزاز من النظام… لأننا لسوء الحظ لا نستطيع الحصول على العدالة للفلسطينيين. لا زالت في ألمانيا تقوم بتأليف الكتب وتنشط في الدفاع عن القضية الفلسطينية".وإزاء موقفها هذا ومغادرتها دولة الاحتلال، لاقت لانغر تهديدات عديدة لثنيها عن نشرها فكرة الحق الأصلاني للفلسطينيين، ودفاعها عن الاسرى ومطالبتها بتحريرهم.لانغر في صف خالدة جرارترأست لانغر منصب الرئيسة الفخرية للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، وقبل أشهر وجهت نداء مفتوحاً للتضامن مع النائبة في المجلس التشريعي الأسيرة خالدة جرار، المعتقلة في سجون الاحتلال منذ الأول من نيسان العام المنصرم، وطالبت لانغر في ندائها المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وحركات التضامن والأحزاب الصديقة للشعب الفلسطيني وأعضاء البرلمان الأوروبي المناصرين، لأوسع حملة تضامن مع النائبة الفلسطينية جرار، وفضح ممارسات دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تدعي أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وتعطي الحق لنفسها بإعتقال نواب الشعب الفلسطيني الذين يملكون الحصانة البرلمانية ويدافعون عن شعبهم في وجه الاحتلال.وقالت لجرار في رسالتها:أنت يا عزيزتي معتقلة سياسيا مما تسمي نفسها بالديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط.أنت عضو في البرلمان الفلسطيني وإعتقالك فقط لأنك تتضامنتي سياسيا مع أخواتك وإخوانك المعتقلين في السجون الإسرائيلية بسبب نضالهم المشروع ضد الاحتلال.عزيزتي خالدة أنت كأخت مناضلة لي وبالرغم من تقدمي بالسن فانا أقف إلى جانبك وأعلن التضامن معك ومع عائلتك من القلب.مؤلفات لانغر الانسانة عاشقة العدالةنالت لانغر عام 1990 جائزة الحق في الحياة (المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة) للشجاعة المثالية في نضالها من أجل الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وحصلت لانغر في عام 1991 على جائزة "برونو كرايسكي" للإنجازات المتميزة في مجال حقوق الإنسان.ومن مؤلفاتها:
"بأم عيني" (1974)
"هؤلاء إخواني" (1979)
"من مفكرتي" (1980)
"القصة التي كتبها الشعب" (1981)
"عصر حجري" (1987)
"الغضب والأمل" (1993) (السيرة الذاتية)
"الظاهر والحقيقة في فلسطين" (1999)
"تقرير ميتسيو، الشباب بين الغيتو وتيريزينشتادت" (1999)
"الانتفاضة الفلسطينية الجديدة" (2001)