أنباء الوطن - قالت والدة عهد التميمي إن الاهتمام الإعلامي والتضامن العالمي اللذين تلقتهما ابنتها بعد اعتقالها من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي كانا متجذرين في العنصرية.
وأضافت ناريمان التميمي «بصراحة، من المحتمل أن تكون ملامح عهد (الشقراء) هي التي جلبت هذا التضامن العالمي، وهذا عنصري بالمناسبة؛ لأن العديد من الأطفال الفلسطينيين هم في موقع عهد، ولكنهم لم يعامَلوا بهذه الطريقة».
وتضيف ناريمان والدة عهد، «كتب أحد الصحافيين في (هآرتس) ذات مرة، عن تعاطفهم مع عهد عندما كانوا يحاولون إلقاء القبض عليها؛ لأنهم شعروا بأنها تبدو مثلهم! لكن كل الأطفال الفلسطينيين هم عهد التميمي».
والدة الناشطة الفلسطينية قالت إن «هناك آلاف القصص التي تحتاج وسائل الإعلام إلى الاهتمام بها وتسلط الضوء على جميع جرائم الاحتلال؛ لأن الاحتلال يجب أن يُنظر إليه على أنه جريمة حرب، ويجب اتخاذ إجراءات قانونية بهذا المعنى».
وأفرجت السلطات الإسرائيلية عن عهد التميمي ووالدتها ناريمان الأحد 29 يوليو/تموز 2018، بعد اعتقال دامَ 8 أشهر، بتهمة «إعاقة عمل جندي إسرائيلي ومهاجمته».وكان رب الأسرة، باسم التميمي، قد اعتُقل سابقاً 9 مرات بسجون إسرائيل.
وتضج ذاكرة التميمي (17 عاماً)، كما بقية أفراد عائلتها، بذكريات قاسية تسببت فيها القوات الإسرائيلية، التي قتلت واعتقلت وأصابت عدداً من أفراد عائلتها خلال السنوات الماضية.
وكما أنها تتمنى أن تعود حياتها لطبيعتها، فإن عهد لن تتراجع عن طريق «مقاومة الاحتلال، وستواجه الجيش الإسرائيلي مرة أخرى في حال اقتحم بيتها بقرية النبي صالح (قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية)».
وتضيف التميمي، «قَدَرُ الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال».وعن طموحها في الفترة المقبلة، ذكرت عهد أنها تطمح إلى دراسة القانون الدولي؛ للدفاع عن الأطفال الفلسطينيين وقضية شعبها.
وتلقت الفتاة الفلسطينية، منذ أن خرجت من سجون إسرائيل، مِنحاً دراسية من عدد من الجامعات الفلسطينية والأردنية والبريطانية والتركية، لكنها لم تحسم أمرها بعد.وكانت قد حصلت على شهادة الثانوية العامة داخل السجن.
والدة الفتاة الشهيرة قالت إن «كل أبناء قريتي (النبي صالح) يواجهون الاحتلال، وعهد نموذج لهم. وأنا أخت شهيد وخالي شهيد وعمي شهيد، وشقيقي البكر أصيب على يد القوات الإسرائيلية في لبنان، ووالدي اعتُقل سنوات طويلة بسجون الاحتلال».
وتشهد قرية النبي صالح – التي تنحدر منها التميمي – وقرى مجاورة، مسيرات أسبوعية ضد الاحتلال واستمرار إسرائيل في الاستيلاء على أراضي البلدة منذ العام 2009.
وعادة ما يستخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، والمياه العادمة، والرصاص الحي، لتفريق المسيرة.
ويقع على أراضي البلدة مستوطنة «حلميش» ومعسكر للجيش الإسرائيلي، وحاجز عسكري على مدخل البلدة.ودعت ناريمان إلى تسليط الضوء على قصص المعتقلين بالسجون الإسرائيلية، وخاصة الأطفال. وذكرت أن السلطات الإسرائيلية سعت لكسر إرادة عائلتها، لكنها فشلت.
https://www.youtube.com/watch?v=ESzr8Mk9IvU